رئيس جمهورية التلاوة “جاب بلاد المسلمين وكرمه عبدالناصر”

رئيس جمهورية التلاوة “جاب بلاد المسلمين وكرمه عبدالناصر”

إسهامات / ثروت عبدالرؤوف

حاز مولانا الشيخ مصطفى إسماعيل على هذا اللقب من عشاق التلاوة
مستمعى وعشاق تلاوة القرآن الكريم ٠٠جمهورية حرة مستقلة بذاتها ٠٠ تنتخب من تشاء ٠٠وتمنح الألقاب لمن تشاء٠٠وتحجبها عن من تشاء
وقد منح هؤلاء السميعة العشاق ٠٠ القاريء مولانا مصطفى إسماعيل هذا اللقب٠٠ و إستحقه عن جدارة

مصطفى إسماعيل ككل أو معظم أبناء الريف المصرى ٠٠حفظ القرآن الكريم كاملا ٠٠وهو دون الثانية عشرة من عمره
ثم ذهب للدراسة فى المعهد الأحمدى بطنطا ٠٠مثله مثل كثير ٠٠وأرسله والده إلى الشيخ “إدريس فاخر ” ليتعلم تجويد القرأن

وهنا يجب أن نتوقف
الشيخ إدريس وكل شيوخ تعليم التجويد كانت لهم شروط وضوابط صارمة ٠٠فى منتهى الصعوبة لقبول الراغبين فى تعلم تجويد القرآن الكريم من أهمها
– حفظ القرآن الكريم بالكامل
– نطق الكلمات وتلاوة الأيات بطريقة صحيحة و منضبطة
– النفس الطويل
– الصوت العذب
لأن أغلبية من كانوا يتعلمون التجويد أو كلهم ٠٠ كان هدف الواحد منهم أن يصبح مقريء وبالطبع لا يصح أن يكون قارىء للقرأن بدون صوت عذب
والأهم من كل ذلك الصبر وعلو الهمة والإنضباط والمثابرة
فى هذا الزمن وتلك الأيام كان مجرد
قبول شيخ من شيوخ تعليم التجويد لطالب بمثابة شهادة !!!
أما إجازة الشيخ لطالب بالقرأة أمام الناس أفضل شهادة !!!

قبل بلوغه سن ١٦ سنة أنهى الصبى مصطفى إسماعيل حفظ و تجويد القرآن الكريم
تعلم القراءات السبع ٠٠تعلم المقامات التسعة عشر ٠٠تعلم كل النغمات وكيف ينتقل من نغمة إلى نغمة بكل يسر وسلاسة وبدون نشاز ٠٠تعلم مواضع الغنة والمد والوقف والإضغام ٠٠وكل ما يتعلق بفنون قراءة القرآن الكريم

وكالمتبع فى هذه الأيام ٠٠أقام والد الصبى مصطفى إسماعيل ٠٠حفل عشاء فاخر بهذه المناسبة السعيدة٠٠ حضره مولانا الشيخ إدريس فاخر٠٠ الذى جلس فى صدر مجلس المدعوين٠٠ ثم نادى على تلميذه٠٠ وطلب منه قراءة سورة( ق ) وقرأ الصبى السورة وأجاد كما يجب أن تكون الإجادة ٠٠ونال رضا وإعجاب كل الحضور
وكأن الشبخ إدريس يشهد الله ويشهد الحضور على إستحقاق الصبى الإجازة والتصريح له بالتلاوة أمام الجميع

كل دا كوم والدراسة فى المعهد الأحمدى كوم تانى ٠٠حيث تعليم التفسير والفقه على إصوله

الآن الصبى مصطفى إسماعيل جمع بين الحفظ والتجويد والتفسير والفقه والصوت العذب
وتأمل تدبير الأقدار!!!

