هل نستطيع أن نتحمل أعراض وتداعيات أزمه عالميه عابره ….؟؟
هل نستطيع أن نتحمل أعراض وتداعيات أزمه عالميه عابره ….؟؟
بقلم…./إيمان سامى عباس
ما أحوجنا إلى طاقات الأمل والتفاؤل وبث الروح الإيجابية.. فهى الزاد والزواد.. وهى الطاقة التى تمد الإنسان بالإرادة والعزم والقدرة على التحدى.. فما أعظم مقولة «بشروا ولا تنفروا».. وما أكثر ما لدينا من فرص ونقاط مضيئة.. ونجاحات ومستقبل واعد.. فارق كبير بأنك تعيش أزمة مثل باقى دول وشعوب العالم.. وبين قدرتك على تجاوز الأزمة.. والحمد لله مصر لديها مقومات عبور تداعيات الأزمة العالمية.. «بشروا ولا تنفروا» انشروا الأمل والتفاؤل.. ولا تبثوا الإحباط واليأس.. فإن أعظم مقومات الانتصار والعبور هى الروح المعنوية العالية.. وان أعظم ما يؤهل الانسان لعبور الأزمات هو الأمل والإرادة.. فما أكثر ما لدينا من نقاط مضيئة.. وفرص قوية.. ونجاحات عظيمة.. ومستقبل واعد.
لا تلتفتوا لكلام الجهلاء والحاقدين والكارهين.. فما أخطر الحديث بدون علم.. أو خبرة أو تخصص .. وما لدينا من نقاط قوة وفرص عظيمة يدعونا للتفاؤل.. طبقاً لكلام علمى وتقدير وشهادات دولية.. فلا تسمعوا للمنظرين ومروجى الإحباط.. وخذوا الحقيقة من مصادرها الرسمية وأهل العلم والتخصص الموثوق فيهم.. وأهل الموضوعية والحق.. وفى النهاية بالأمل نطمئن وبالأمل نتحدى ونعمل وبالأمل نعبر الأزمات فالمقاتل ينتصر ويفتدى.. إذا ما امتلك الروح المعنوية العالية.. ونال الدعم والمساندة والتشجيع.. فالهزيمة تأتى إذا انهزمنا من داخلنا.. وإذا سلمنا آذاننا وعقولنا لأعدائنا.. وأصحاب الأجندات وعملاء الخارج.
تصدير الأمل والتبشير بالمستقبل!!.
أعظم الأمور فى أوقات المحن والشدائد والأزمات أن نصدر للناس الأمل والتفاؤل والتبشير بالمستقبل وانها مجرد (أزمة وهتعدي).. فرضت علينا من الخارج ولم نصنعها بأيدينا.. وبث الأمل والتفاؤل المرتكز على حقائق وأرقام ومعلومات وبيانات وفرص حقيقية ونقاط مضيئة ومجالات واعدة هو أفضل وسائل وأسلحة مجابهة الأزمات لأنها تعزز الإرادة والصلابة وترفع الروح المعنوية التى تمثل ركيزة أساسية فى تحقيق النصر والعبور من أتون الأزمة إلى آفاق الأمل والتفاؤل والنجاح.. فالجندى إذا ما فقد الإرادة والروح المعنوية العالية.. فإنه يفقد أهم أسلحته.. لذلك من المهم أن نبث الأمل فى الناس.. ونصدرالتفاؤل.
الحقيقة ان الأزمة الاقتصادية العالمية التى جاءت نتيجة للحرب الروسية- الأوكرانية ألقت بظلالها على جميع الدول والشعوب بدرجات مختلفة.. لذلك أقول وأكرر إنها أزمة فرضت على الجميع وليست من صنع أحد إلا أصحابها وأطراف الصراع.. لذلك لابد ألا نحمل أنفسنا فوق طاقتنا.. ونحول الأمور إلى (مندبة) وكأنه أصبح لدينا 100 مليون خبير اقتصادى وهناك من يشغلون أنفسهم بأمور غريبة.. ناهيك عن التنظير والنقد الهدام والتركيز على أعراض الأزمة.. دون التطرف أو التركيز على مقومات النجاة منها.. والفرص الغزيرة المتاحة.. النقاط المضيئة وما بين أيدينا من نجاحات أو حتى الاجتهاد من باب البحث عن الأفكار الخلاقة التى نستطيع من خلالها أن نتجاوز آثار وتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية.
