مَاذَا بَعْدُ فِي قَضِيَّةٍ التَّعْلِيم . . . . بقلم : زَيْنَب النَّجَّار

مَاذَا بَعْدُ فِي قَضِيَّةٍ التَّعْلِيم . . . .

كُتِبَت : زَيْنَب النَّجَّار

لَقَد فَرْضٌ فَيْرُوس كورونا واقعاً جديداً عَلَى كَافَّةِ الْمَجَالات ، وَمِنْهَا التَّعْلِيم ، وَبَدَأَت العَدِيدِ مِنَ الدُّوَل ،

وَمِنْهُم مِصْر التَّوَجُّهِ نَحْوَ التَّعْلِيم عَن بُعد بِاعْتِبَارِه طَوْقٌ نَجَاةٌ ، مِنْ أَجْلِ حِمَايَة الطَّلَبَة
وَالْمُعَلِّمِين مِن فَيْرُوس كورونا وَالْمُحَافَظَة فِي الْوَقْتِ ذَاتِهِ عَلَى اسْتِمْرَارِ عَمَلِيَّة التَّعْلِيم ونجاحها
وَهُوَ مَا دَفَعَ نَحْو الْبَحْثِ عَنْ حُلُولِ بديلة لِلْخُرُوجِ مِنْ هَذِهِ الْأَزْمَةِ . . . .

وَقَد أَكْدَت وَزَارَة التَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيمِ
أَن تَجْرِبَة التَّعْلِيم عَنْ بُعْدٍ ، تَعَدّ نَقَلَه نَوْعَيْهِ فِي الْعَمَلِيَّة التَّعْلِيمِيَّة خَاصَّة أَنَّهَا تَحِلُّ مُشْكِلَةٌ كَثَافَةٌ الْفُصُول وَالْقَلَق وَالرُّعْب مِن انْتِقَال الْعَدْوَى لَدَيّ الطُّلاَّب وَالْمُعَلِّمِين ، الَّتِي تُعَدُّ السَّبَبِ الْأَوَّلِ لِخَوْف أَوْلِيَاء الْأُمُور عَن إرْسَال أَبْنَائِهِم إلَى الْمَدَارِس . .

لَكِنْ فِي الْحَقِيقَةِ أَنَّ تَجْرِبَة التَّعْلِيم عَنْ بُعْدٍ لَمْ تُوت ثِمَارِهَا وَقَدْ كَانَتْ تَجْرِبَة فَاشِلَة فِي مُعْظَمِ الْمَدَارِس . .
وَكَان وَلَابُدَّ مِنْ حُلُولِ عَمَلِيَّة لِمُتَابَعَة سِيَر الْعَمَلِيَّة التَّعْلِيمِيَّة بِطَرِيقِه صَحِيحَةٌ فِي ظِلِّ ظُرُوف أَزْمَةٌ كورونا .

فَإِن التَّعْلِيم يُهَدِّد بِأَزْمَة هَائِلَة رُبَّمَا تَكُونُ هِيَ الأخطر فِي زَمَانِنَا الْحَالِيّ . . .

فَهُنَاك الْكَثِيرِ مِنْ الطُّلَّابِ لَا يَتَلَقَّوْن المهارات الأسَاسِيَّة الَّتِي يحتاجونها فِي الْحَيَاةِ الْعَمَلِيَّة
وَإِن نَتِيجَة سَنَتَيْن أَزْمَةٌ كورونا كَانَت السَّبَبِ بِأَنْ نَسَبَهُ مِنْ طُلَّابِ مَرْحَلَة الْكَجِّيّ التأسيسية وَالْمَرَاحِل الِابْتِدَائِيَّة الْأُولَى ، لَا يَسْتَطِيعُونَ الْقِرَاءَةِ أَوْ الْفَهْم الصَّحِيح ، فضلاً عَنْ صُعُوبَةٍ اتصالهم بالأنترنت .

كَمَا أَنَّ ضَعُفَ الْبِنْيَة التَّحْتِيَّة والتكنولوجية فِي الْمَدَارِسِ وَالْمَنَازِل عَلَى حدٍ سَوَاءٌ مِثْل الإنترنت والأجهزة المستخدمة فِي الِاتِّصَالِ لَدَى أَغْلَب الْمِصْرِيِّين ، وَالِافْتِقَار إلَيّ التَّدْرِيب عَلَى هَذَا النَّوْعِ مِنْ التَّعْلِيمِ بِالنِّسْبَة للمعلمين والطلاب أُدِّي إلَيّ فَشَلٌ التَّعْلِيم عَن بُعد . .

كَمَا أَنَّ غِيَاب التَّفَاعُل الْمُبَاشِر بَيْن الْمُعَلِّم وَالطَّالِب مِنْ الْعَوَامِلِ الَّتِي تُقَلِّل مِنْ فَاعِلِيهِ الْعَمَلِيَّة التَّعْلِيمِيَّة .

