المحامي فؤاد نقارة: على قدر إمكانياتي أحاول أن أخدم المبدعين والمثقفين وترسيخ ثقافة الكلمة
المحامي فؤاد نقارة: على قدر إمكانياتي أحاول أن أخدم المبدعين والمثقفين وترسيخ ثقافة الكلمة
أجرى الحوار /د. لطيفة حسيب القاضي
•أعشق بلدي
•قربي من الكتاب حفزني أكثر
•لم أعد اقرأ او أتابع الأخبار
•قرات كتب و أبحاث في الديانات المختلفة
•النادي يخدم المبدعين
•أكرم من يستحق
•الصحافة المكتوبة لا يمكن التخلي عنها
إمكانياتي أحاول أن أخدم المبدعين والمثقفين وترسيخ ثقافة الكلمة
في إطار سلسلة حواراتي مع نجوم الثقافة و الفكر و الأدب في فلسطين و العالم العربي يسعدني اليوم ان احاور أحد رجال القانون المحامي الفذ الأستاذ فؤاد مفيد نقارة. المحامي فؤاد مفيد نقارة مواليد عكا 1958
يزاول عمله في مكتبه الخاص في حيفا كمحام وكاتب عدل متخصص في قضايا الاراضي وقضايا شؤون العائلة من طلاق وخلافات داخل الاسرة.
ناشط اجتماعي وثقافي فهو اليوم رئيس الهيئة التمثيلية للطائفة الارثوذكسية الوطنية في حيفا، عضو لجنة المعارف للكلية العربية الارثوذكسية، عضو لجنة النشاطات مؤسس ورئيس نادي حيفا الثقافي، وكان سابقا سكرتير المجلس.
اما خارج نشاطات المجلس الملي فأنه كان فعالاً في عدة جمعيات مثل اصدقاء المحبة للأطفال المعاقين وعضو جمعية بيت النعمة للسجناء الذين بحاجة الى مأوى وإطار وكان مؤخرا عضو الهيئة الادارية لمسرح الميدان.
أهلا بك استاذ فؤاد ضيف كريم متميز لليوم
–كيف تقدم نفسك للقراء؟
إنسان عربي فلسطيني أعشق بلدي، ومحبة الإنسانية هي طريقي بغض النظر عن الانتماءات العرقية والدينية التي تفرق وتأخذ الكثير من الجهد وتعمي البصيرة وتنمي الكراهية على أساس ديني علمًا بأن الدين محبة.
–ما هي التحديات والعوائق التي واجهتك أثناء مسيرتك في مهنة المحاماة؟
لم تكن هناك عوائق إنما مثل أي عمل نصطدم أحيانا ببعض المشكلات التي نتخطاها.
–لماذا أخترت المحاماة؟
درست أولا الاقتصاد وإدارة الأعمال والمحاسبة وعملت بها مدة 15 سنة وبعد ذلك درست المحاميين نتيجة تجربتي مع محاميان تبين لي أنهما لا يفقهان شيئًا في القانون، وقربي من الكتاب حفزني أكثر للتعليم والاستزادة بالعلم.
–كيف تتابع مستجدات المشهد الثقافي اليوم في فلسطين والعالم العربي؟
كنت وما زلت متابعا للإصدارات الثقافية منذ 45 عامًا وزيارة المكتبات ومعارض الكتاب بشكل دوري للاطلاع على الإصدارات الجديدة واقتنائها لقرائتها.
مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أصبح الأمر أسهل اليوم حيث أتابع إصدارات دور النشر التي تصل كتبها إلى البلاد أو متوفرة في المكتبة الأهلية في عمان بحيث أستطيع أن أقتني منها إصدارات كتب الأدباء الذين أتابع إصداراتهم وأدباء آخرين.
منذ أوسلو فقد ت الاهتمام بالسياسة ولم أعد أقرأ أو أتابع الأخبار السياسية نتيجة خذلاني من اتفاقية وعواقبها وتصفية القضية الفلسطينية بالشكل الذي نراه اليوم مما أدى إلى توجهي أكثر للأدب والرواية بعد أن قرأت كتب وأبحاث في الديانات المختلفة وتخطيت هذه المرحلة أيضًا بأن وضعت الدين المتداول اليوم جانبًا.