الغريب.. أننا نعيش وكأننا من كوكب آخر.. فهناك مثل شعبى يقول (ياما دقت على الراس طبول)
ولطالما واجهنا أزمات أعنف من ذلك وخاضت مصر حروباً متوالية كانت تداعياتها وآثارها أشد قسوة من الأزمة الحالية.. فلم تكن احتياجات المواطنين آنذاك متوفرة وكانت هناك معاناة بالغة فى الحصول على السلع الأساسية.. وكانت الدولة تعانى من انهيار الخدمات بسبب الانفاق العسكرى على هذه الحروب الذى شكل ضغطاً هائلاً على احتياجات البناء والتنمية وتعظيم موارد الدولة وهى حروب بلا شك فرضت علينا لكن ما أريده ورغم اختلاف الأوضاع فما نعيشه أفضل مئات المرات أن هناك أجيالاً من أجدادنا وآبائنا وقفت إلى جوار هذا الوطن وتحملت وصبرت من أجل الكرامة الوطنية والحفاظ على مصر واسترداد كامل أراضيها ليتحقق النصر.. هذه الأجيال تحملت فوق طاقة البشر.. والسؤال هل لا نقدر أو نستطيع أن نتحمل أعراض وتداعيات أزمة عالمية عابرة.. ونسمح لدعاة الإحباط أن ينالوا منا؟ رغم ما بين أيدينا من طاقات ايجابية وفرص عظيمة ومقومات هائلة لم تكن موجودة قبل 8 سنوات فنحن فى وضعية أفضل بكثير.. مما كنا عليه خلال عقود المعاناة التى واجهت الدولة المصرية على مدار 5 عقود كاملة تفاقمت فيها المعاناة وانتشرت الصعاب والأزمات وتراجعت جودة الحياة.
الحقيقة ان بث الأمل فى الناس فى ظل آثار الأزمة الاقتصادية العالمية هو أمر واجب وفريضة بدلاً من التنظير.. والافتاء بدون علم.. وبدلاً من الاسراف فى نعيق البوم ومحاولات بث الإحباط فى الناس دون داع ودون سند.. فما بين أيدينا يدعونا إلى التفاؤل والأمل.
ما لدينا من أمل وتفاؤل ليس خيالاً أو أحلاماً.. ولكنه واقع ملموس بين أيدينا فقط علينا أن نفسح المجال للعقل والنظر إلى ذلك.. بدلاً من إهدار الوقت فى سماع بوم النخبة الذى يعانى مرض الافراط فى التنظير دون علم.. وتخمة النرجسية والجهل.. أو التبعية للخارج.. ويتجاهلون عن عمد ما كان قبل عشر سنوات.. وما هو موجود الآن من بناء وتنمية ونجاحات وإنجازات هى ليست مجرد أحاديث انشائية ولكننا نراها ونستفيد من ثمارها.
السؤال المهم وفى أتون الأزمة.. هل نحن نعانى مثل بعض الدول المتقدمة التى تتألم وتتوجع من قسوة المناخ والأجواء والصقيع والبرودة واضطرابات التدفئة.. فالناس تموت من العواصف الجوية والجبال الثلجية.. وتحاصرها مشاكل تهدد الحياة فى ظل اضطرابات فى إمدادات الطاقة.. وصعوبة الحصول على البترول والغاز وتداعيات وانعكاسات على الإنتاج وتوافر السلع الأساسية وعدم قدرة هذه الدول على مساعدة مواطنيها وهو الأمر الذى رفع معدلات الاحتجاجات والتظاهرات والاضرابات وباتت الحياة هناك لا تطاق.. رغم ان هذه الدول فى صدارة اقتصادات العالم.. أحدثك عن أوروبا.. ألمانيا وفرنسا وبريطانيا.. ولا أحدثك عن دول نامية أو فقيرة لديها مشاكل جمة وأزمات طاحنة.. تغير فيها شكل ومضمون الحياة فمن الوفرة والرفاهية إلى الندرة والنقص والعجز.. تتعانق مع هذه الظروف طبيعة قاسية ومناخ مؤلم.. ورغم ذلك لا نجد من ينظرون وينتقدون دون علم أو بيانات أو معلومات.. لماذا كل هذه
«الولولة» والنعيق ولطم الخدود وإشاعة الإحباط؟.. ولماذا يتجرأ كل جاهل لا يعرف ولا يعلم ان يبث سموم الأكاذيب والمعلومات المغلوطة؟.. فما أعلمه من فضائل يقول «من قال الله أعلم فقد أفتي».. ولا أدرى لماذا هذه «السوداوية» المقيتة؟.. رغم أن ما نعيشه من استقرار بالمفهوم الشامل وما بين أيدينا من نقاط قوة يجعلنا أكثر تفاؤلاً ويتطلب منا الاصطفاف والوعى بتأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية.. وامتلاك القدرة على عبورها.. وتجاوز تداعياتها بالعقل وتغيير الأولويات والصبر والمرونة..