أحمد عبد الصبور : في تاريخ السينما المصرية العديد من الأفلام التي وثقت لوقائع أحداث ثورة يوليو 1952 م

صمؤيل نبيل

 

إستضافت قناة ” النيل الثقافية ” في برنامج ” واحة الفنون ” الناقد والمؤرخ الفني ” أحمد عبد الصبور ” مع الإعلامي ” حسن الشاذلي ” ، وحلقة عن ذكرى ثورة يوليو 1952 م والأفلام السينمائية التي رصدت الثورة .

 

 

وقد تحدث الناقد والمؤرخ الفني ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :

 

في تاريخ السينما المصرية العديد من الأفلام التي مهدت و وثقت لوقائع وظروف وأحداث ثورة يوليو 1952 م ، تناولت تلك الأفلام الحدث التاريخي بأفكار وأشكال مختلفة ومن جوانب عدة ، فمنها من تناول الظروف التي سبقت إندلاعها ، والتي أظهرت الوضع الإجتماعي المختل والتفاوت بين الشعب والأسرة الحاكمة والأمراء ، مما إنعكس على كل أوجه الحياة ، ومنها من تناول الوضع السياسي للدولة الملكية وحقبتها والفساد الذي أدى للهزيمة فى حرب 1948 م ، وصفقة إستيراد الأسلحة الفاسدة ، كما تناولت بعض تلك الأفلام أداء أجهزة الدولة المصرية قبل إندلاع الثورة ، والبعض الآخر تناول أحداث الثورة من خلال سرد سيرة أحد أبطالها ، وضع الأمراء بعد الثورة ولحظات فارقة لمحاولات إنهاء الطبقية في المجتمع … لكن ستبقى العلاقة بين السينما وثورة يوليو شائكة ومتمردة وملهمة … وهو ما قد يطرح سؤالاً إلى أي مدى أثر كل طرف على الآخر ؟ وهل كانت مجرد سينما للثورة أم تبعها ثورة سينما ؟

 

وأضاف ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :

ستبقى البادرة الأولى المتكاملة عن ثورة يوليو التي نحتفل هذه الأيام بعيد ميلادها الثماني والستين لفيلم « الله معنا » ، فهو الأكثر مباشرة حول هذه الثورة ، على الرغم من أن أفلاماً كثيرة تم إنتاجها حول الموضوع نفسه ، والفيلم تتعرض قصته لمأساة الأسلحة الفاسدة التي أستشهد بسببها كثيرون من خيرة ضباط الجيش وجنوده ، وكانت وصمة لهؤلاء الطغاة المستهترين ، وخيانة منهم في حق مصر .

