العلاقات الإنسانية أهم سبب لوجود الإنسان

العلاقات الإنسانية أهم سبب لوجود الإنسان

بقلم: مريم ميخائيل

العلاقات الإنسانية أهم سبب لوجود الإنسان
مريم ميخائيل

العلاقات الإنسانية أهم سبب لوجود الإنسان

ماهية العلاقة الإنسانية

ما هي العلاقة الإنسانية؟ هل هي علاقة الإنسان ونفسه أم

علاقة عكسية بين الإنسان وإنسانٍ آخر، أم علاقة الإنسان

بالله؟

وهل حقًّا العلاقات الإنسانية سبب وتعدّ أكبر سبب لوجود

الإنسان؟

صراحةً في هذا الموضوع استجمعت بأن جوهر أي علاقة هو

الجوهر النابع من حب الله، فمثلما الله أحبنا استطعنا نحن أن

نحب بعض ولا ننسى الكتاب المقدس في آيةٍ له حين قال:

وصيَّة جديدة أنا أعطيكم: أن تحبوا بعضكم بعضًا، كما أحببتكم

أنا تحبون أنتم أيضًا بعضكم بعضًا. (يوحنا 34:13)، لماذا قال

الله وصية جديدة؟ هل الحب وصية جديدة؟

الله القدوس كان يقصد بوصية جديدة أي علاقة جديدة هي

وصية وإعلان للحب، فإعلان الحب هو الذي يجب أن يتجدد

حتى لو كانت العلاقة قديمة لأن الحب يحيى الإنسان، فأتذكر

قول للكاتب والصحفيّ “بيمن خليل” حين قال: الحب يحيى

الإنسان، الحب يشفي المريض، الحب يحيى مَن يئس، الحب

يحيى ويشفي ويقيم.

الحب في أي علاقة هو الأساس لأي علاقة مهما إن كانت

سواء صداقة أو زواج أو أخوة أو حتى زملاء.

العلاقات الإنسانية أهم سبب لوجود الإنسان

الدليل على أن العلاقة الإنسانية أهم سبب لوجود الإنسان أن

الله ذاته عندما خلق آدم خلق له حواء لأن الله كان يحب آدم

ولحبه هذا لم يريد أن يجعل آدم وحيدًا فخلق له حواء لتكون

معين ونظير له (أي خلق له الحب، الحب الإنساني)، وهذا

الحب الإنساني متصلٌ إتصال تام بجوهر الله المحب وصانع

الحب وهذا ما تحدثنا عنه في بداية المقالة.

فالله قدًّس الحب ولذلك بنى أو بالأدق خلق علاقة إنسانية بين

طرفين الرجل والمرأة، حتى صارت علاقة الحب بين رجلٍ

وامرأة حتى أخذت محورًا آخر بين رجلٍ ورجل وبين امرأة

وامرأة وهذه تسمى الصداقة…فالله خلق للبشرية أهم سمة

بدونها ما كانت استمرت الحياة وهي “الحب”.

الأفكار الملغوطة عن العلاقات

الحب صار ضحية الأفكار والمفاهيم المغلوطة: الحب الذي

صرنا لا نراه الآن في وقتنا هذا بسبب كثرة الأفكار المغلوطة،

والمفاهيم البدائية، ولم يتحسب الإنسان أن الحب متطور كما

البشرية متطورة وأن للحب مجريات حديثة يجب أن تتوافر

ويجب أن يدركها الإنسان حتى يقدر أن يحب ويعطي ويقدم

نفسه فداء لمن أحب إذا تطلب منه فعل هذا.

فانحرافنا في فهم الحب أودى بنا إلى قوقعة النفس وأن نُسجن

في سجونها النفسية المظلمة نصرخ قائلين مَن يحبنا؟ أين

الحب هذا الذي يتحدث عنه الجميع ونحن لا نرانا دائسين عليه

تحت أقدامنا حتى اختنق، فلماذا أيها الإنسان لا تدرس ولا تفهم

ولا تدرك أن الحب هو جوهر باقٍ لا يضمحل أبدًا فإذا شئت أن

تحب فتعلم كيف تحب؟

تشوه فكر الأسرة

عدم فهمنا للحب ترك أثرًا سلبيًّا في علاقاتنا في بيتنا ومع

عائلاتنا، وشوّه معنى الأسرة، حتى صار التعطش الوحيد

للإنسان لكي ينال راحته هو البعد عن الناس والعزلة وحيدًا في

وسط الظلام ظنًّا منه أن الناس هم السبب مع إنه من ضمن

الناس ولو فكر أنه إنسان جميل للاقى في الحياة أجمل منه.

