عنابي ياعنابي ياخدود الحليوه “حكاية ظهورها وكيف قدمها كارم محمود
عنابي ياعنابي ياخدود الحليوه “حكاية ظهورها وكيف قدمها كارم محمود
إسهامات ثروت عبدالرؤوف ”
إهداء لعشاق الطرب”
يروى الكاتب الروائى مصطفى نصر ، عن محمود حسين مؤسس ركن عبدالوهاب، فى كتابه الأعمال الكاملة الصادر عن الهيئة العامة للكتاب ، والعهدة على الراوى
أن قريب لمحمود حسين من الإسكندرية يدعى كامل الإسناوى، كان يعمل كمثرى ويتردد عليه بإستمرار فى مكتبه بشارع عرابى ،الذى يقابل فيه أهل الطرب والمغنى
وكان الإسناوى غاوى تأليف أغانى ويعرضها على محمود حسين ، ومن باب المجاملة يستمع له
وتشاء محاسن الصدف أن يأتى إلى المكتب الملحن حلمى أمين أثناء تواجد الإسناوى
ينظر محمود حسين نحو الإسناوى ويقول ٠٠أنت مش كاتب أغنية؟!
وريها لحلمى !!
يسمع عمنا حلمى أمين كلمات الأغنية وكأنه عثر على كنز
يتهلل وجهه ويلحن الكلمات فى التو واللحظة
يتصل بالمطرب كارم محمود و الذى كاد نجمه أن ينطفأ
يعرض عليه الأغنية يوافق عمنا كارم على الفور
يصعد عمنا كارم على المسرح عام ١٩٧٢ بعد غياب
تعزف الفرقة أروع وأبهج لحن
يشدوا عمنا كارم بصوته المليان بهجة وحيوية ويقول
عنابى يا عنابى يا خدود الحلاوة
أحبابى يا أحبابى يا رموش الحلاوة
يرضيكوا الحلاوة يسبنى للنار إللى بتدوبنى
إيه قصده الحلاوة ٠٠ إيه قصده الحلاوة
ويتسلطن عمنا كارم وبكل لوعة وشجن ومسكنة ودلال يقول
يا عينى عليك يا قلبى يا ساكن هواك ومخبى
لا تبوح للحليوة بحبى
ولا مال الحليوة
ثم يتسأل عمنا كارم بعتاب ممزوج بلوعة وعذاب وشجن وقدرة مطرب قادر ومتمكن وهو يقول
ولإمتى البعاد متقدر
وأنا بسأل عليه وبدور
والفكر بهواه متحير
ولا جاش الحليوة
يرضيكوا الحلاوة يسبنى للنار إللى بتدوبنى
إيه قصده الحلاوة
إيه قصده الحلاوة
لتصبح هذه الأغنية من أجمل وأروع الأغانى العربية على الإطلاق ونهر من أنهار البهجة والسعادة ينهل منه عشاق الطرب وتتوارثه الأجيال حتى اليوم
رحم الله الملحن العبقرى المبدع حلمى أمين والمطرب المبهج صاحب الصوت المملوء عذوبة وطرب كارم محمود وعمنا الإسكندرانى بلد الطرب الجميل وموطن عبقرى الموسيقى والألحان عمنا سيد درويش
الإسناوى الذى ربما لا يذكره أحد بالرغم من أنه ترك لنا جوهرة ثمينة كلمات كلها عذوبة وشجن ومعبرة بصدق عن مشاعر صادقة
ويا عينى عليك يا قلبى يا ساكن هواك ومخبى
يرضيكوا الحلاوة يسبنى للنار إللى بتدوبنى