بالجدير بِالذِّكْر أَن عَمَلِيَّة التَّعْلِيم عَن بُعد نَجَح وَاسْتَمَرَّ فِي بَعْضِ الْمَدَارِس الْخَاصَّة وَالدَّوْلِيَّة لُغَات فَقَط ، فَقَد ألتزامت إِدَارَاتٌ الْمَدَارِس وَالْمُعَلِّمِين بِانْتِظَام الْعَمَلِيَّة التَّعْلِيمِيَّة أوْنٌ لايَن ، دُون انْقِطَاعِهَا وَتطْبِيقُهَا عَلِيّ جَمِيع المراحل الْأَوَّلِيّ حَتَّي مَرْحَلَة الثَّانَوِيَّة . .

أَمَّا فِي الْمَدَارِسِ الحُكُومِيَّة والتجريبية لَم تَقُوم بِتَجْرِبَة عَمَلِيَّة التَّعْلِيم عَن بُعد
وَلَمْ يَتِمَّ تَطْبِيقُهَا مِنْ قِبَلِ إِدَارَاتٌ الْمَدَارِس أَو تَطْبِيقُهَا مِنْ الْمُعَلِّمِينَ . .

وَهَذَا مَا أَكَّدَ تَضَارُبٌ بَعْض أَوْلِيَاء الْأُمُور ، فَالْبَعْض أَشاد بِنَجَاح الْعَمَلِيَّة التَّعْلِيمِيَّة فِي ظِلِّ أَزْمَةٌ كورونا وَالْبَعْض آكَد بِفَشَلِهَا .

فَلِمَاذَا لَم تَقُوم وَزَارَة التَّرْبِيَةِ وَالتَّعْلِيمِ بِإِرْسَال مشرفين مِن الْوَزَارَة لِاتِّبَاع عَمَلِيَّة التَّعْلِيم عَن بُعد وَتطْبِيقُهَا فِي جَمِيعِ الْمَدَارِس الحُكُومِيَّة والتجريبية وَالْعَمَل عَلَيْهَا وَالتَّأَكُّد عَلِيّ سِيَر الْعَمَلِيَّة التَّعْلِيمِيَّة بِشَكْل صَحِيحٌ . . . .

فَإِن التَّعْلِيم الحكومي بِحَاجَةٍ إِلَى مُواكَبَة التَّطَوُّرَات والمستجدات العَالَمِيَّة خَاصَّةً فِيمَا يَتَعَلَّقُ باستخدام تقنيات الْعَصْر مِثْل الْحَاسِب الآلِيّ الَّذِي أقرته وَزَارَة التَّرْبِيَة وَلَكِنَّهَا لَمْ تَعْمَلْ عَلَى تَوْفِير الأَجْهِزَة بِالْأَعْدَاد الْكَافِيَة فِي مُعْظَمِ الْمَدَارِس الحُكُومِيَّة والتجريبية .

فَإِن الْمَدَارِس الحُكُومِيَّة والتجريبية تَحْتَاجُ إلَى مُرَاجَعَةِ شَامِلَةٌ وقرارات مدروسة بِشَكْل صَحِيحٌ . . . . .
فَنَحْن نَعْلَمُ أَنَّ أَهَمَّ مُقَوِّمَات تَطَوَّر الْمُجْتَمَعات هُو التَّعْلِيم الصَّحِيح ، وَإِن مِلَفّ التَّعْلِيم الحكومي فِي حَاجَةٍ لِتَعْدِيل مُسْتَمِرٌّ كَمَا هُوَ الْحَالُ فِي الدُّوَلِ المتحضرة والمتطورة . .
وَيَجِب مُتَابَعَة التطوير وَالتَّحْدِيث بِمَا يَتَلَاءَمُ مَعَ النَّظَرِيَّات الْعِلْمِيَّة الْجَدِيدَة وَوَسَائِل التَّعْلِيم المتطورة والأزمات .

نَحْنُ نَعْلَمُ بِأَن التَّعْلِيم عَن بُعد
سَيَكُون الْمَلَاذ المستقبليّ فِي ظِلِّ اسْتِمْرَار أَزْمَةٌ كورونا . . .

لَكِنْ يَجِبُ تَطْبِيقُه بِطَرِيقِه صَحِيحِه لِيَتِمّ الحُصولُ عَلَيْهِ لِجَمِيع الطُّلاَّب وَلَيْس طُلَّاب الْمَدَارِس الْخَاصَّة وَالدَّوْلِيَّة فَقَط

إذَا لَمْ نُبَادِر إلَى التَّصَرُّفِ وَالْعَمَل الصَّحِيح لِإِصْلَاح عَمَلِيَّة التَّعْلِيم وَوُجُود حَلّ للمشكلة ، فَقَد يَقْضِي فَيْرُوس كورونا عَلِيّ فَشَلٌ الْمَنْظُومَة التَّعْلِيمِيَّة وَفَشِل الأَجْيَالُ القَادِمَةُ . .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.