رِفَاقُ الدَرب الأوفياء.
رِفَاقُ الدَرب الأوفِياء… بقلم: وِئام أحمد
هُم كَاللُؤلُؤ المنثُور بدَاخِل صُندُوقٍ زُجَاجِي مُمتلِىء بالوَردِ واليَاسمِين، يَعيشُون في مَدِينة أفلاطُون التِي لا يدخُلهَا إلا من كَانت رائِحتهُ تفُوحُ بالمِسك والعَنبر…
فَهم كَنُجومٍ فِي السمَاءِ قَد لا تَراهُم العُيُون ولكِن تَتَحسسهُم القُلوب…
أيَامٌ تأتِي وتذهَب وثلُوجٌ تسقُطُ وتَذُوب وزهُور تتفتَح وتزدهِر… ويَبقىٰ الصدِيق كمَا هو لا تُغيرَه الأعوَام بل يزدَاد قُربًا ورِفقًا وحُبًا وتفهُمًا….
تُؤلمنَا الأيَام وتُفرقنَا المسَافَات ولكن تَبقىٰ أجمل الكلمَات وأعذَب الضحكَات هي القَامُوس الخفِي الذِي نتَصفحهُ لنتَذكر كم هُم رائِعُون…
الحبُ بيننَا لا يَعرِف ( الأنا ) بل يُعطىٰ دُون مقَابل، نحترِم بعضنَا البعض ونَتحسسُ الكلمة قبل أن تخرج… وعندمَا نَتعاتب فإننَا نتهَامس كي لا تَسمع الأذن الأخرىٰ شَكوانَا،
إذا زَلت قدمِي أجد من يُوجهنِي بِرفق بل يَتفقد مِقعدِي حتىٰ حُضُورِي…
فعندمَا يَتحدث الصدِيق تَشعر أن عقلهُ مِثل النُوته المُوسِيقِيه و لِسَانه مِثل البيَانو…
وفِي غفلةِ من الزمانِ نشعُر بأننَا نرِيد أن نطرُق الأمَاكن التي يَمكُث بهَا الرفَاق، فهنَاك أمَاكن أحببنَاها فقط لأننَا تقَاسمنَا فيهَا الضحكَات….. فياليتنَا نستَطيع إيقَاف الزَمن علىٰ لحظَاتٍ كنَا بهَا سعدَاء..
أخيرًا،
صَادِق صَدِيقًا صَادِقًا فِي صِدقِه، فَصِدقُ الصَداقَة فِي صَدِيقٍ صَادقٍ…
“رحم الله والدي الحبيب 💔 الذي كان خير صديق لنا جميعًا…عِشتَ وفيًا ورحلتَ شهيدًا…”