فضل الطب في الشرع الحنيف
بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى
مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
علم الطب علم شريف نافع ، له فضله في الشرع روى أبو داود (٣٨٧٤) عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً فَتَدَاوَوْا وَلَا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ.
وصححه الألباني في “صحيح الجامع” (١٧٦٢) . وروى ابن أبي حاتم في آداب الشافعي (ص:٢٤٤) عن الإمام الشَّافِعِيّ – رحمه الله قال : ” إِنَّمَا الْعِلْمُ عِلْمَانِ : عِلْمُ الدِّينِ ، وَعِلْمُ الدُّنْيَا ، فَالْعِلْمُ الَّذِي لِلدِّينِ هُوَ : الْفِقْهُ ، وَالْعِلْمُ الَّذِي لِلدُّنْيَا هُوَ : الطِّبُّ . وَمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الشِّعْرِ وَنَحْوِهِ ، فَهُوَ عَنَاءٌ أَوْ عَيْبٌ”.
وقَالَ : “لا تَسْكُنَنَّ بَلَدًا لا يَكُونُ فِيهِ عَالِمٌ يُفْتِيكَ عَنْ دِينِكَ ، وَلا طَبِيبٌ يُنْبِئُكَ عَنْ أَمْرِ بَدَنِكَ”.
وقال الرَّبِيْع سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُوْلُ : ” لاَ أَعْلَمُ عِلْماً بَعْدَ الحَلاَلِ وَالحَرَامِ أَنْبَلَ مِنَ الطِّبِّ ، إلَّا أَنَّ أَهْلَ الكِتَابِ قَدْ غَلَبُوْنَا عَلَيْهِ “.
وقَالَ حَرْمَلَةُ : ” كَانَ الشَّافِعِيُّ يَتَلَهَّفُ عَلَى مَا ضَيَّعَ المُسْلِمُوْنَ مِنَ الطِّبِّ ، وَيَقُوْلُ : ضَيَّعُوا ثُلُثَ العِلْمِ ، وَوَكَلُوهُ إِلَى اليَهُوْدِ وَالنَّصَارَى”.
“سير أعلام النبلاء” (٢٥٨/٨) .
فإذا كان الطب له كل هذه المكانة في الإسلام فإنه من الواجب إجلال الطبيب المسلم الذي يقوم بهذا الواجب الكفائي …
لذا أكتب للأطباء ثناء ورجاء : فأما الثناء ..فأقول : لكل صنف من الناس زمان يختصون فيه بالأجور العظيمة . وهذا زمان الأطباء والطواقم الصحية.
فهنيئا لهم الأجور العظيمة التي سينالونها من خدمة الخلق -إن استحضروا النية ، وأخلصوا الطوية – وأحسب أن من يذهب من الأطباء والطواقم الطبية لخدمة المرضى في ظل ما نحن فيه الآن من ظروف أنه كالمجاهد في سبيل الله.
![الشيخ أحمد علي تركي](https://www.elmshaher.com/wp-content/uploads/2021/06/FB_IMG_1592388666022-scaled.jpg)
وإنما عظم أجره لأنه عرض نفسه لبلاء عظيم . فلهم منا الشكر والثناء ، ومن الله الأجر والعطاء، وبقي أن أذكر الأطباء بهذا النصح والرجاء : أوصيهم بتقوى الله ، وتجديد النية ، والانكسار لله -تعالى- ، واجتناب التعالي على خلق الله ، والتوبة من النزعة العلموية العلمانية التي لوثت أفكار بعض الأطباء .. وأوصيهم ايضا بالصبر والاحتساب على ما يلاقونه من بعض السفهاء الجهال ، إذ لا تلوموا شعب تمّ تجهيله ، وتضليله وّ تهميشه ..
لا تلوموا أكثر الناس على ثقافتهم الضحلة فقد صدّر لهم التافهون و المتطفلون والمنتفعون وحجب عنهم العلماء بحق و المتعلمين بصدق ، بل حجب عنهم مُعلموا الناس الخير …
وأختم بتذكير شعبنا وأمتنا : أنه لما حدث ما حدث في جائحة كورونا .. اختفى التافهون والجهلاء ومطربوا المهرجانات، ومذيعوا التوك شو ، وغيرهم ممن قدموا على غيرهم – بغير حق ! وبقي للوطن .. طبيب لا يخاف العدوى ، وانتفض ليعالج مرضاه..
عالم كيميائي يحاول أن يسبق الزمن ، ويجد علاجاً للوباء.. وشيخ رباني يبث السكينة في قلوب المؤمنين ، ويذكرهم برحمة الله فتغشاهم السكينة ، ويذهب خوفهم فتقوى مناعتهم ضد الفيروسات و معلم يسـهر ليتواصل مع طلابه ويطمئنهم.. وجندي يسهر مرابطاً لحمايتهم..
فأعيدوا ترتيب المجتمع الذي أصبح مقلوباً بكل المقاييس ! ولا تنسوا : أن فيروس كورونا أثبت لنا : أننا لا نحتاج للعلمانين ودعاة الانحلال والشذوذ والتخلف ولا نحتاج للراقصات ، و مروجي الخمور و الدعارة.
ولا نحتاج لدعاة تحرر البنات من النسويات .. نحن بحاجة للمزيد من المفكرين والباحثين والعلماء ممن يفخر بهم أهل الإسلام.
سؤال وجواب على بعض الأحكام الشرعية (الطهارة _ الصلاة _ السهو في الصلاة)