أزمة يوسف صابر تشعل أزمة المعلمين

أزمة يوسف صابر تشعل أزمة المعلمين   

 

ماجدة مسلم 

 

 

أزمة مدرس الدراسات الاجتماعية “يوسف صابر” تدني المستوى المادي والاجتماعي للمعلم 

إهمال فئة الصحفيين والكُتْاب والمعلمين من قبل الدولة.

 

معاناة الخريجين الجدد في سوق العمل 

 

حالة غضب واستياء انتابت مركز ومدينة بيلا بمحافظة كفرالشيخ عقب نشر فيديو لمدرس يعمل بأحد المطاعم. 

 

مدرس الدراسات الاجتماعية بمدرسة الإعدادية ببيلا، يدعى يوسف صابر، يعمل في أحد المطاعم كعمل إضافي بجانب عمله مدرسا صباحا في المدرسة؛ أثناء تأدية عمله في المطعم وقيامه بالتنظيف قامت سيدة بتصوير المعلم ونشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي للتنمر عليه لاختياره مهنة إضافية متواضعة والتقليل من قيمته كمدرس. 

 أصبح من هب ودب يقوم بتصوير فيديو ويضعه على مواقع التواصل الاجتماعي. بحجة حرية الرأي الاجتماعي والتعبير! متى نتوقف عن السخرية والتنمر على الأشخاص وعملهم وحديثهم وملابسهم؟ إلى مالا نهاية من أشكال التدخل السافر في شؤون الآخرين . 

قال أهالى المنطقة والمقربون للمعلم “الأستاذ يوسف صابر شخصية محترمة ويتمتع بالأخلاق والنبل والضمير ويعمل بشرف”.

 

نال “صابر” تعاطفا كبيرا من جانب المواقع التواصل الاجتماعي ومن أهالى مركزه بل أصبح محط أنظار الجميع من حوله والجميع يردد ويحلف بنبله وأخلاقه الكريمة . 

وتعليقًا على هذه الواقعة من جانب رواد السوشيال” لولا أن ذلك حدث ما كنا نعرف بمعدن هذا الرجل النقي؛ استشهادا بأخلاقه وجه هؤلاء الشكر للأخلاق السيدة السيئة على هذا العمل. 

وتتوالى آراء المقربين وغير المقربين في حق الأستاذ يوسف صابر” العمل ليس عيبا ولا حراما “

 

وأضاف الأستاذ يوسف صابر معلم الدراسات الاجتماعية خلال فيديو على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك ” أنه يرفض إعطاء الدروس الخصوصية وابتعد عن ذلك ولجأ إلى العمل لسد احتياجات أسرته، والحياة أصبحت صعبة على أي أب أسرة”.

وقال معلم الدراسات الاجتماعية إن لديه ثلاثة أبناء في مراحل تعليمية مختلفة وأولاده وزوجته فخورون به على أي حال. 

واختتم صابر حديثه قائلا “أن الدولة لا تتقدم وتشعر بقيمتها سوي بالتعليم والعمل وهذا ما يقوم بزرعه في تلاميذه. 

 

على الجانب الآخر، مرتبات التربية والتعليم لا تكفى احتياجات أسرة مكونة من خمسة أفراد أو أكثر بالإضافة إلى كثرة المتطلبات في هذا العصر وتفاقم المشكلات الاجتماعية التي تواجه الأسر المصرية وعدم التوازن بين الاحتياجات الأسرية الأساسية والرفاهيات المطلوبة فتضطر بعض الأسر إلى إهمال الرفاهيات التي تتمثل في الخروج للنزهة وعدم شراء ملابس بكثرة والمواصلات والمجملات العائلية لعدم كفاية ميزانية المنزل المتاحة؛ فالأب يواجه صراعات داخلية حول طريقة الصرف من راتب لا يكفي ومهنة لا تحظى بأهميتها ولا يلتفت أحد للأهميتها ولا تأخذ مكانتها المطلوبة. كأن العلم ذهب هباءً لا يُري. 