– المحامي فؤاد نقارة، أنت رئيس نادي حيفا الثقافي التابع للمجلس الملي الأرثوذكسي الوطني في حيفا، حدثنا عن النادي، وما هي أهم مهامه، كيف إقبال الناس على الندوات والأمسيات؟
أسست النادي قبل عشر سنوات بقرار من المجلس الملي الأرثوذكسي الوطني في حيفا، أخدم في المجلس منذ عقدين وكنت حينها عضو مجلس وسكرتير المجلس.
الهدف من إقامة النادي خدمة المبدعات والمبدعين الفلسطينيين وسد نقص في إقامة الأمسيات الثقافية وحيفا هي المدينة التي تستحق أن تكون مركز ثقافي وطني لما تحظى عليه من مميزات غير متوفرة في البلدات العربية الأخرى وهي أيضًا تجمع أكبر عدد من المعاهد التعليمية العالية في شتى المواضيع.
النادي يخدم المبدعين والباحثين والفنانين الفلسطينيين أينما وجدوا أن كان في الساحل الفلسطيني، الجليل، الكرمل، المثلث مناطق السلطة أو في الشتات.
برنامج النادي يشمل أمسية ثقافية عامة كل يوم خميس، لغاية الآن تخطينا 400 أمسية، مناقشة رواية كل شهر لأعضاء النادي، رحلة شهرية ضمن برنامج “عشق الوطن يجمعنا” وزيارة إحدى البلدات العربية مع أمسية ثقافية مع أدباء محليين ومشاركي الرحلة.
في فترة جائحة الكورونا وإغلاق القاعات العامة وحفاظًا على المسيرة ومواصلة خدمة المبدعين قمت ببرنامج بديل أسبوعي وهو “زيارة محبة واحترام” للمبدعين في بيوتهم على أمل عودة الحياة إلى طبيعتها ومزاولة نشاط نادي حيفا الأسبوعي بعد شهر رمضان الفضيل.
مشاركة المثقفين في الأمسيات ظاهرة ملفتة للنظر، نحسد عليها من الآخرين، إذ يتواجد في النادي جمهور ثابت من عشاق اللغة والأدب من 50 مشارك على الأقل ويصل العدد إلى 120 مشارك.
– هل واجهت القضية الصعبة التي ليس لها حل؟
عندما يوجد العقل والتدبير والخبرة والجرأة نجد دائمًا الحل المناسب.
–الاستاذ فؤاد نقارة ما هي معايير نجاح الكاتب؟
الثقافة والقراءة واللغة السليمة وتقنيات الكتابة وتطويرها هم أساس الكتابة إضافة إلى ملكة الكتابة والخيال للشاعر والروائي.
–لمن تقراء الآن؟
قرأت مؤخرًا رواية الأخ الكاتب إبراهيم نصر الله ورواية الكاتب وليد سيف مواعيد قرطبة والروائي إسماعيل فهد إسماعيل السبيليات ورواية رام الله للكاتب يحيى عباد والآن أقرأ في ثلاث روايات وهم نوار العلت للأديب محمد على طه وظهور أبن لعبون الثاني لإسماعيل فهد أسماعيل وحين يعمى القلب للدكتورة وداد البرغوثي.
–ما الذي ينتظره المجتمع من فؤاد نقارة؟
على قدر إمكانياتي أحاول أن أخدم المبدعين والمثقفين وترسيخ ثقافة الكلمة والمحبة لنرتقي لمجتمع أفضل.
التوقعات من فؤاد كثيرة ولكن وقتي وإمكانياتي محدودة.
–كيف ترى الجيل الجديد من الكتاب ،و ما هي مميزات كتابات هذا الجيل من الشباب؟
لا أريد أن أظلم أحد ولكن يجب على أي كاتب أن يقرأ 200 رواية قبل أن يكتب رواية وأصادف كتاب مجموع ما قرأوه 10 كتب أو أقل ولم يقرأ في الأدب والفلسفة والدين والفكر وثقافته مما سمع وليس مما قرأ أو درس.