لمذا نصر بأن نأخذ مسكنات الألم ونحن في داخلنا الله، لماذا

نصر بأن نتألم ونعيش في الألم وداخلنا جميل، فالله جميل يحب

الجمال والإنسان الغير عالم بنفسه وواثق بها لن يستطيع أن

يرى نفسه جميلة، صرنا نتوق ونتلهف لأن نجد علاقة مريحة

سواء صديق أو ارتباط، ولكن مخاوفنا تكاد أن تردمنا في بئر

سحيقة شديدة الظلمات، فلا تصغي لمن حولك فلكل علاقة

طرق مختلفة ومسارات فالاستماع للناس أشبه بوحشٍ، قد

يوجد علاقة تشبه الأخرى ولكن بالأحرى يوجد إنسان مختلف

عن إنسان وهذه هي القاعدة الأساسية والثابتة.

فالشيطان قد شوّه القداسة في الحب وأطرقها إلى طريق

الرذيلة، صار الجنس المقدس أداة شهوانية في أفعال الأشرار،

فلا يوجد في أي علاقة وخاصة العلاقة الزوجية فكرة التملك،

لأنك إن تملكت وقعت وإن تملكت فلن تستطيع أن تقدم محبة

وحب بل ستفعل واجباتك نحو سلعة تحتفظ بها، فالحب يصنع

للإنسان قيمة أما الشهوات فتصنع من الإنسان عبدًا متملكًا لا

يقدر أن يفيض من قلبه الحب والعطاء.

فقدان الحب الحقيقي والعلاقات الحقيقية

قد فقدنا الحب الحقيقي، هذا الشعار الدائم والمتكرر على لسان

الحمقى، فالحب لم يُفقد أبدًا بل الإنسان هو الذي يصر أن لا

يرى نفسه فبالتالي لن يرى الحب، بينما الحب في كل مكان،

في الهواء في السماء، في كل لسمة، في كل فعل، في كل كلمة،

في كل شيء.

أصبحنا جياع للحب

أصبحنا جميعًا جياع للحب حتى صرنا وحوش لا تشعر

بالإنسان، صرنا نبحث عنه بطرق غير صحيحة في ظننا أننا

سنجده ولكننا لا نعلم أن ما نبحث عنه بهذه الطرق الخاطئة هو وهم وسراب بينما الحب الحقيقي في الفعل، في العمل، في

الإحساس، الحب الحقيقي هو قائم وموجود عليك فقط أن تدرك

نفسك فيدركك الحب من حيث لا تعلم ولا تحسب.

فالحل يكمن داخلك يا عزيزي الإنسان، هو أمام عينيك دائمًا

فانظر له، تأمله، أحبه فيحبك، عانقه فيعانقك، فكن صادقًا

ستجد الصادق، كن وفيًّا ستجد الوفي، كن محبًّا فستجد الحب،

ولا تنسى أن مع كل ذلك أن الحكمة تكمن في الاختيار، فلا

تسيء الاختيار والاختيار يأتي بعد دراسة وفهم، ادرس وافهم.

كن حكيمًا فيكون الحب أكثر حكمة

  كن حكيمًا في أفعالك وأفتح قلبك وعقلك معًا فستجد الحب

جالسًا فيهما، اختار الصديق الجيد فستجد الحياة جيدة، كن

رؤوفًا فستجد من يرأف عليك، اختار الحب قبل الجسد، ستجد

الجسد والحب، اختار الحب قبل التملك فستجد الحب وستجد

الحياة الغير متملكة، فالتملك دليل الضعفاء أما الحب الحقيقي

فهو منارة العقلاء والبسطاء.

فأنت لم تختار أهلك ولكنك قادر أن تصنع عائلة جديدة

باختيارك، فأحسن الاختيار، تأكد أن محبتك لها طريق فستجد

من يسير معك في هذا الطريق، الحب نور للأعمى فلا تكن

أنت الأعمى.

https://www.elmshaher.com/

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.