اكتوبر الذى نعرفه ومصر التى لم تعد مصر …. بقلم / غادة العليمى

اكتوبر الذى نعرفه ومصر التى لم تعد مصر

بقلم / غادة العليمى

اكتوبر الذى نعرفه ليس شهرا للخريف كما يقول الجغرافيون ولا شهر الوقوع فى الحب كما يقول الشعراء … ولا شهر للعام الدراسي الجديد وبدء ماراثون التحصيل الدراسي كما يقول الواقع وانما شهر اكتوبر بالنسبة لنا نحن المصريين شيئا اخر ، شئ مختلف ، شيئا عظيما يمثل حدثا عظيما يمثل ذكرى احتفال النصر العظيم

ذكرى عودة الارض ذكرى البطولة والثأر للكرامه ..

احتفالات ولكن

يهل علينا اكتوبر بسيرة الشهداء وقصص العزة ومشاعر الفخر بما صنعه جيشنا العظيم فى ستة ساعات شهر مختلف له طعم ولون وشعور مختلف شهر ازال آثار العدوان آعاد الكرامه ، محى خزى الانتكاسة أو النكسة كما يسميها المؤرخون شهر تذاع فيه اعظم واجمل الاغانى والاعمال الوطنية شهر لإعلاء قيم الانتماء والامتنان لبطولات الشهداء .

ولكن .. هل ما يقدم من أعمال وما يكتب من كلمات وما يسرد من حكايات تليق حقا بروح اكتوبر هل ما يُفعل من سلوك وما يحدث من احداث وما يستجد من ظواهر مجتمعيه جديدة تليق بشعب منتصر محتفل بذكرى نصر عظيم لبلد عظيم مثل مصر مصر العظيمة

مصر جمال حمدان وام كلثوم مصر نجيب محفوظ وطه حسين

مصر عثمان احمد عثمان

مصر مصانع النسيج التى كان يرتدى ازياءها الشديدة الاناقه الرؤساء والاعيان

مصر شركات نصر للسيارات التى كانت تصنع كل المركبات على الطريق وحتى الاتوبيسات وكان انتاجها الوطنى يملأ المحروسه فى كل مكان مصر الارضى العفيه التى كنت تشم رائحه ثمارها من دون ان تلمسها لم تعد هى مصر انتكاسة حقيقية حدثت انتكاسة اقوى من نكسه ٦٧ واشد خزى من عدوان الصهاينة واكثر خطورة من ضياع الارض .ضياع الهوية .ضياع الشعور بالانتماء .

ضياع الشخصية المصرية الاصيلة 

ضياع القيمة المجتمعيه نظرة صغيرة على المصطلحات اللغوية والاعمال الدراميه والازياء والافكار والسلوكيات والاداب العامه والعادات وحتى الجرائم الحاليه سنرى الف انتكاسة ومليون نكسه حقيقية .. جعلت مصر لم تعد مصر ولا اظن ان احتفالات اكتوبر يجب ان تقام بأوبريت غنائى وفيلم سينمائى وان الاحتفال الذى يليق بأكتوبر .

ان نتحلى بروح اكتوبر أن نزيل أثار النكسة الاخلاقية وهزيمة القيم الماديه فى مقابل القيم الاخلاقيه أن نحارب الاشياء الدخيلة على عاداتنا ان نتخلص من السلبيات والآفات التى نخرت فى عامود مجتمعنا الفقرى نتحلى بروح اكتوبر بأن ننتصر على كل ما جعلنا لا ننتمى لاكتوبر جعلنا نتغنى بالنصر ونحن مهزومون من داخلنا جعل الاحتفال غنوة وفيلم ومقال والحال يسوء يوما بعد يوم عن الحال ونحن المهزومون من داخلنا ظاهرنا يحتفل بالانتصار كلما هل علينا اكتوبر العظيم

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.