“شمس بلادك وجدودك بتسمى على حواليك” بكار

كتبتها /خلود شفيق ندا

“شمس بلادك وجدودك 

بتسمى على حواليك” 

بكار.. 

 شمس بلادك وجدودك  

بتسمى على حواليك 

شمس بلادك وجدودك 

بتبوس ياصغيري ايديك..

لتاني يوم على التوالي أسمع أغنية” بكار”
بالصدفه على التليفزيون..وألاقي نفسي ببكي
أسباب كتير خلتني وانا بسمع الأغنيه مش قادره أمسك دموعي؛ اولها وفاة بابا “رحمة الله عليه”
وإن ده اول رمضان من غيره ومن غير حسه، ومن قبلها بقالي 3 سنين بيجي علينا رمضان؛ 
وإحنا لوحدنا في غربه بعيد عن العيله، واما سمعت الأغنيه رجعتني لأيام جميلة اوي كنت فاكرة إني نسياها؛ أيام ما كنت صغيره ومعانا بابا َوتيتا، وعزوماتنا عند قرايبنا ولعبنا في 
الشارع بالعجل مع اولاد الجيران ولمتنا كأطفال
سوا مشغولين بالكارتون ومش شايلين أي هم لأي حاجه، كل اللي شاغل بالنا ياترى بكار  وحسونة هيعملوا اية بكره؟

وياترى المغامرون الخمسة هيحلوا اللغز ازاي؟ 

الكون مفتوح أدامك

أبدٌر جواه أحلامك

هات ريشتك هات ألوان

وارسم ع الأرض مكانك.. 

ناس كتير عزاز علينا افتقدناهم مؤخرا “ربنا 
يرحمهم جميعاً “هل السبب إننا بنكبر وطبيعي
نبدأ نتقبل فكرة الفقد؟

هل انا كواحدة من جيل التسعينات تزوجت 
وأصبحت أم حاليا بقيت من الكبار والمفروض 
إني بدل ما استمد القوة من اللي اكبر مني، 
بقيت أنا اللي بلعب الدور ده! 

“انا اللي مفروض أدي الأمان والقوة لصغيري!” 

ده كان مجرد سؤال لحظي في وسط مئات من 
الأفكار والأسئلة والمشاعر اللي راودتني فجأه
وانا بسمع التتر، كنا دايماً نروح لجدتي في وقت
قبل الفطار وكان بكار بيبقى شغال على 
التليفزيون، تخيلوا إني عمري ما ركزت في 
كلمات الأغنية، الواحد كان بيسمعها وهو صغير 
ويردد معاها وخلاص من غير ما يفهمها أو
يتذوق كلماتها! 

امبارح لما سمعت اغنية التتر فجأة كان بقالي سنين ماشوفتش بكار ولقيتها كأنها رجعتني بالزمن وعمالة بستوعب جمال كلماتها ومعانيها ولحنها، وأد ايه صوت منير دافي ومؤثر جداً، بالذات اللحظة وهو بيقوله ” يا صغيري” الحنان اللي في الكلمة دي لوحدها خلى قلبي يدق..

هات ريشتك هات ألوانك

وتعالي نعيد ياصغيري

وتعالى نعيد من الأول

شكل الأشياء ونلون.. 

كلامه للصغير الرقيق بكار وهو بيقوله هات 

ريشتك هات ألوانك وتعالى نعيد ونلون شكل 
الأشياء من الأول لاقتني بفكر :

 ياااه لو كل واحد في إيده إنه يشكل عالمه 
وأحلامه بطريقته أد إيه رؤيتنا للأمور وإحنا 
في سن بكار كانت طفولية وبسيطة وساذجة!!

الريشة و الألوان لو معانا ساعتها ورسمنا رسمه
وجينا دلوقتي بعد مرور السنين رسمنا رسمه 
تانية؛ هنلاقي فرق شاسع في نظرتنا وتصورنا 
عن العالم وعن الناس، اتمنى لو بعد عشرات
السنين رسمت رسمتي؛ ألاقيها لسه حلوه  
وألاقي روحي لسه محتفظه بنظرة الحب والإمتنان لكل شئ مريت بيه واللي لسه مستنيني اعيشه. 

شكل التتر و الرسومات و جملة ” إخراج دكتور 
منى ابو النصر ” كأنها في ذاكرتي مطبوعه 
متمسحتش يوم.

ربنا يرحم جميع أمواتنا وحبايبنا اللي فارقونا
ويبارك لنا في الناس الحلوين اللي لسه حوالينا، 
ويديم لمتنا مع عيلتنا وأصحابنا وحبايبنا، ويكتر
لنا في التفاصيل الصغيره الجميله اللي بتسعدنا 
وبتهون علينا. 

نرسم أول ما هنرسم

نرسم لمة وأصحاب

نرسم أول ما هنرسم

قمرة وحصان وكتاب.. 

كتبتها /خلود شفيق ندا

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تعليق 1
  1. Nour يقول

    كلمات تحمل ذكريات عظيمة ولحظات جميلة
    من أجمل التترات والخالدة في ذاكرتنا “بكار”