حسام الأطير يكتب : لاتحاسبوا الموتى..حسابهم عند الله
كتب: حسام الأطير
مع كل رحيل لشخصية عامة ومشهورة في أي مجال كان ومن أي تيار كان.
يتجدد الجدل والمناقشات الساخنة التي تصل لحد السب والقذف والتخوين والتكفير بين قطاع عريض من الناس.
وذلك فيما يتعلق بمسألة الإيمان والكفر و جواز الترحم على الميت من عدمه.
وقضية الجزاء في الدنيا والآخرة وصولا لقضية دخول الجنة والنار .
ونجد كلمات بذيئة وشماتة في المتوفي بشكل لا يعبر عن أي قيم.
أو أخلاقيات دينية أو إجتماعية ولا يرتقي إلى مرتبة الإنسانية.
والحقيقة أن الأمر يتزايد بشكل كبير خاصة على مواقع التواصل الإجتماعي .
التي أصبحت ساحة للحرب الكلامية والسجال والجدال بين روادها ومستخدميها ومتابعيه.
ولعلني أذكر أنه في مثل هذا الشهر ” مارس” من عام 2010 .
رحل عن عالمنا شيخ الأزهر السابق الدكتور سيد طنطاوي بشكل مفاجئ جدا.
حيث توفى أثناء عودته من زيارة عمل للسعودية وكان يحضر إحدى المؤتمرات وباغته الموت .
لدى صعوده سلم الطائرة عائدا لمصر وتم دفنه بالأراضي السعودية بعد الصلاة عليه .
وكان قد تعرض قبلها بفترة قصيرة لهجوم حاد بسبب أزمة ” النقاب” .
حين قام بنزع النقاب عن فتاة صغيرة لدى جولته بإحدى المعاهد الأزهرية الإبتدائية.
معترضا كونها طفلة صغيرة وغير مأمورة بذلك.
إضافةإلى أنه كان دائما فى مرمى نيران الجماعات المتشددة.
وأيضا جماعات المعارضة السياسية بصفته مسئول في الدولة .
وإتهامه بالسلبية والموالاة المفرطة للنظام الحاكم آنذاك.
وبسبب أن فتاويه كانت وسطية بعيد عن غلو وتطرف الجماعات المتشددة .
وقتها كتبت على صفحتي الشخصية ب” فيس بوك” وقولت:
أن الله أراد أن ينصفه ويكرمه ورزقه حسن الخاتمة.
بأن توفى بأطهر بقاع الأرض ونال شرف الدفن بجوار رسول الله .
رد أحد المشايخ من التيار السلفي قائلا أن وفاته في السعودية ودفنه هناك ليست دليل على حسن الخاتمة.
وقال لي أحدهم أن أبولهب وكفار قريش مدفونين بالسعودية.
ودخلنا في جدل كبير حول شفاعةالأرض وشفاعة المكان وحسن الخواتيم.
وذلك بسبب الموقف المسبق لهم تجاه الراحل.
الشاهد أنه لن ينتهي الجدل عند كل وفاة والأهم أن الأعمال بالنيات، ولن يعلم نوايا البشرإلا رب البشر
فلا تفتشوا في نوايا الناس ولا تحاسبوا الناس على أفكارهم ولا أوزارهم .
وتذكروا قول الله تعالى ” ان إلينا إيابهم ثم ان علينا حسابهم”