المخرج ” أحمد بدرخان ” وضع جميع إمكانات ستوديو مصر لصناعة هذا الفيلم ، ليجند الفن في خدمة الثورة المباركة حيث تم تأليفه ، وتجهيزه ، وتصويره في فترة قصيرة ، ليساند الحدث الذي شهدته مصر ، كما أن مؤلفه ” إحسان عبد القدوس ” الذي بدا كأنه يعبر عن تجربته الخاصة ، من خلال شخصية الصحفي الذي جسده ” شكري سرحان ” ، حيث تحدث في مقال كتبه ” رشاد كامل ” في مجلة صباح الخير يوم 26 يناير 2010 م ، تحت عنوان ” إحسان عبد القدوس ” يتذكر : « أنا .. والسينما » ليفسر ما حدث لهذا الفيلم حيث قال ” إحسان عبد القدوس ” : « كنا في العام الأول من الثورة ، وطلب مني أن أصور قصة الثورة في فيلم سينمائي ، وكتبت القصة … قصة الضباط الأحرار والأسلحة الفاسدة والملك ” فاروق ” والأحزاب القديمة ، والصحافة والشعب … وكنت مؤمناً أن الناس في حاجة إلى رؤية كل هذا في قصة ، وأن أسرع طريق وأقربه إلى الناس لتقديم هذه القصة هو العمل السينمائي … وسهرت ليالٍ أكتب وأنا أحاول أن أكون سينمائياً … وبذل ستوديو مصر جهداً كبيراً حتى أصبحت القصة معدة للعرض السينمائي في مدة قصيرة ، ولكن … « كانت الثورة أيامها تجتاز مرحلة التنظيم ، والإستقرار الداخلي ، وقد تعرضت هذه المرحلة بكثير من الإشاعات والدسائس ، وكل هذا شمل فيلم « الله معنا » ، وأحاطه بالكثير من الإشاعات كدت أنا شخصياً أروح ضحيتها مما أدى إلى أن يبقى الفيلم مختبئاً داخل العلب نحو ثلاث سنوات ، ومما أدى إلى أن الرئيس ” السادات ” تردد بنفسه عدة مرات على ستوديو مصر ليشاهد الفيلم في عرض خاص ساعياً إلى إطلاق حريته وعرضه على الجمهور إلى أن كنت يوماً مع المغفور له الزعيم الخالد ” جمال عبد الناصر ” ، وجاءت سيرة « الله معنا » خلال الحديث ، فقرر أن يراه بنفسه ، ودعاني إلى مبنى الإستراحة التي كان يقضي فيها أيام راحته في القناطر الخيرية ، وهناك عرض الفيلم على الرئيس وأنا معه … ودهش بعد أن شاهد الفيلم من كذب الأسباب التي كانت تتردد والتي أدت إلى وقف عرضه ، وأمر بعرضه فعلاً … وحضر بنفسه الفيلم في سينما ريفولي ، وربما كان هذا أول فيلم يحضره ” جمال عبد الناصر ” ، وبصفته الرسمية ، حفل إفتتاح عرضه ، وكانت هذه أول قصة سينمائية أكتبها وتعرض على الشاشة ! » .

شخصيات الفيلم جسدت أدواره بواقعية فإلى جوار ” فاتن حمامة ” ، بطلة الفيلم ، هناك ” شكري سرحان إبن التاجر الثري الذي يتاجر في السلاح … و ” ذكي طليمات ” و ” حسين رياض ” الذي قام بدور ” زكور ” ، أو ” محمود المليجي ” الذي يقوم بدور تاجر السلاح الفاسد الذي تم توريده إلى الجيش في حرب فلسطين عام 1948 م ، و ” عماد حمدي ” « الضابط » .

الفيلم عرض للجماهير بعد خمسة أشهر من إبعاد ” محمد نجيب ” عن الرئاسة وتولي ” جمال عبد الناصر ” مقاليد الحكم .

 

 

وأشار ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :

الفيلم الآخر الذي غاص في مشاعر العهد الجديد هو « رد قلبي » ، الذي عرض في نهاية عام 1957 م ، عن رواية نشرها ” يوسف السباعي ” عام 1954 م ، أي قبل أن تنتهي أزمة الصراع على السلطة بين ” جمال عبد الناصر ” و ” محمد نجيب ” لصالح الأول ، وفي النص الأدبي ، فإن ” يوسف السباعي ” ، الضابط ، وزميل السلاح للضباط الأحرار ، قد إعترف أن ” محمد نجيب ” هو أول رئيس للثورة ، وأنه موجود ضمن أحداث الرواية ، لكن الضابط الآخر ” عز الدين ذو الفقار ” ، الذي كتب السيناريو لفيلم « رد قلبي » قام بتغيير خط الرواية ، وحذف وجود ” محمد نجيب ” من الثورة ، وذلك عندما تم تحويل الرواية إلى فيلم ضخم أنتجته آسيا ، فهو مصور بالألوان ــ سكوب ، ومدة عرضه على الشاشة وصلت إلى مائة وخمسين دقيقة ، ويعد من أهم الأفلام التى تناولت معاناة الشعب المصرى قبل ثورة يوليو ، وذلك من خلال قصة حب الأميرة « إنجي »، إبنة الباشا ، وإبن الفلاح البسيط « علي » الذي يصبح ضابطاً في الجيش ، وتمر الأيام حتى تندلع الثورة وتصادر الدولة أملاك أسرة ” إنجي ” ، ويكون « علي » على رأس لجنة مصادرة تلك الأملاك .

