في رحاب الكهف2 بقلم د. رحاب أبو العزم
في رحاب الكهف2
﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى * وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴾
في رحاب الكهف2 فائدة سرد القصص
إن كثيرًا من الآباء والأمهات يقصون لأطفالهم القصص المختلفة والمتنوعة قبل نومهم تيسيرًا لعملية النوم، وهم لا يعلمون أبعاد فائدة القصص للأطفال من حيث تربية عقولهم، وترقيق مشاعرهم. إن رواية القصة للطفل تفسح له مجال الخيال الواسع مع ديناميكية ربطه الطفولي بالواقع على قدر ما يستوعبه عقله وأفكاره، وتتحرك لدى الطفل القوة الذهنية لحفظ أحداث القصة، وتحرك مشاعره صوب البطل ليتخيل نفسه بطل القصة للتأمل في أفعاله وأقواله. تزيد القصة من المفردات اللغوية للطفل؛ فقد يسمع كلمات غريبة وجديدة، وعلى الوالدين الاستعداد والتأهل لشرح المعاني التي قد يسأل عنها الطفل بأسلوب يناسب مرحلته العمرية. وتعمل القصة على خلق روح الإبداع الفكري لدى الطفل بحيث يستنتج ويستنبط فوائده من القصة ويبدع في ترجمتها لأفعال وأقوال.
الأسلوب الأمثل لسرد القصص
إن تغيير وتيرة الصوت من الدهشة إلى الحزن إلى الفرحة إلى الاستفهام إلى الإخبار والتقرير يزيد من قدرة الطفل على استيعاب أحداث القصة، وتخيل أحداثها، وفهم مدلولات ألفاظها، واستنباط الفوائد منها. ويُعد أسلوب الإشارة والحركة، وتغيير الإيماءات وحركة الجسم وملامح الوجه من أهم الأساليب المُثلى لإعانة الطفل على التركيز في أحداث القصة، واستيعاب الحكمة منها، وربط بدايتها بنهايتها.
يعلمنا القرآن الكريم
﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى * وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴾ يعلمنا القرآن فائدة القصص حتى أن جُعِل ثلث القرآن من القصص التي بها يقترب الخيال إلى الواقع، والتي بها نتعرف على أحداث بشرية قد مضت لنُوقِع مقاصدها على واقعنا. ولا نجد أعظم من قصص القرآن الكريم نحكيه لأطفالنا شرط مناسبة القصة مع المرحلة العمرية. وما أجمل أن نقص على الفتيان والفتيات قصة فتية الكهف الذين ضربوا بقصتهم أروع الأمثال في قوة الإيمان والثبات على الحق فكان قصصهم هو النبأ الحق لا خيال فيه ولا مزاح.
تدبر آية، إرشاد أسري، صحة نفسية