فيلم واحد تانى .. والمغامرة بثمن التذكرة “حالة عبثيه”

 

 

بقلم غادة العليمى

 

بعد عدة مرات ارتدت فيها السينما وندمت على اضاعة الوقت والمال

اجدنى للمره الألف بعد الألف اغامر بثمن تذكرة السينما من جديد واخرج من بيتى حامله حقيبتى ومعها املى بمتعه تثرى وجدانى وذكرى جديدة سعيدة فى صندوق ذاكرتى

 

وهذه المره دققت وحققت واخترت نجم احبه ومصر كلها تحبه ، حيث احتمالات الندم قليلة جدا

واخترت فيلمه الفانتازى الجديد (واحد تانى )

قماشة الفيلم تحتمل اكثر من ثوب درامى وموضوعه يحتمل ان يصنع منه مسلسل درامى طويل ملئ بالاحداث والاشخاص.

 

لكنى لم اجد غير رداء قصير لا يستر الكثير من التقصير الدرامى فى خط العمل الفنى الذى افتقر لكثير من العمق رغم ان بطل العرض النجم /احمد حلمى أدى اداؤه الخفيف الظل كعادته واجتهد.

 

واضفى من روحه على جمل السيناريو المبتوره كثير من التلوين الادائى اقتلع بها ضحكات كل المشاهدين للعرض وانا اولهم

ضحكت بفمى لكنى لم اضحك بقلبى ولم تعلق بذاكرتى غير مشهد او مشهدين من ساعتين

 

فضلا عن استغلال كراهيه المجتمع للمثليين ونفورنا منهم فى صناعه كوميديا رخيصه بالاشارة اليهم وهو اضعف واسخف ما فى الفيلم

وسيلة دراميا رخيصه يلجأ إليها كُتاب السيناريو احيانا حين لا يجدون ما يكتبوه

فهى روشته ضحك مضمونه فى المجتمعات المنغلقه على مفاهيمها ومحظوراتها

لم ينجح الفيلم بالقدر المتوقع لافلام النجم وسقط فى هوه العزوف عن المشاهدات كما سقطت غيره اعمال وستسقط بعده اعمال

لان وقت بيع الدراما بأسماء نجم او نجمه بعينها قد ولى

وفقد كثير من رواد السينما ايمانهم بإختيارات نجومهم المحبوبين

كما سقط قبله فيلم مصنف على انه كوميدى فانتازى للنجم كريم عبد العزيز اخركان مرشح للاسبقيه على شباك التذاكر لكنه لم يسابق

والسبب ليس فى نجوم الفيلم ولا فى الانتاج ولا فى التصوير

وانما فى الفكر السينمائى نفسه فى المجتمع الابداعى المنغلق على اسماء بعينها من اصحاب الاقلام

ينفق الانتاج ببذخ على اجور نجوم فلكيه تكاد تكون دربا من الخيال وكذا يتم الانفاق على تصوير داخلى فى ڤيلات وقصور فارهه

داخلى واماكن اكثر فخامه فى اوتيلات ومدن فى التصوير الخارجى وقد يسافر كل اسرة العمل للخارج لايام بتكلفه السفر الكبيرة من اجل لقطة لا تتعدى الدقائق

فضلا عن زحمة الابطال والوجوه الجديدة والقديمة والمجاميع الكبيرة اذا لزم الامر

اما صاحب العمل صانع الورق خالق الاحداث والاشخاص فلا يلتفت اليه احد

وكم من مواهب عظيمة جميلة لا تجد السبيل لبقعه نور

لان الاسماء القديمه لا تترك لها المساحه للظهور

ولست اعرف الى متى ستظل السينما تعانى الاستسهال والنسخ والتقليد والتعريب

والى متى ستظل ورش الكتابة التى تستوعب فقط من ينفق ويدفع لتقدمه مقابل ماله وليس مقابل موهبته

والى اين سوف نصل بمستوى العروض بعد هذا العزوف عن المشاهدات والخسارات المليونيه لكثير من شركات الانتاج

 

والوهن الذى اصاب صناعه كانت من اولى روافد الدخل القومى والمكانه الفنية المصرية

وروشته الحل بسيطة وسهله ويسيره على قدر ماهى مهمله ومتروكه

لماذا لا تعلن شركات الانتاج بمعاونه النجوم الكبار على مسابقات للسيناريو واختيار الجديد والعميق والاحترافى منها

 

تصدر دور النشر سنويا الالاف مؤلفه من الروايات لاقلام شابه بديعه

وتقدم المجلات والمواقع الالكترونيه مواهب كتابية بالمئات كل يوم

وحين تفتش عن ازمه السينما التى تصدر بالكاد سنويا عشرة افلام بشق النفس

فتجد شكوة كل صناع هذا العمل ان الازمه فى النصوص

فتتعجب من الحالة العبثية المصرية ولا تعى ما يمكن ان تقوله غير مزيد من التعجب

كيف يكون هذا فى حضره ذاك ؟؟!!

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.