الإحسان إلي الوالدين وبرِّهما “الوصية بالوالدين”
الإحسان إلي الوالدين وبرِّهما “الوصية بالوالدين”
بقلم الداعية المهندسة بهيرة خيرالله
– الوصية بالوالدين من الوصايا العشر التي أوصي بها الله تعالي سائر الأمم السابقة ، كما أوصي بها أمة محمد صلي الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين .
– قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ” من سرَّه أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتماً فليقرأ هؤلاء الآيات:- { قل تعالوا أتلُ ما حرَّم ربُّكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً .. } الآيات من سورة الأنعام : 152 “. وسمع كعب الأحبار رجلاً يتلو هذه الآية ، فقال: ” والذي نفس كعب بيده، إنها لأول آية في التوراة “.
– وقد قرن الله تعالي الأمر بالإحسان إلي الوالدين وبرِّهما بحقه تعالي فى التوحيد وعدم الإشراك به فى أكثر من آية فى كتابه الكريم ؛ فقد جعلهما سببا فى وجود الأبناء ، وجعل برهما سببا فى قبول الأعمال ودخول الجنات .
– فعن عمرو بن مرَّة الجهني رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ، شهدت أن لا إله إلا الله ، وأنَّك رسول الله ، وصلّيت الخمس ، وأدَّيت زكاة مالي ، وصمت رمضان ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من مات على هذا كان مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة هكذا ) ونصب أصبعيه ، وقال: (ما لم يَعُقَّ والديه.) .
– واختص الله تعالي الأم درجة لما عانته من آلآم الحمل والوضع والرضاع ( حملته وهنا علي وهن ) ، ( حملته كرها علي كره ) ؛ وأوصي رسول الله صلى الله عليه وسلم بها ، كما جاء في الحديث : عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: ((جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله.. من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك.. قال: ثم من؟.. قال: أمك.. قال: ثم من؟.. قال: أمك.. قال: ثم من؟.. قال: أبوك)) (متفق عليه).
…. فيا من أدرك والديه أحدهما أو كلاهما فى الدنيا لا تضيع الفرصة فى اتخاذ أسباب دخول الجنة من خلال برِّهما والإحسان إليها … ويا من انقضي أجل أبويك ولحقا بالرفيق الأعلي فلا تبتئس فما زالت هناك فرصة للبر بهما بعد موتهما .
– فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هل بقي من برِّ أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما ؟ قال: ( نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما ) ، قال الرجل: ما أكثر هذا – يا رسول الله – وأطيبه ! قال: ( فاعمل به ) .
وإذا كان بر الوالدين من أعلي أنواع البر المرغب فيه ، فهنا لا ننسي الأم الكبري التي تحتضنا وترعانا وتحمل همنا صغارا وكبارا … أمنا العظمي ، أم الدنيا ( مصر ) فلا ننساها من دعائنا أن يحفظها الله ويرعاها ، وأن يرفع عنها الوباء والبلاء والغلاء ، وأن يرزقها بر أبناءها وحبهم وعطاءهم … اللهم آمين يارب العالمين