–ما الذي يمنع من تشكيل اتحاد كتاب واحد لكل الفلسطينين، لماذا التقسيم الثقافي؟
التعددية ليست نقيصة برأيي ولا مانع من وجود إتحادات وأطر ثقافية مستقلة شرط أن تخدم الثقافة وليست فئة مغلقة على نفسها حيث تقوم كل مجموعة بإقامة منتدى ثقافي لأعضائها فقط وتنقسم على نفسها كل مدة لتفريخ منتديات خاصة وليست عامة.
–هناك شخصيات أدبية عملاقة لم يتم تكريمها…لماذا؟
بالنسبة لي أقوم بتكريم من يستحق من مبدعينا على قدر إمكانياتي كمؤسسة فرد بدون تمويل وقد قام النادي بتكريم العشرات من مبدعاتنا ومبدعينا وفقط من تجاوز سن السبعين عامًا ولهم رصيد ثقافي ومتفق على استحقاقهم.
-كيف يتم تكريم الأدباء في نادي حيفا الثقافي، من الذي يقرر تكريم الأدباء؟
عادة أختار من يستحق حسب المواصفات التي ذكرتها وفي بعض الأحيان يقوم بعض الأصدقاء بلفت نظري إلى من يستحقون ذلك وأتقبل اقتراحهم إذا كان مناسبًا.
–أكتب لي نبذة عن الكلمات التالية :
الأسرة
الإنسانية
فلسطين
الانتخابات الحالية
الاسرة /
هي الزوجة والأم والأخت وأهم حلقة في المجتمع.
الإنسانية/
هي تراكم المعارف الراقية التي نتمنى أن نراها تتحقق في مجتمعاتنا بعيدًا عن التزمت والتعصب وفرض طريقة حياة غير مقنعة وأثبتت فشلها.
فلسطين/
هي الفكرة والسراب الذي نعيش من أجله واتفاقية أوسلو أبعدتها أكثر وإدارة السلطة بشقيها ت تسيء لفلسطين وشعبها البار وتبعد فلسطيننا التي حلمنا بها.
الانتخابات الحالية/
لا أمل في التغيير وستبقى الأمور كما هي بل ستسير إلى الأسوأ.
–انت قارئ و مثقف من الدرجة الأولى..لماذا لم تكتب؟
أعرف حدود مقدرتي وأنا إنسان عملي أكثر منه خيالي ولا أتعدى على صنعة لا أتقنها إتقانًا كاملًا ولا أدعي أو أتسلق على ما ليس لي عليه مقدرة.
الكتابة والتحرير يستغرق الكثير من الوقت وأفضل أن أقرأ بدل أن أكتب وممكن إذا كتبت، أن أكون صادقًا مع نفسي وقناعاتي، أن أستفز غيري وأعطيه المجال للتهجم علي وقيل “داروا سفهائكم”.
– نحن اليوم أمام تشكل مشهد ثقافي فالصحافة المكتوبة في تراجع و هناك عناوين تموت كل يوم؟
الصحافة الورقية في تراجع لأسباب عدة ولكن الصحافة المكتوبة ما زالت تستحوذ على مساحة كبيرة من وسائل التواصل الاجتماعي ولا يمكن التخلي عنها كوسيلة لإيصال الخبر “الصحيح” أو “المشوه” أو “للدعاية”.
–كلمة ختامية للقاء الصحفي…..؟
شكرًا لك الأخت الدكتورة لطيفة محمد حسيب القاضي على هذه اللفتة الكريمة وشكرًا على الأسئلة المهنية وشكرًا لمشاركي أمسيات نادي حيفا الثقافي التي سنواصل إقامتها بعد شهر رمضان الكريم وشكرًا لمتابعي ومشاركي صفحة نادي حيفا الثقافي
ولمن يكتب أقول اقرأ أولا في شتى العلوم ومن ثم أكتب
رمضان كريم وأعاده الله على البشرية جمعاء بالخير والفرح والمحبة