العلم والعمل هما كلمه السر …بقلم / إيمان سامى

العلم والعمل هما كلمه السر 

بقلم /إيمان سامى عباس

لا سبيل أمامنا للتقدم والتنمية واللحاق بركب الدول الكبري وعدم الخروج من صفحات التاريخ.. سوي الأخذ بأسباب العلم.. وافساح المجال للعلماء لتقديم ابتكاراتهم وأفكارهم ومخترعاتهم.. والأهم العمل بها.. ووضعها موضع التنفيذ.. ففيها حل جميع مشاكلنا.. جودة إنتاجنا.. وتحقيق الاكتفاء الذاتي في كل شيء.. والأهم زيادة مواردنا وتحسين حياة المواطنين ورفع مستوي معيشتهم!!

سيظل العلم مع العمل هما “كلمة السر” أو مفتاح التقدم.. لذلك لا سبيل أمامنا سوي اللجوء إلي حصائد عقول العلماء وأبحاثهم التي أفنوا فيها عمرهم.. وكانت نهايتها الوضع علي الأرفف أو داخل الأدراج.. وتحويلها إلي حقيقة تغيير واقع المجتمع في مختلف المجالات.. فالصناعة علم.. والزراعة علم.. والتجارة علم.. وحتي الفن والرياضة علم.. ونهضة الدول تقام علي ما تنتجه عقول وسواعد الشعوب!!

.. للأسف هناك من يتبع حصائد الألسنة ويلجأ إلي “الفهلوة”.. وليس من الطبيعي ان يتواري أولو الألباب.. وان يتقدم الصفوف أنصاف المواهب ومن يجرون وراء السحر والشعوذة وفتح المندل.. بينما هناك علماء حبسوا أنفسهم في معاملهم يجرون دراساتهم وأبحاثهم دون أن يشعر بهم أحد.. وكأنهم اختاروا الانعزال داخل جدران الصمت التي تشهد علي مبتكراتهم ومخترعاتهم ولا تبوح بأسرارها أبداً.. لانهم يسعون للأخذ بها وتنفيذها واخراجها إلي النور!!

قد تفاجأ عندما علمت انه يوجد في مصر أكثر من 100 مركز بحثي تتبع الوزارات والهيئات والجامعات ومتخصصة في مختلف المجالات ابتداء من الزراعة والصناعة.. إلي الطاقة والبناء وصولاً إلي الطب والتخطيط.. وهناك أيضا مراكز للالكترونيات وصحة الحيوان.. وجميعها تكتظ بآلاف الدراسات والأبحاث التي تضع حلولاً لمعظم مشاكل مصر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية أيضا.. ومع ذلك نادراً ما كان يؤخذ بحصادها!!

.. في السنوات الأخيرة بدأ الاهتمام بالعلم والعلماء.. ولكن مازالت الميزانية المخصصة للبحث العلمي ضئيلة في دولة تريد النهوض.. والأهم هو ضرورة إعادة النظر في أحوال العلماء والباحثين في كافة المراكز خاصة المركز القومي للبحوث الذي هو بحق مفخرة لكل المصريين!!

مركز البحوث .. أمس واليوم !!
** في سنوات الستينيات من القرن الماضي كانت الدوائر العلمية بمصر والخارج تحتفي بالمركز القومي للبحوث وتنشر المجلات الدورية المتخصصة أهم أبحاثه والدراسات التي يقوم بها باحثوه وما توصلوا إليه من استنباط سلالات جديدة في علم النبات أو علاجات للأمراض أو ابتكارات ومخترعات في مجال الهندسة والصناعة وأدوات البناء وغيرها مما تقدمه الشُعب والأقسام المتميزة بالمركز.. وكان علماؤه من المكرمين دائماً في عيد العلم ومن أوائل الحاصلين علي جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية وتتخاطفهم الجامعات العربية.

في نفس تلك السنوات وقبل الانفتاح وتغلب الماديات كان المركز القومي للبحوث محط أنظار كل الخريجين من كليات العلوم والطب والصيدلة والزراعة والهندسة.. وكان أملهم العمل به لأن الخريج أولاً: سينضم إلي قافلة العلماء ويكون له قيمة في المجتمع

وثانياً: لأن الراتب كان معقولاً ويكفي ويزيد فقد كانت درجاته من أعلي السلم الوظيفي أيامها.. للأسف كما تغيرت النظرة للعلم.. تأخر الباحثون وهبطوا لآخر درجات السلم من حيث الراتب خلال العقود الماضية.

مرت سنوات.. وتبدلت الأحوال.. وساد الاهمال البحث العلمي كما حدث في معظم المجالات الآداب والفنون والإعلام والصناعة والزراعة.. وبالطبع تقلصت الميزانيات المخصصة للأبحاث والمشروعات في المركز.. ومع ذلك فإن أغلب العلماء كانوا يصممون علي ألا يتحولوا إلي موظفين وواصلوا العمل في ظروف صعبة.. وتحملوا نقص المعدات والأجهزة والامكانيات.. وضحوا بالوقت والجهد.. وكان الكثيرون منهم يدفعون من جيوبهم لاستمرار مشروعهم البحثي حتي الانتهاء منه والخروج بالنتيجة ولا يرضخون إذا لم تكف الميزانية المخصصة تغطية نفقات المشروع فهؤلاء هم بحق العلماء الذين لا يهمهم سوي الوصول لاختراع أو دواء جديد أو تطوير ماكينة!!كنا بحق جادين في التقدم واللحاق بالعصر وبالدول التي سبقتنا ونسعي لتكون لدينا القدرة علي المنافسة الدولية في مختلف المجالات الاقتصادية ودفع عجلة التنمية وتنفيذ استراتيجية الدولة 2030.. فلابد من الاهتمام بالبحث العلمي!!

.. وإذا كنا بالفعل حريصين علي استمرار إجراء البحوث الأساسية والتطبيقية في العلوم والتكنولوجيا التي تخدم الاقتصاد القومي والمجتمع وإعداد كوادر علمية علي أعلي مستوي.. فلا مناص أمامنا سوي زيادة ميزانية البحث العلمي!!

.. وإذا أردنا تقديم الاستشارات العلمية للجهات والشركات والمؤسسات.. وأن يكون لدينا بيت خبرة مصري للبحث العلمي والتطوير والابتكار.. فليس أمامنا سوي الاهتمام بالمركز القومي للبحوث قمة المراكز البحثية في مصر.. والأهم تحسين رواتب الباحثين والفنيين والعاملين به وزيادة إرسال البعثات للحصول علي الماجستير والدكتوراه حتي نحافظ علي قاعدة العلماء التي نفخر بها!!

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.