الإستغناء / كتبت الاعلامية د هاله فؤاد
الإستغناء / كتبت الاعلامية د هاله فؤاد
إن الإستغناء هو ترك الشئ جانبا أو تجاهله ، ولكن هل الإستغناء بديل القناعة ؟
بالطبع لأ ، فالقناعة تكمن فيها السلبية أما الآستغناء فهو قوة ، أنت فعلا في شدة الإحتياج ولكن في نفس الوقت تستغني عن الشئ الذي تحبه من أجل شئ أسمى كرامتك مثلا .
والإستغناء هو عكس الإحتياج ، فالإحتياج هو أن تشعر بأن هناك شئ ملح تريده وأن حياتك لاتستقيم بدونه ، فهناك ما ينقصك .
والإحتياج أنواع منها :
الاحتياجات الفسيولوجية : كالطعام والشراب والنوم والتنفس وغيرها .
الحاجة إلى الأمان : الأمان الأسري والصحي ، أمن الممتلكات ، الأمان على النفس والجسد .
الحاجات الإجتماعية: كالعلاقات الأسرية والصداقة .
الحاجة لتحقيق الذات : تقدير الذات ، الإنجازات ، إحترام ألأخرين والإحترام من الإخرين ، والثقة .
هذا التصور للإحتياجات وضعه ماسلو وسمي هرم ماسلو أو تدرج ماسلو للحاجات ، وهي نظرية نفسية قدمها العالم إبراهام ماسلو في ورقته البحثية ، نظرية الدافع البشري.وتختلف الإحتياجات من شخص لأخر ، فهناك من تكون أهم إحتياجاتة هي تقدير الذات وهنا يركز الفرد على تحقيق مكانة مرموقة والإحساس بالثقة والتقدير من الأخرين ، وهناك من تمثل له آحتياجات الأمان شيئا أساسيا في حياته ، وأخر يشعر دائما بالاحتياج آلى العلاقات الأسرية وإلى الأصدقاء والحاجة آلى الحب بكافة أنواعه ، وفي غياب هذه العناصر يصبح كثيرا من الناس عرضة للقلق والإكتئاب .
الإحتياج العاطفي
إن الإحتياج العاطفي من أهم الإحتياجات لأي إنسان ، من منا لا يحتاج إليه ، ولا أقصد بالاحتياج العاطفي الحب الذي يربط بين رجل وإمرأة ، بل أقصد الإحتياج للمسة دفء وحنان من أم أو أب أو أخ أوزوج حتى صديق ، فنحن عادة باحتياج لمن يربت على كتفنا بحنان ، لمن يسأل عنا وعن مشاكلنا ومتاعبنا .
ولكن إذا أصبح الإحتياج العاطفي مصدرا للذلة والمهانة وفقد جوانبه الأساسية من الود والتفاهم والإحترام والثقة هنا وجب الإستغناء .
بطبيعة الحال لايستطيع أي شخص أن يلبي احتياجاته من الأمان والإحتياجات الاجتماعية والعاطفية دون أن يلبي إحتياجاته الأساسية من المأكل والمشرب ، فالانسان يصعب عليه الشعور بالانتماء الإجتماعي إذا كان يعاني من الجوع ، وعلى رأي الجملة حقا لاأدري اذا كان مثلا أو لا : الجوع كافر
لايستطيع الشخص أن يفكر أو يركز أو حتى يشعر وهو جعان : كما جاء في الاعلان التليفزيوتي : انت مش انت وانت جعان .
من ذلك أعتقد أن الأمن الغذائي أولا وبالتبعية يأتي الأمن الإجتماعي وحتى الأمن الصحي فالعقل السليم في الجسم السليم .
اذا كانت هذه هي الاحتياجات ، فكيف يمكننا الإستغناء عنها ؟
بالنسبة للاحتياجات الفسيولوجية كالمأكل والمشرب فبحسب ابن أدم لقيمات يقمن صلبه ، وبالنسبة للزواج فعلينا بالصيام .
أما بالنسبة للاحتياج العاطفي وهنا أقصد الحب ، يحضرني مقولة :
ماهو الصعب ؟ وماهو القاسي ؟ وماهي قمة الاحتياج ؟
قال الصعب : في الدنيا أن تكسب شخصا واحدا وتخسر الكل لأجله .
والقسوة : أن يخونك هذا الشخص وتتذكر أنك تركت الكل لأجله
وفي قمة إحتياجك : لن تجده لكن تجد حولك من تركتهم من أجله .
هناك مقولات جميلة عن الإستغناء منها :
لسنا بحاجة لزيادة ثرواتنا بقدر حاجتنا لخفض إحتياجاتنا ، فالإستغناء عن الشئ كامتلاكه .
كي لاتصاب بالخيبة ، لاترسم في مخيلتك أن أحدهم لايستطيع الإستغناء عنك .
لدي قدرة كبيرة على الإستغناء عن أي شخص يشعرني أن وجودي في حياته لاقيمة له.
الإنسان يكون غنيا قياسا بعدد الأشياء التي يستطيع الإستغناء عنها.
بالحاجة يقع الخضوع والتجرد ، وبالإستغناء يعرض التجبر والتمرد .
من ذلك نرى أن الإنسان الذي لايستطيع الإستغناء عما تلح نفسه عليه فهو ضعيف ، ولايوجد شئ في الدنيا مهماعلا قدرة يستطيع أن يهزم الإنسان أو يستعبده .
يجب على الإسرة أن تعود أطفالها على الآستغناء وأن الإستسلام للإحتياج هو الذلة والمهانة .
يحضرني سلوك لأحد الصحابة الكرام لاأتذكر عهو عمر بن الخطاب أم علي بن أبي طالب ( رضي) أنه كان إذا إشتهى شىئا لم يأخذه ليؤدب نفسه على عدم الإنسياق وراء شهواتها وإحتياجاتها .
ومن أقوال سيدنا عمر بن الخطاب ( رضي ) :
أو كلما إشتهيت إشتريت !