الحكم في قضية زواج التجربة وطبيعة الأزمة الناتجة عنه كتب: د/ أحمد مقلد

الحكم في قضية زواج التجربة وطبيعة الأزمة الناتجة عنه كتب: د/ أحمد مقلد

الزواج هو رباط مقدس يجمع قلبين وعائلتين ليتحابا ويجتمعا في رباط شرعي وقانوني وفي ظل قواعد وأعراف مجتمعية لا ينكرها الا جاهل ولا يتغاضى عنها إلا من أراد التفلت من قيد المسئولية الاجتماعية عن رعاية هذا الكيان

الحكم في زواج التجربة

وهذه الزوجة ولا أعيب على أي شخص يحول فكره في إتجاه تحرير القيد بعيد عن قيود الشرع والمجتمع والعرف ولكني أعيب على من لم يتصدى لتلك الأزمات والكوارث المجتمعية والتي تثبت بما لا يدع مجال للشك بأن المجتمع يوجد به جوانب تحتاج للعلاج في روابط كيانات الأسرة والمجتمع والمؤسسات الدينية.

ولكون التعريف بالزواج ومسئولياته أمر مهم حتى يكون كل مقبل على تلك الخطوة متعرف على طبيعة المرحلة وطبيعة الأسرة وبنائها والمسئوليات الدينية والمجتمعية والاقتصادية نحو الزوجة والأسرة،

وكيفية المعاملة بين الزوجين ودور كل منهم في الحفاظ على هذا الكيان بلا أدنى مشكلات تتسبب في حدوث شروخ تصل به للانهيار.

وهذا البناء للأسف في كثير من الأحيان حاليا ينهار في شهوره وسنواته الأولى وذلك بسبب عدم توقع الشباب لطبيعة هذه المسئولية وتوقع أمور واختلاف الوضع بعد حمل الزوجة أو لا،

وما يلي ذلك من تداعيات ونفقات ومشكلات أسرية، ولكون المسئولية مشتركة بين الزوج والزوجة والاسرتين في حفظ هذا الكيان المسمى بالأسرة.

ومع تغير الأحداث لتحليل مسمى الزواج واستحلال المتعة بين راغبي التجربة بعيدا عن رباط الأسرة بمفهومها المتعارف عليه لذا كانت مسميات مختلفة على مر التاريخ منها زواج المسيار وزواج المتعة والزواج العرفي والان ظهر علينا مسمى جديد تحت اسم زواج التجربة.

زواج التجربة
زواج التجربة

ولكون هذا النوع من الزواج صادر عن محامي وضع تصور بعقد يضمن شروط أطراف العقد الراغبين في التجربة قبل الزواج الشرعي ولكن من هي التي تقبل أن تكون زوجة تحت التجربة،

أو مطلقة بدرجة خبيرة، أو متزوجة تحت التجربة، ومطلقة في أي لحظة، ولنعلم جميعا أن هذا النوع من الممارسات المجتمعية ما هي إلا تقاليع وأشكال مستحدثة ذات دلالة على مدى حجم المشكلة ومدى خطورة هذه الخطوة في تهديد كيان المجتمع وتقليل قيمة ودور الأسرة.

ومن وجهة نظري أن الغياب المجتمعي للأسرة بمفهومها الحقيقي والمؤسسات الدينية والمجتمعية في توفير المعنى الحقيقي للأسرة الكريمة والتي لابد لبنائها من وجود مقومات وقواعد مجتمعية ودينية ومسئوليات ومقومات إقتصادية داعمة لتحمل مسئولية وتكلفة بناء الأسرة وتكلفة توفير نفقاتها وحفظ بقائها في أمن وسلامة تحت رعاية والدية ومجتمعية وفي ظل رباط ديني ومجتمعي يحفظه ويضمن قوة روابطه وضمان مشروعية بقائه

وبهذا تظهر لنا أسئلة لابد من الإجابة عليها ومنها، ما الهدف من عقد زواج التجربة؟ وما هي نتيجة الاختلاف والانفصال؟ وأين الأسرة من هذا النوع من العلاقات المشبوهة؟ واين مؤسسات الدولة للتصدي لتلك التجارب المخالفة للمعنى الحقيقي للدين؟ وهل يمكن معاقبة مصدر تلك الفاعليات دونما الرجوع للجهات الدينية المختصة؟

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.