السعودية تشارك في المؤتمر الوزاري غير العادي الافتراضي للمانحين لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)
السعودية تشارك في المؤتمر الوزاري غير العادي الافتراضي للمانحين لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)
شاركت المملكة العربية السعودية ممثلة في معالي المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي في المؤتمر الوزاري غير العادي الافتراضي للمانحين لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الذي نظمته الأمم المتحدة بالتعاون مع وزارة الخارجية في المملكة الأردنية الهاشمية، ووزارة التعاون الدولي والتنمية في السويد، بعنوان “أونروا قوية في عالم مليء بالتحديات – حشد العمل الجماعي”.
وأوضح وزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية أيمن الصفدي خلال كلمته في مستهل المؤتمر، أن الأنروا يجب أن تستمر في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين إلى حين حل قضيتهم بما يضمن حقهم في العودة والتعويض وفق قرارات الشرعية الدولية.
وبين أن أي تراجع في خدمات الوكالة سيفاقم معاناة الشعب الفلسطيني التي فاقت ما يمكن لأي شعب أن يتحمله، مشدداً على أن الآن هو الوقت المناسب للتحرك لدعم الأونروا التي تقوم بكل ما تستطيعه لضمان الفاعلية والفعالية في آدائها.
عقب ذلك ألقى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، كلمة أكد فيها أن الجميع هنا معاً لحشد الدعم السياسي والمالي للعمل الحيوي للأونروا، مشيراً إلى أن الوكالة ليست فقط شريان حياة لملايين لاجئي فلسطين، ولكنها مهمة أيضا للاستقرار الإقليمي.
وأفاد أن دعم المانحين يمكّن الأونروا من حماية وتعزيز حقوق اللاجئين الفلسطينيين بموجب القانون الدولي، بما في ذلك المساواة بين الجنسين، وحماية الطفل وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
بعد ذلك ألقى معالي المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، كلمة المملكة العربية السعودية، التي أعرب في مستهلها عن خالص تقديره للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، والمفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، وجميع العاملين في الوكالة لجهودهم المتضافرة، وعملهم القيم، في ظل الظروف القاسية والمخاطر التي يواجهونها لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين.
وأشاد معاليه بدور وكالة (الأونروا) منذ تأسيسها قبل 70 عاماً والخدمات التي تقدمها للتخفيف من معاناة اللاجئين الفلسطينيين، والتي نتجت عن واحدة من أكبر المآسي في التاريخ الحديث عندما طرد الفلسطينيون من أراضيهم وبلدهم بسبب الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى ارتفاع عدد اللاجئين الفلسطينيين إلى 5.4 ملايين لاجئ.
وأكد أن المملكة العربية السعودية من أهم الدول التي تدافع عن الشعب الفلسطيني، ومن أكثر الجهات المانحة سخاء للأونروا، وذلك دفاعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلعاته المشروعة، لافتاً النظر إلى أن هذا الدعم ينبع من إيمان المملكة العربية السعودية الراسخ بالمساعدة المهمة التي تقدمها الأونروا لأكثر من 5.4 ملايين لاجئ فلسطيني من خلال برامجها التعليمية والصحية بالإضافة إلى خدمات الإغاثة والخدمات الاجتماعية وفرص العمل الأخرى التي تخلقها، ليحظى الشعب الفلسطيني بحياة كريمة.
وأفاد معالي السفير المعلمي أنه بين عامي 2000م و 2019م، قدمت المملكة العربية السعودية لوكالة (الأونروا) حوالي 700 مليون دولار، مشدداً على أن السعودية ستظل رائدة في دعمها للاجئين الفلسطينيين الذين تستمر معاناتهم بلا هوادة بعيداً عن منازلهم.
من جانبه حث وزير التعاون الدولي والتنمية السويدي بيتر إريكسون، المانحين على ترجمة الدعم السياسي للأونروا إلى دعم مالي والإسهام في أونروا أكثر استدامة مع دعم متعدد السنوات لموازنتها البرامجية.
ونوه بضرورة دعم الأونروا وذلك للاستقرار عن طريق ضمان مواصلة نصف مليون طفل الذهاب إلى المدرسة والاستجابة بشكل فعال لجائحة كوفيد-19.
عقب ذلك ألقى المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، كلمة بهذه المناسبة، أكد فيها أن نتائج مؤتمر اليوم ستوضح الالتزام الدولي تجاه حقوق ورفاه لاجئي فلسطين وتجاه دور الأونروا بوصفها المزود الرئيس للتنمية البشرية والمساعدات الإنسانية إلى أن تتوصل الهيئات السياسية المعنية إلى حل عادل ودائم لمحنتهم”، مشيراً إلى أن لاجئي فلسطين عاشوا طويلا مع التهديد من أن عمليات الأونروا قد تعلق.
ولفت النظر إلى أن الأنوروا تخطو خطوة مهمة للأمام في الاستجابة للتحديات المالية المزمنة للوكالة القصيرة والطويلة الأجل، بما في ذلك تعزيز الاتفاقيات متعددة السنوات وتوسيع قاعدة المانحين واستكشاف سبل وآليات تمويل مبتكرة.
وفي ختام المؤتمر أعلنت وكالة (الأونروا) عن تقديم 75 دولة ومنظمة غير حكومية التزامات مالية بقيمة 130 مليون دولار من أجل استدامة العمليات والخدمات التي تقدمها الوكالة.