سنن العمرة والطواف
سنن العمرة والطواف
بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى
مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
سنن العمرة
يُسنُّ الاغتسال عند دخول مكة:
وهذا باتِّفاق أهل العلم لحديث ابن عمر :
كان لا يَقدَم مكَّة إلاَّ بات بذي طُوى ، حتى يصبحَ ويغتسل ثم يدخل مكَّة نهارًا .
ويَذكُر عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه فعَلَه .
متفق عليه
سنن الطواف:
وهذا الطواف يشمل المعتمرَ أو الحاج والمعتمر سواء اعتمر عمرةً مفردة .
يعني : في أيِّ شهر من شهور السَّنة كمن يعتمر في رمضان مثلاً أو اعتمر عمرةَ تمتُّع وهي التي يأتي بها مع حجَّتِه بأن يعتمر في أشهر الحجِّ ويتبعها بحجَّة في نفس العام .
وكذلك هذا الطواف .
يسن أن يطوف مضطبعًا :
الاضطباع:
هو أن يجعلَ وسَط ردائه تحتَ عاتقِه وطرفَيْه على عاتقِه الأيسر .
لحديث يعلى بن أمية :
أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم طاف مضطبعًا وعليه بُرْد .
رواه أحمد أبو داود والترمذي
يسن أن يستلم الحجر الأسود :
لحديث جابر رضي الله عنه :
أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لَمَّا قَدِم مكة أتى الحجر فاستلمه .
رواه مسلم
كيفية استلام الحَجر الأسود :
استلام الحجر الأسود على أربعِ مراتب وكلُّ مرتبة أفضلُ من التي تليها وهي :
الأولى :
أن يستلَمه ويقبِّله .
الثانية :
أن يستلم الحَجر بيده ويُقبِّل يدَه وذلك إذا شقَّ عليه تقبيل الحجر .
الثالثة :
أن يستلمَ الحجر بشيء في يدِه كالعَصا مثلاً ويقبِّل هذا الشيء وذلك إذا شقَّ عليه الذي قبلها.
الرابعة :
أن يُشير إلى الحَجر بيده ولا يقبِّل يدَه وكلُّ هذه المراتب الأربع وردتْ في الصحيحَيْن أو أحدهما.
وتقبيل الحجر مسنونٌ بشرط ألاَّ يزاحم غيره فيرتكب إثمًا ؛ فترْك الإيذاء واجبٌ واستلام الحجر سُنة .
فلا يُترَك الواجب لفِعل سُنَّة .
فإذا كان يشقُّ عليه تقبيله ينتقل للمرتبة الثانية .
يسن الرمَل في الطواف :
الرَّمَل :
هو الإسراع في المشي مع تقارُب الخطوات .
• الرمل يكون في الأشواط الثلاثة الأولى فقط .
لحديث جابر في صِفة حجِّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم حيث قال :
حتى إذا أتينا البيت مع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم استلم الركن فرَمَل ثلاثًا ومشى أربعًا .
• الرمل يكون في طواف القُدوم والعمرة فقط .
فيُسن الرمل في الطواف للمعتمر في عمرته وللقارِن والمفرِد في طواف القدوم .
وأمَّا طواف الإفاضة فلا يُشْرع الرمل فيه .
فعن ابن عباس قال :
إنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لم يرمل في السبع الذي أفاض فيه .
رواه أبو داود
ولم يُنقل عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أنه رمل إلاَّ إذا قدِم مكة وكذلك الاضطباع لا يُسنُّ إلاَّ في طواف القدوم والعمرة .
• الرمل يكون من الحَجر الأسود إلى الحجر مرَّة أخرى .
لحديث ابن عمر :
رَمَل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من الحجر إلى الحجر ثلاثًا ومشى أربعًا .
رواه مسلم
ولا يُسنُّ الرمل للنِّساء وهذا بإجماع أهْل العلم .
يسن أن يستلم الركن اليماني :
ولكن دون تقبيل بل يستلمه بيده اليُمنى .
لحديث ابن عمر قال :
لم أرَ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم يستلِم من البيت إلاَّ الركنَين اليمانيِّين .
متفق عليه
فإذا شقَّ عليه استلامُ الركن اليماني فإنَّه لا يُشرع له أن يُشيرَ إليه كما يفعل بعضُ الناس لعدم الدليل على الإشارة للرُّكن اليماني .
وأمَّا الركنان الآخرانِ لجهة الشام فلا يُشْرع لهما تقبيلٌ ولا استلام .
يسن أن يقول بين الركنين اليمانيين الدعاء الوارد :
يُسنُّ أن يقول ما جاء في حديث عبدالله بن السائب قال:
سمعت النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يقول بين الركن والحجر :
ربَّنا آتنا في الدنيا حَسَنة وفي الآخرة حَسَنة وقِنَا عذاب النار .
رواه أحمد وأبو داود والنسائي
يسن صلاة الركعتين خلف المقام :
وفي هذه السنة عدة سنن :
يُسنُّ صلاة الركعتين خلف المقام لفعل النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كما في حديث جابر الطويل في صفة حجِّ النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم .
رواه مسلم
يُسنُّ إذا مرَّ بمقام إبراهيم أن يقرأ :
{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}
سورة البقرة
لحديث جابر الطويل في صحيح مسلِم وفيه:
حتى إذا أتيْنا البيت معه استلم الركن ، فرَمَل ثلاثًا ثم مشى أربعًا ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام وقرأ :
{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}
سورة البقرة
فجعل المقام بينه وبين البيت .
يُسنُّ أن يجعلها خلفَ المقام :
لحديث جابر السابق وفيه :
فجعل المقامَ بينه وبين البيت .
يُسنُّ أن يقرأ في الركعة الأولى :
{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}
وفي الركعة الثانية :
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}
لحديث جابر عند مسلم .
ويجوز صلاة الركعتَين في أي مكان في الحَرَم إلاَّ أنَّ الأفضل خلف مقام إبراهيم .
يُسنُّ استلام الحجر الأسود بعد الركعتين خلف المقام :
لحديث جابر عند مسلم وفيه :
ثم رجع إلى الرُّكن فاستلمه .