طالما قادر و بصحة جيدة سأعمل في أكثر من مهنة بدل من الاحتياج وهذا الذي قاله يوسف صابر، بعد بث فيديو له خلال ساعات قليلة وأصبح تريند محافظة كفرالشيخ. 

يضطر رب الأسرة إلى العمل في أكثر من مهنة ويتم تقسيم ساعات اليوم وينام فقط ثلاث ساعات ليلًا. وإهدار راحته الصحية والنفسية لتوفير الأمن والسكينة لأولاده. أي تنازل وتضحية أعظم من ذلك! 

 

إهمال فئة الصحفيين والكتّاب والمعلمين من قبل الدولة. 

 

تحتل مهن الطب والهندسة والصيدلة مقدمة الدولة وتحظى باهتمام بالغ، بينما تحظى مهن مرموقة وعظيمة الشأن باهتمام أقل ومكانة مادية وإجتماعية أقل، على رأسهم المعلم الذي يعطي العلم في بحر من العطاء في الصغر لطالب الطب والهندسة والصيدلة ويعلم الأخلاق والعلم في آن واحد. 

تعاني مهنة المدرس قبل مجيئ الكورونا من تدهور ومحاربة الدروس الخصوصية وإغلاق السناتر التعليمية في جميع الأماكن ، وعندما جاء المعلم ليبحث عن عمل آخر” قالوا عليه لا يحترم مكانته العلمية وقيمته المهنية”.

 

 

 المخطئ ليس المتنمر.

المخطئ ليس المعلم القدير الذي امتهن مهنة ليست مهنته لضيق الحال، ولا السيدة التي قامت بتصوير فيديو للتنمر والتقليل من شأنه، فهي سيدة لا يعجبها وضع المدرس بالبته ولديها حرية رأي؛ إذا كان هذا الرأي لا يلائم ظروف وشخصيات الأخرين والتمسك بالرأي أهم من الأشخاص من وجهة نظرها المحدودة، الخطأ يكمن في إهدار مكانة المعلم من قبل الدولة وعدم تقديره في مجتمعه.

يواجه المعلم خلال العامين الأخيرين من الكورونا تدني في مستوى المادي والاجتماعي.

بينما يواجه الخريجون الجدد كبت في الثقافة وعدم توظيفهم في أماكن تناسب ثقافتهم وتعليمهم.

المجتمع التعليمي يكبت هؤلاء ويتهمونهم بأن عقولهم ليست قادرة على الإبداع والابتكار بالقول “جيل فاشل لا يعي المسؤوليات التي على عاتق الدولة”.

معاناة الجيل السابق واللاحق من أجيال التربية والتعليم وعدم التحدث بصوتهم، لذا يختار هؤلاء الجلوس في البيت ونسيان المناهج التعليمية بدل من بيئة عمل بقدر مادي لا يُذكر.

 

تقول نجوى (اسم مستعار) لموقع رؤية وطن، أنا خريجة تربية قسم لغة إنجليزية حاصلة على ماجستير، أعمل في إحدى العيادات الخارجية لدكاترة العلاج الطبيعي، بعد محاربتي الأشهر الماضية في إعطاء الدروس للأطفال في المنزل ، نظرا لاختيار مهنة بعيدة عن مجال عملي نزلت لسوق العمل للاحتياج المادي لا أكثر، وتحملت صعوبات العمل والتعامل مع أناس انصاف متعلمين والتعرض للأهانة منهم من أجل راتب ضعيف لا يكفي احتياجاتي الترفيهية.

مشاكل مادية واجتماعية ومؤهلات على الأرصفة في الشوارع لا تعد ولا تحصي ، المعلم يمتهن مهنة حداد، وطبيب يمتهن مندوب مبيعات متى نجد حلول لذلك؟

 

إقرأ أيضًا

 

الاستراتيجية الجديدة لما بعد كورونا وتفاصيل يكشفها وزير التعليم العالي

قد يعجبك ايضآ

التعليقات مغلقة.