بطولة طفل…وأطول عملية قيصرية من رحم الارض”

بطولة طفل…وأطول عملية قيصرية من رحم الارض”

كتبت: مايسة صابر’
طفل مغربي يبلغ من العمر خمس سنوات، سقط في بئر بعمق 32 متراً، في شمال المملكة المغربية، منذ اكثر من يومين.
_ بدأت حكاية الطفل ريان التي شغلت العالم منذ لحظة سقوطه وحتى لحظة خروجه، حيث كان يلعب في محيط منزله ظُهر الثلاثاء الماضي، وفجأه اكتشفت عائلته اختفاءه وقد ظهر لاحقاً أن ريان قد سقط في بئر قد حفره والده قبل عده أيام للحصول علي الماء، ومن تلك اللحظه_ لحظة اختفاءه_ عملت عمليات الإنقاذ علي قدم وساق جاهده بازله ما بوسعها لإنقاذ ريان.
هنا وقد اصطدمت جهود الإنقاذ بضيق حفرة البئر، وفي البدايه حاولت قوات الإنقاذ الاستعانة بأحد المدربين والمتدربين علي مثل هذه الحوادث، إلا انه اصطدم بضيق حفرة البئر,ومن هنا قد اتجهت جهود الإنقاذ للحفر حول البئر بعد أن اصدرت صحيفة لوموند الفرنسية: أن الحل الوحيد لإنقاذ ريان هو الحفر حول البئر.
وسرعان ما بدأت المعدات وآليات الحفر العملاقة عملها علي إنقاذ الطفل ريان، ومن الواضح ان تلك الأصوات الصادره من معدات وآليات الحفر كانت الونيس الوحيد للطفل، وقد واصلت الليل بالنهار لإنقاذ ريان الذي قد تعلق به الملايين من البشر في كل أنحاء العالم، فكانت دعوات الجميع معه وعاشوا علي امل إنقاذه.
في الوقت نفسه الذي كانت جهود الإنقاذ تجري علي قدم وساق، كانت والده ريان متعلقه بأمل خروج ابنها من البئر فلم تؤثر عليها الصدمة، وأكدت في الوقت نفسه في تصريحات اصدرتها الصحف المغربيه أن ريان مازال علي قيد الحياة، مشيرة في ذلك إلي انها تنتظر خبر إخراجه.
وفور انتهاء اعمال الحفر، تولي فريق طبي اخراج الطفل، حفاظاً علي سلامته وبالفعل قد تم العثور علي ريان وهو حي يرزق.
وقد أفادت مصادر إعلامية مغربية، أن ريان مصاب بكسور متعدده، ولكن الفريق الطبي كان على أتم الاستعداد لاستقبال ريان، حيث كان مجهز له مروحية طبية وأطقم طبية متخصصه في الانعاش وتابعة لوزارة الصحة المغربية وكانت بالقرب من البئر لعمل التدخلات الطبيه اللازمة قبيل نقل ريان إلي اقرب مؤسسة استشفائيه.
من الواضح أن الطفل المغربي ريان قد ظل داخل البئر دون طعام او شراب خلال يومين كاملين, لكن ظهرت جهود رجال الوقاية المدنية والتي حرصت علي إمداد ريان باسطوانات الاكسجين لضمان عدم اختناقه،
أيضاً من الجهود المذكورة ظهور الشاب المتطوع من الهلال الاحمر والذي حاول النزول لإنقاذ ريان، لكنه لم يستطع سوى الوصول إلى عمق 27 متراً فقط بسبب ضيق فتحة البئر، وكان ريان يفقد الوعي ويستعيده من حين لآخر متخذا وضعية النائم، وقد تناول الطعام والشراب لأول مرة في وقت متأخر ليستطيع البقاء على قيد الحياة وعاد إلي اهله بعد إخراجه من الظلمات إلي النور.
وعلي الرغم من كل تلك الجهود المبذولة, من عمليات الإنقاذ والفريق الطبي, ودعوات شعوب العالم من يعرفه ومن لا يعرفه, وبعد ان احتل ريان قلوب الكثير, واستحوذ علي دعواتهم وبالرغم من فرحة إنقاذه التي سيطرت علي الجميع آن ذاك ونظرات الحب والشفقه التي نال عليها، إلا ان القدر ومشيئة الرحمن كان لها نظرة آخري، وبالفعل قد صعد البطل ريان بعد حرب امتدت يومين في باطن الأرض، وبعد ان كتب له عمر جديد، وبعد ان استجابت دعوات الكثير، إلا ان ريان قد كتب له الصعود من باطن الارض إلي السماء.
قصة طفل, في الاصل بطل.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.