الاستخارة والاستشارة …بقلم: د. رحاب أبو العزم

الاستخارة والاستشارة

بقلم: د. رحاب أبو العزم

ندم المذنب وفرحة التائب
((يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا)) يقولها الكافر ندمًا وحسرة،

ويقولها المسلم الظالم العاصي ندمًا وحسرة؛ بيد أنها تقال يوم لا ينفع الندم،

ويوم لا تنفع الحسرة. في لحظات الحساب يفرض الواقع أحداثه الجلل على البشرية جمعاء؛

سيخلد الكافر في جهنم، ويعذب المسلم العاصي على قدر معاصيه،

ويتجلى عدل الله تعالى في كل ظالم متجبر،

وتتجلى رحمته ولطفه ومغفرته سبحانه لكل تائب عاد إلى الله تعالى قبل مماته؛

ليحصد كل إنسان نتاج زرعته الدنيوية.
سوء الاختيار والقرار.

هكذا البعض منا في الحياة الدنيا نضيع ملامح المستقبل بسوء اختياراتنا في الماضي، وبعدم رجاحة قراراتنا في يوم لا ينفع فيه الندم

. إن الزمن لا يعود بنا للوراء، والماضي لا يعود كي يمنح لنا فرصة الاختيار من جديد.

هكذا البعض منا في الحياة الدنيا نضيع الطيبين الأخيار بسوء العشرة،

ونفاق المعاملة، وبخديعة تدمر العلاقة الإنسانية في صميمها،

ويمر العمر ولا نحصد إلا الندم والحسرة عليهم في يوم لا ينفع فيه الندم ولا تُجدي الحسرة فمن ضاع من بين أيدينا يستحيل عودته.

هكذا البعض منا في الحياة الدنيا يتأثر بأقوال وأفعال بعض البشر غير الأسوياء

وإن ظن أنهم الشيوخ والأفذاذ فيضيع العقل والفكر السديد ليأتي الندم بديلًا لهما في يوم لا ينفع فيه الندم؛ فلا مجال لعودة العقل الضائع التائه.

ما السبيل لتجنب الندم؟
السؤال الذي يفرض حيثياته على الجميع في علاقاتنا مع الله تعالى وعلاقاتنا مع البشر:

كيف السبيل إلى تجنب الندم؟؟ بتجنب الكبائر، وتجنب الأخطاء العميقة!!

إن الذنوب كما تنقسم إلى كبائر وصغائر، وتنقسم إلى الفواحش واللمم يُقسم الخطأ إلى خطأ عميق لا مجال فيه للإصلاح

فالعمر إذا مضى لا يعود، وإن ذهب البشر فلا يعودون، وإذا انحرف الفكر وران عليه فلا يستقيم.

أما الخطأ السطحي فهو خطأ بسيط يسهل العدول عنه

، وقد يقع كثير منا في مثل هذه الأخطاء اليسيرة لذا فإنا لازلنا على قيد الحياة.

كيف السبيل لتجنب الخطأ العميق ؟
الاستعانة بالله تعالى في التوفيق للاختيار السليم وهي ما سماه إسلامنا بالاستخارة،

وتدبر الخبرات الحياتية لمن حولنا والاستفادة منها والتفكر في نصائح العقلاء

بعيدًا عن العناد والتكبر الفكري؛ وهو ما سماه نبينا صلى الله عليه وسلم بالاستشارة حينما استمع إلى مشورة أصحابه وزوجاته رضي الله عنهم في بعض الأمور.

إننا كبشر نحتاج إلى تبادل الخبرات الاجتماعية والثقافية؛

لأننا بدون توفيق الله تعالى وبدون مشورة العقلاء سنقع في الخطأ الذي لا ينفع الندم عليه.

قد يعجبك ايضآ

التعليقات مغلقة.