قصة صاحب النفوذ وبائعة السمك” الذئب والنملة”
قصة صاحب النفوذ وبائعة السمك” الذئب والنملة”
إسهامات / ثروت عبدالرؤوف
يحكى أن الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبى كان يمشى فى السوق فشاهد رجل صاحب نفوذ قوى وثراء كبير ويخشاه ويخشى بطشه غالبية أهل القرية البسطاء.
وكان يشترى سمك من سيدة مسكينة .
الثرى صاحب النفوذ
– بكم كيلو السمك ؟
السيدة المسكينة
– بخمسة دراهم
– غضب الثرى صاحب النفوذ غضبا كبيرا وتعصب وإتهمها بالطمع والجشع وإنعدام الضمير وعنفها بقوة
السيدة المسكينة
يا سيدى لا ذنب لى ٠٠أنا مجرد بياعة أعمل لدى التاجر الكبير مقابل دراهم معدودة !!
الثرى صاحب النفوذ
طلب منها وزن عشرة كيلو سمك ٠٠تناولها ٠٠رمى لها بعشرة دراهم فقط بدلا من خمسين درهم ٠٠وهددها بالحبس وزمجر وإستحمر وولى مدبرا ولم يعقف !!
وقفت المسكينة تبكى بين نارين ٠٠لاهى قادرة على الجرى خلفه ومطالبته بالثمن الفعلى خوفا منه ٠٠ولا هى قادرة على ترك السمك خوفا عليه من الضياع والسرقة !!
وهنا كتب عمنا المتنبى هذه الأبيات
رأيت بعينى ذئب يحلب نملة
ويشرب لبنها رائبا وحليبا
انا الذى نظر الأعمى إلى أدبى
وأسمعت كلماتى من به صمم
قال البعض أن هذه الأبيات من أكذب ما قال الشعراء العرب !!
والحقيقة أنها من أصدق ما قال الشعراء العرب !!
من منا لم يرى ذئبا يحلب نملة ويشرب لبنها رائبا وحليبا ٠٠ويقول أيوه شربت وهشرب تانى؟؟؟
من أعمى لم يرى ذلك ؟؟
ومن أصم لم يسمع بذلك ؟؟