هنالك الكثير من الابناء من يأتى عقوقهم لأمهاتهم بمنتهى الألم خصوصاً إذا كان قرارهم قطع رحم أمهم وما أمر الله بة أن يوصل وألا يعرفوا أمهم لسنوات كثيرة طويلة وغالبا بل بالتاكيد تكون مؤلمة للأم، و التى لا تجد براً من أبنائها، فلم يشترط الله عز وجل أن تنال الأم بر أبنائها نظير أن تقدم لهم أى شئ مادى فقد حملت ابنها وهنا على وهن وقدمت حبها ورعايتها له.

وفي الوقت الذي تشهد فيه المجتمعات المختلفة، قصصا وحكايات عن عقوق الوالدين، يشيب لها الولدان، ضرب المواطن السعودي “حيزان الحربي”، أروع مثل في البر بالأم وحبها، حتى صار صاحب أغرب قضايا المحاكم السعودية.

كان “حيزان” يعيش بمفرده مع والدته المسنة، في منزلهما الواقع في البندرية، وهي إحدى قرى الأسياح، وعندما تقدم في العمر طلب منه شقيقه الأصغر غالب، الذي يقيم في مدينة أخرى، أن يأخذ والدتهما للعيش معه.

ورفض “حيزان” التنازل عن رعايته لأمه، مؤكدا أنه ما زال قادرا على توفير الرعاية اللازمة لها، حتى تطور الأمر بين الأخوين، مما اضطر الأخ الأصغر إلى اللجوء للقضاء، وذلك في عام 2008.

واحتار القاضي في أمر الشقيقين وأيهما أولى برعاية الأم، ولم يجد أمامه حلا سوى إحضار الأم إلى المحكمة، لتختار من تريد العيش معه منهما.

“أيهما يفوز بالرعاية”.. وعندما لم يصلا إلى حل عن طريق تقارب وجهات النظر طلب القاضي إحضارها (الأم) للمحكمة لتحسم الأمر وتختار بنفسها من تريد.

في الجلسة المحددة جاءا بها يتناوبان حملها وكأنها طائر نزع ريشه، ووضعت أمام القاضي الذي وجه لها سؤالا لا تزال هي رغم تقدمها بالعمر تدرك كل أبعاده. “أيهما تختارين يا أم حيزان؟!!”

لم تكن الإجابة أفضل من كل محاولات تقريب وجهات النظر.. نظرت إليهما وأشارت إلى حيزان قالت: هذا (عيني هاذي) (وذاك عيني تلك) ليس عندي غير هذا يا صاحب الفضيلة.

هنا كان على القاضي أن يحكم بينهما بما تمليه مصلحتها، مما يعني أن تؤخذ من حيزان إلى منزل شقيقه.

ليحكم القاضي في النهاية لصالح الأخ الأصغر نظرا لتقدم سن “حيزان”، وهو ما قابله الأخير بالبكاء الشديد في المحكمة، فور صدور حكم القاضي، ليشاركه شقيقه البكاء، ويحملان والدتهما سويا، إلى منزلها الجديد.

ورغم مرور سنوات على تلك القصة، فإنها بقيت محفورة في أذهان السعوديين، يسترجعونها من وقت لآخر، عندما يحدث شيء لـ”حيزان”، يسترجع الأهالي تفاصيل القصة، عندما تعرض لحادث دهس في بداية شهر إبريل الماضي، نقل على إثره إلى المستشفى، وبقي في العناية المركزة بعدها، ليسترجعوا قصته مرة أخرى اليوم، بعد إعلان خبر وفاته.

ورحل صاحب أغرب قصة في المحاكم السعودية، اليوم، تاركا بره لوالدته في أذهان الجميع، الذين سيظلون يتذكرونه ويسردون قصته.

تحياتى و تمنياتى لكل متابعيني بدوام الصحة والعافية.

الدكتورة نيرمين فاروق ترثى والدها : أبويا .. وأحزان بنت مصر الجميلة @elmshaher http://www.elmshaher.com/321203-2/

السيره الذاتيه للكاتبه بنت مصر الجميله :الدكتوره : نيرمين فاروق حسن @elmshaher http://www.elmshaher.com/321811-2/