حضر جثمان حسن بك القصبى من إسطنبول إلى مدينة طنطا ليدفن فى مسقط رأسه
وأقامت الأسرة سرادق للعزاء يليق بإستقبال المعزين ٠٠والذين كان فى مقدمتهم الأمير محمد على الوصى على عرش الملك فاروق ٠٠وسعد باشا زغلول ٠٠وعمر باشا طوسون٠٠ وكل كبراء ووجهاء الإسكندرية٠٠ ووجه بحرى ٠٠ومدن القناة٠٠ ومصر كلها
وتأمل أعزك الله !!!
الصبى فى سن السادسة عشرة٠٠والذى مازال يدرس فى المعهد الأحمدى
يرتدى العمة والجبة والقفطان والكاكولة ويذهب لسرادق العزاء ويجلس بجوار القراء

وتأمل وتدبر
فى هذا الزمان لم تكن هناك مكبرات صوت٠٠ ومطلوب من القاريء أن يرفع صوته ليسمع كل من فى السرادق ٠٠وسرادق لرجل فى مقام حسن بك القصبى ٠٠وفيه الأمير محمد على٠٠ وسعد باشا زغلول ٠٠وعمر باشا طوسون٠٠ وكل الكبراء وكل الوجهاء
يا الله !!!
من أين جاءت كل هذه الثقة ؟؟
من أين أتت كل هذه الجرأة ؟؟
من أين كل هذا الإطمأنان!!!

هل هى بركة القرآن؟؟
هل هو نظام التعليم الذى يبعث على الثقة بالنفس والإضمأنان للقدرات والإمكانيات؟؟
هل هو التطلع للمجد؟؟
الله أعلم !!!

يختم مولانا الشيخ ” هزاع ” من قراءة الربع الاول وهو أشهر المقرأين فى عصره ٠٠ينزل من على كنبة القراء ويترك المجال لمن بعده ٠٠ وبكل ثقة الكبار يصعد الصبى مصطفى إسماعيل فوق الكنبة وسط ذهول باقى القراء ٠٠ويتجرأ أحدهم عليهم ويقول له ٠٠إنزل يا ولد !!!
هو لعب عيال!!!
ويتدخل أحد أقارب المرحوم حسن بك القصبى ويمنحه الفرصة
وربك لما يريد!!!
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم٠٠ بسم الله الرحمن الرحيم ٠٠ق والقرآن المجيد
وينتبه كل من كان بالساردق !!!
ويكمل الصبى وتنطلق كلمة( الله يفتح عليك) من كل جنبات السرادق
ويتسأل الوجهاء والأكابر وكل الحضور
من هذا الشيخ ؟
ما إسمه ؟
ما عنوانه؟
وينطلق السهم ويرشق فى القلوب وتبدأ من هنا الإسطورة

تتشرف الإذاعة المصرية بضم مولانا الشيخ مصطفى إسماعيل إلى قراؤها بدون عرض على لجنة الإستماع ٠٠فالجمعية العمومية للسميعة وافقت بالإجماع ٠٠ويطلب مولانا جلالة الملك الإستماع إليه ويختاره القاريء المعتمد لسراى عابدين٠٠وفى كل مناسبة يجلس مولانا الشيخ مصطفى إسماعيل على كنبة وبجلس بجواره مولانا الملك على كرسى أسفل منها ليعلو مولانا بالقرأن على مقام السلطان ٠٠ويجوب بلاد المسلمين من شرقها لغربها يتلو القرأن وينتزع الأهات من القلوب والإعجاب من النفوس المتشوقة لأياته ٠٠ويقرأ ٠٠ سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى فى المسجد الأقصى وبمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج.

يرحل الملك ويأتى ناصر ويكرمه!!
يرحل ناصر ويأتى السادات٠٠ ويصبح عاشق من عشاقه ودرويش من دراويشه ٠٠ويتمسك به بشكل عجيب٠٠ لدرجة أنه كان ضمن الوفد الرسمى الذى ذهب معه للقدس وللمرة الثانية يتلو القرآن فى المسجد الأقصى وكان ذلك بناءا على رغبة السادات وضمن برتوكل الزيارة الرسمى !!
وكعادته فى كل تلاوة أمام السادات يقرأ سورة الضحى والإنشراح وينصت السادات بإهتمام بالغ وكأنه يصعد فى السماء .

لقد أثبت مولانا الشيخ مصطفى إسماعيل أن القرآن ليس مجرد نص ٠٠وليس مجرد نص مقدس ٠٠وإنما معانى وحجج وصور يتم بثها فى النفوس فتشعر هذه النفوس بجلال المعنى .
من يصفى قلبه ويتفقه ويستمع لمولانا الشيخ مصطفى إسماعيل وهو يتلو القرآن .. يدرك المعنى

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.