لِمَاذَا زَاد انْتِشَار التَّدَنِّي الأخْلاقِي

لِمَاذَا زَاد انْتِشَار التَّدَنِّي الأخْلاقِي . . .

كُتِبَت : زَيْنَب النَّجَّار . .

فِي صغرنا تربينًا عَلَى التَّمَسُّك بِمَبَادِئ الْخَيْر وَالْفَضِيلَة وَالْعَدْل وَالِاحْتِرَام وَكَانَتْ هَذِهِ الصِّفَاتِ كُلُّهَا تُسَمَّى أَخْلَاق تُزْرَع فِينَا مُنْذ الصِّغَر .
كَان يَسُود بَيْنَنَا الْمَحَبَّة وَالِاحْتِرَام صغيرًا أَو كبيراً . . . .

كَانَتْ تِلْكَ الْأَيَّامِ الْجَمِيلَة الْمُتَجَسِّدَة فِي الصِّدْقِ وَالهُدُوء وَالطُّمَأْنِينَة وَرَاحَة الْبَال وبساطة النَّاس وَنَقَاء وَصَفَاء الْقُلُوب وَالْعَدْل ، وَرَفَع الظُّلْم وَاحْتِرَام الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَذِي الْهِمَم ؛ كَانَت تَسْوَدّ الْمُسَاوَاةَ بَيْنَ النَّاسِ . .

وَالْآن سَاد الْكَذِب وَالْغِشّ والتنمر وَانْتَشَر الْخِدَاع وَغَاب الْحَبّ ، وَتَلاَشَت الصداقات الْحَقِيقِيَّة وَانْقَرَضَت الْقَيِّم وَالْأَخْلَاق والأنسانية . . .

وَمُنْذ اسْتِمْرَار اِنْهِيَار الْقَيِّم وَالْأَخْلَاق وَالْمَبَادِئ والتقاليد
أَصْبَحْنَا بِلَا هَوِيِّه وَلَا مَبَادِئ .

وَهَذَا جَعَلْنَا نَعيش زَمَن اِنْتَشَرَ فيهِ قَضَايَا التفكك الأسري

وَالْعُنْف والإجرام وَالْقَتْل والأختطاف وَالِاخْتِلَاس والأغتصاب وَالْخِيَانَة وَالنِّفَاق وَالْغِشّ وَالتَّكَبُّر وَالِاسْتِغْلَال وَالْجَهْر بِالْكَلَام الْمُؤْذِي وَالْجَارِح . .
أَيْن عَقْلِيَّةٌ التَّفْكِير ، أَيْن الثَّقَافَة ؟ أَيْن دُور الْعِلْم وَالتُّرْبِيَّة ؟

أَيْن أَصْبَحْنَا وَإِلَى أَيْنَ نَذْهَب ؟ وَكَيْف نَعيش بشخصيات عَديمَة التَّفْكِير وَالتُّرْبِيَّة غَيْر مكترثة لِلْأَخْلَاق وَالْقَيِّم النَّافِعَة . .

أَيْن الدَّوْر الرقابي لِلْإِعْلَام وَدُور مَرَاكِز الثَّقَافَة . .

لِمَاذَا أَصْبَحْت قنواتنا حوارات للرعاع وَمُدَّعِي الْفَنّ وَأَصْبَحَت الْمُشَاهَد الْبَذِيئَة وَالْكَلَام الْجَارِح وَالْجَهْرِ بِهِ ، سِمَة كُلّ الْأَعْمَالِ الَّتِي تَقَدَّمَ ، بِسَبَبِهَا أَصْبَح يُوجَد خَلَلٌ فِي عُقُول الشَّبَاب وَالْأَطْفَال مَعَ وُجُودِ مَوَاقِع السيوشال ميديا الَّتِي اِسْتَوْلَتْ عَلَى عُقُول الْمُرَاهِقِين .

فَنَحْن كُلَّ يَوْمٍ نَرَى مُشَاهَدٌ الْمُجْرِم والبلطجي عَلَى أَنَّهُ هُوَ البَطَل الَّذِي يَسْتَمِدّ مِنْه أطفالنا الْقُدْوَة وَالتَّقْلِيد ويتعاطفون مَعَه ويقلدونه فِي لُغَتِه وَأُسْلُوبِه وَحَرَكاتِه وتنمره . .

فَلَابُدّ تَدْخُل الْأَسِرَّة ضَرُورِيٌّ وأستعادة دَوْرُهَا فِي تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهَا ، ومراقبة تَصَرُّفَاتِهِم وَتَوْجِيهِهِم ، وَالْمُعَاقَبَة عَلَى الأَخْطَاء ، وَأَنْ يُوجَدَ حَالَة النُّصْح وَالْإِرْشَاد ، وَحِمايَتِهِم مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمَن أصْدِقَاء السُّوء وَمَن مَوَاقِع التَّوَاصُل الاجْتِمَاعِيّ وَلَابُدّ غَرَس الْأَخْلَاق وَالْقَيِّم النبيلة المستمدة مِنْ دِينِنَا وَشَرَعْنَا الْحَنِيف وعاداتنا وتقاليدنا الْمُنْضَبِطَة الْجَمِيلَةِ الَّتِي تربينا عَلَيْهَا وتربوا عَلَيْهَا جِيل آبَاءَنَا فَأَصْبَحْنَا قُدْوَة ومثالاً يتحذي بِه
يَجِبُ إعَادَةُ زَرَع الْأَخْلَاق وَالْقَيِّم فِي الأَجْيَالُ القَادِمَةُ قَبْل ضَيَاعِهَا . . .

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.