الحرب على إثيوبيا . بقلم / ثروت عبدالرؤوف

الحرب على إثيوبيا . بقلم / ثروت عبدالرؤوف

متى سنقوم بإعلان الحرب علي أثيوبيا؟

وماهو التوقيت المناسب لتوجيه ضربة عسكرية قوية وعنيفة لها ؛ طالما أن كافة المناشدات والحلول الدبلوماسية لم تأتى بثمارها حتي الأن.

الحرب على إثيوبيا

خط أحمر

اسئلة كثيرة راح المصريين بل والسودانيين ومواطنين من دول مختلفة يتبادلونها طيلة الساعات الماضية ؛ تحديدا منذ خطاب الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسي أمس وتضمن عبارة ” مياه مصر خط أحمر” 

عمل عسكرى

والسؤال هو .. هل يمكننا إعلان الحرب بالفعل علي أثيوبيا؟

الإجابة : للأسف لا يمكننا إعلان الحرب على إثيوبيا، ولا حتى القيام بعمل عسكرى ضد سد النهضة، كما فهم البعض من تصريح الرئيس 

  ولكى نفهم المعنى الحقيقى للتصريح ،يجب تقسبمة إلى ثلاثة أقسام 

١- (مصر ملتزمة بالتفاوض)

 وهذا لا يحتاج إلى دليل فمصر تتفاوض منذ عشرة سنوات وقد تستمر فى التفاوض إلى سنوات كثيرة قادمة 

الأسباب ببساطة ودون الدخول فى تفاصيل 

العالم أجمع يدرك أن هناك أزمة مياه وأن كل قطرة مياه تساوى حياة، والجميع مستعد للوقوف فى وجه من يهدر قطرة ماء 

فاقد البخار

– نجحت إثيوبيا فى إقناع العالم بأن مصر والسودان تتصرف فى مياه النيل بطريقة غير رشيدة ،وتهدر جزء منها ليس بالقيل سواء عن طريق البخر من الترع والقنوات وبحيرة ناصر ومستنقعات السودان ،أو سواء عن طريق الرى بالغمر بدلا من التنقيط، أو سواء عن طريق التسريب لباطن الأرض بسبب عدم تبطين الترع والقنوات 

فى الوقت الذى تحتاج فيه دول الجوار إلى نقطه مياه ومستعدة لدفع أثمان باهظه مقابل ذلك .

مصر إعترفت بذلك وتبنت مشروع لتبطين الترع والقنوات، ومشروع لإقامة سحارات لتخزين المياه لتقليل الفاقد من البخر ،وبناء محطات كهربائية عملاقة تسد إحتياجات مصر من الطاقة الكهربية تحسبا لخروج السد العالى من الخدمة، بالإضافة إلى مشروعات لتحليه مياة البحار وإعادة تدوير مياه الصرف وإستخدامها فى الزراعة، وتسابق الزمن فى هذا الإتجاه، لتفويت الفرصة على إثيبويا بإتهام مصر بهدر المياه والإنتقاص من حصتها فى مياه النيل.

حصة السودان

  السودان الشقيق مازال يخطو ببطيء فى هذا الإتجاه، المشكلة حيث تمر حصة مصر من خلال السودان ،ولا يمكن الإتفاق بين مصر وإثيوبيا على حصة وتخفيض حصة السودان  

٢- (مصر لن تتنازل عن نقطه مياه واحده من حصتها).

معاهدات ومواثيق

وهذا كلام صحيح، فحصة مصر من المياه حق تؤيده كل معاهدات ومواثيق دولية ،وأيضا كل الأعراف والنظم الخاصة بالأنهار العابرة للحدود تنص عليه وتحترمه ، ولا تملك دولة مهما كانت أن تخل بذلك، لأن الإخلال به يعد إخلال بالنظام العالمى ويهدد كل علاقات الدول التى تتشارك فى الأنهار وهى كثيرة 

٣- (التلويح بإستخدام القوة لإنتزاع حقوقنا إذا إقتضت الضرورة )

وهذا من باب تطمين الداخل، بعد أن باتت هذه القضية تشكل عبيء على الرأى العام ،والذى يشكل بدوره ضغط على صناع القرار 

إجمالا يمكن القول أن ٠٠٠ 

مصر مستمرة فى التفاوض، ومستمرة فى تبنى المشروعات التى ترفع عنها الحرج والإتهام بهدر المياه وعدم إستغلالها الإستغلال الأمثل 

  السودان يتعرض لضغوط قوية ، من أجل إجباره على تبنى سياسة أكثر رشدا فى التعامل مع مياه النيل 

   إثيوبيا مستمرة فى إستكمال بناء السد والملء بما يشكل ضغط على مصر والسودان لترشيد إستغلال المياه إلى أبعد حد وبما لا يضر بتعطيش أو جفاف فى البلدين، قبل التوقيع بالإلتزام بحصص ثابته لكل منهما .

إضرابات خارجية

العالم كله بما فيه أمريكا وحتى بعض الدول العربية الصديقة وحتى أطراف داخل مصر متفهمه لهذا الوضع 

إثيوبيا كما يعلم الجميع تعانى من مشاكل وإضرابات داخليه، وإدارتها تحاول توظيف هذا الملف فى الداخل لصالحها وتطلق بين الحين والحين تصريح لمغازلة الرأى العام الداخلى، ونحن كذلك، وهذا هو شأن السياسة فى كل مكان، أما ما يدور فى الغرف المغلقة وخلف الأبواب فهذا له شأن أخر 

ليست معلومات

هذه ليست معلومات وإنما محاولة متواضعه لقراءة المشهد بناء على الأحداث المشابهة وإستنادا على تجارب التاريخ وإستقراء المواقف

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.