كيف نواجه الانتحار ؟
كيف نواجه الانتحار ؟
بقلم / الاعلامية د هاله فؤاد
إن الانتحار هو قيام الشخص بقتل نفسه عمدا ويسمى الانتحار المكتمل ، أما السلوك الانتحاري أو محاولة الانتحار فهو يمثل إيذاء لنفس مع الرغبة في إنهاء الحياة دون أن يؤدي ذلك إلى الموت .
وبحسب منظمة الصحة العالمية هناك شخصا واحدا ينتحر كل 40 ثانية ، أي أكثر من الذين قتلوا في الحروب وعمليات القتل أو سرطان الثدي .
وقد أشارت الاحصائيات أن معدلات الانتحار حول العالم تصل إلى 800 ألف شخص سنويا .
أسباب الانتحار والعوامل التي تؤدي إليه ؟
إن أسباب الانتحار عديدة منها التعرض للضغوط مثل الصعوبات المالية ، فقد أوردت بيانات لمنظمة الصحة العالمية بأن 75% من حالات الانتحار تسجل مابين متوسطي الدخل وسكان الدول الفقيرة .
إدمان المخدرات والكحوليات ، فقد شخص عزيز ، المشكلات العاطفية عند الشباب ، تراكم المشكلات العديدة التي تؤدي إلى اليأس
الاضطرابات والأمراض النفسية:
مرض الفصام :
مرض الفصام واحد من الأمراض التي يؤدي إلى الانتحار إذا لم يتم علاجه ، وهؤلاء المرضى يعانون من الانطواء والعزلة عن الأسرة والمجتمع ، ويكونون عرضة للهلاوس السمعية التي تتمثل في سماع أصوات وأوامر من أشخاص غير موجودين تشجعهم على الانتحار في بعض الحالات.
الاكتئاب :
الاكتئاب من الأمراض النفسية التي تحتاج إلى علاج نفسي ودوائي ، لأن تركه دون علاج يتسبب في الكثير من الأمراض النفسية والجسدية ويدفعه إلى الانتحار ، لأن التأخير في التدخل يصعب مرحلة العلاج .
والاكتئاب من الأمراض النفسية الشائعة حيث يمثل مايقرب من 8 إلى 10% من السكان في العالم .
والاكتئاب السوداوي يعرف بأنه الاكتئاب العقلي وهو يتسم بالنظرة السوداوية ويؤثر على عمل المريض وحالتة الدراسية وعلاقاتة الاجتماعية ، وإذا تعرض إلى ظروف نفسية قاسية يمكن أن تؤدي الأفكار السلبية إلى إيذاء نفسه بالانتحار ، ويمكن أيضا أن يكون خطرا على أفراد أسرته .
الوسواس القهري :
الوسواس القهري واحد من الأمراض النفسية التي يمكن أن تؤدي إلى الانتحار ، حيث أن الوسوسة تؤدي في الغالب إلى الشك والتوهم ، وعند تملك فكرة معينة على عقله لايستطيع السيطرة عليها خاصة الأفكار السلبية .
ولذلك يجب التدخل العلاجي حتى لاتتدهور الحالة وتصل إلى الانتحار.
بعض الأمراض العضوية :
إن المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة والقاسية والمؤلمة مثل السرطان قد يتملكهم اليأس والألم والأفكار السلبية إلى التخلص من حياتهم وألامهم بالانتحار .
الألعاب الالكترونية :
شاهدنا حالات إنتحار عديدة بين الأطفال والمراهقين نتيجة ألعاب تدفعهم إلى الانتحار .
الفكر الانتحاري:
الفكر الانتحاري يعرف أيضا بالأفكار الانتحارية ، وهو الفكر الذي يهتم بالأفكار أو الانهماك غير الطبيعي في الانتحار .
ويختلف مدى الفكر الانتحاري بين أفكار عابرة إلى أفكار شاملة إلى تخطيط مفصل .
وعادة ما تكون محاولات ترتكب بتعمد لتبدو غير مكتملة أو ليسهل إكتشافها وهو ما يعرف بالانتحار الظاهري ، وقد تكون معدة بشكل كامل لينتج عنها وفاة لكن ينجو المنتحر صدفة .
والفكر الانتحاري بشكل عام يتعلق بالاكتئاب وباضطرابات المزاج الأخرى .
إحصائيات الانتحار في مصر :
بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية بتقسيم بلدان العالم حسب القارات ، أوضح التقرير أن القارتين الافريقية والأسيوية اللتين تحتضنا كل البلدان العربية ، تفوقت مصر على الدول العربية التي تشهد نزاعات مسلحة وحروب أهلية ، وحل السودان الثاني عربيا ، ثم اليمن، وجاءت الجزائر في المرتبة الرابعة ، ثم العراق ، والسعودية في المرتبة الخامسة .
كشفت إحصائية صادرة عن المركز القومي للسموم التابع لجامعة القاهرة عن تزايد أعداد الشباب المصريين المنتحرين بسبب العنوسة والبطالة .
ففي عام 2019 انتحر في مصر وحدها 3022 بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية ، ولكن مركز البحوث الاجتماعية والجنائية أصدر تقريرا في عام 2020 أشار فيه إلى أن معدل الانتحار لايتجاوز 1.29 شخصا لكل 100 ألف نسمة خلال عام 2018 .
علامات تحذيرية للمقبلين على الانتحار
هناك بعض العلامات التحذيرية التي يجب أن نأخذها على محمل الجد ومنها:
التحدث عن الشعور بفقدان الأمل وأنه لايوجد سبب للاستمرار في الحياة ، محاولة الانتحار من قبل ، كتابة الوصية أو توزيع الممتلكات ، ظهور علامات الاكتئاب مثل عدم ظهور أي معالم للبهجة ، الانطواء و العزلة عن الأسرة والمجتمع فقدان الشهية أو النهم الشديد للطعام ، التصرف بعدوانية وعصبية .
كيف نواجه مشكلة الانتحار ؟
الوقاية خير من العلاج ، فاذا وجدت شخصا يعاني من مشكلات متراكمة وظهرت عليه أعراض الاكتئاب مثل العزلة والانطواء ، فقدان الشهية ،النوم كثيرا أو قليلا ، فحينها يجب التدخل فورا ومحاولة التحدث إلى هذا الشخص وزرع الأمل في نفسه ، والتدخل النفسي والدوائي إذا لزم الأمر .
اهتمام الأباء والأمهات بأولادهم ومشاكلهم واعطائهم الأمان والثقة ، وأن التفوق في الدراسة ليس هو أخر الأمال حتى لاينتحر خوفا من الفشل كمن ينتحر بعد الرسوب في الثانوية العامة ، متابعة الحالة العاطفية للاولاد وعدم رفض زواجهم ممن يحبون ، فحالات كثيرة لانتحار الشباب والفتيات جاءت نتيجة رفض الأهل لزواجهم ممن يحبون .
المحاولة الجادة من الدولة لتوفير فرص عمل للشباب والحد من البطالة .
حل المشكلات الاقتصادية والحد من إرتفاع الأسعار المبالغ فية ، ومحاربة جشع التجار ، الذي يدفع أرباب الأسر للانتحار لعدم مقدرتهم على توفير متطلبات أولادهم ، فلا يجدوا حلا سوى الانتحار للتخلص من مشكلاتهم المادية القاسية .
ولذلك يحب أن تنظر الدولة بجدية إلى الحد من الانتحار وذلك بعقد لجنة إدارة الأزمات مكونة من مختصين في الاقتصاد والطب النفسي والاجتماع والدين ، للوقوف على أسباب الانتحار، ومناقشة طرق القضاء عليها .