فالفيلمان يتحدثان عن الضباط الأحرار ، وعن الثورة ، وأيضاً عن قضية فلسطين ، وهناك أسماء مشتركة ظهرت في الفيلمين مثل ” شكري سرحان ” ، ” حسين رياض ” ، ” عدلي كاسب ” ، ” أحمد علام ” ، وشارك في بطولة هذا الفيلم ضابطاً من سلاح الفرسان هو ” أحمد مظهر ” .

 

 

وأوضح ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :

لكن يبقى السؤال الحائر مطروحاً هل قدمت سينما الثورة التي شاهدها الناس بإعجاب ملحوظ منذ الخمسينيات وما تلاها الحقائق كاملة أم ينقصها أشياء ؟ ، حيث يمكننا أن نراها اليوم بشكل مختلف ، حين عرض فيلم « غروب وشروق »، لـ ” كمال الشيخ ” قبل رحيل ” جمال عبد الناصر ” بستة أشهر ، نجد أن ” كمال الشيخ ” عرض الفيلم في 30 أغسطس 1971 م عن رواية حول الثورة لـ ” إحسان عبد القدوس ” ، وكتب لها السيناريو ” رأفت الميهي ” ، فإنه حذف من جديد ما يخص الثورة في الفيلم ، وبعد أن إنتهى عصري ” جمال عبد الناصر ” و ” أنور السادات ” ، صار يمكن على السينما أن تعيد وضع ” محمد نجيب ” في إطار الصورة المتكاملة للضباط الأحرار ، وذلك ما حدث مثلاً في فيلم من أفلام السيرة الذاتية وهو « جمال عبد الناصر » الذي أخرجه السوري ” أنور قوادري ” في عام 1997 م ، وفيه يظهر جميع الضباط الأحرار بمثابة شخصيات ثانوية إلى جوار كل من ” جمال عبد الناصر ” و ” محمد أنور السادات ” .

 

 

وأضاف ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :

كما يعتبر فيلم « القاهرة 30 » من أهم الأفلام التي ناقشت الظروف التي مهدت لقيام الثورة ، خاصة بعد إنتشار الفساد ، والفيلم من إخراج ” صلاح أبو سيف ” ، وقصة ” نجيب محفوظ ” ، ومن بطولة : ” سعاد حسني ” ، و ” أحمد مظهر ” ، و ” عبد المنعم إبراهيم ” ، و ” حمدي أحمد ” ، و ” عبد العزيز مكيوي ” ، و ” توفيق الدقن ” .

قدم الفيلم ثلاثة أصدقاء من طلبة الجامعة يعيشون في منزل واحد ، ” علي طه ” ، شاب مثقف يحلم بثورة تقضي على الفساد والظلم ، و ” أحمد بدير ” ، شاب لا يهتم بشيء يعمل فىي إحدى الصحف ، و ” محجوب عبد الدايم ” ، أفقرهم ويعيش متسلقاً للوصول إلى هدفه ، وتناول الفيلم أسلوب « محجوب عبد الدايم » في التكيف مع المجتمع الفاسد حتى لا يموت جوعاً ، وفي الوقت نفسه يستمر ” علي طه ” في نضاله الثوري من خلال الناس مبشراً بفجر جديد .

 

وأكد ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :

مع مرور الواقع وما إن رسخت ثورة يوليو على المستوى السياسي ، والإجتماعي تولدت حالة من الثورة في موضوعات السينما ، وطورت أفكارها ، بل صار التمرد ، والثورة بمثابة « موضة » ، تفخر بها السينما في موضوعاتها ، حتى وإن لم يكن الفيلم عن الثورة ، وقد كانت البداية ، حين عرض فيلم « مصطفى كامل » لـ ” أحمد بدرخان ” في 14 ديسمبر 1952 م ، والذي قيل إنه قد منع عرضه قبل الثورة ، وهو فيلم عن واحد من أبرز المتمردين في مصر في بداية القرن الماضي ، ثوري سياسي ، وقد مزج السيناريو بين نشاط ” مصطفى كامل ” ، وبين ثورة 1919 م ، أي أنه فيلم عن ثورة ، وثائر ، على الرغم من أن ” مصطفى كامل ” لم يعش أحداث ثورة 1919 م فإن الفيلم عمل مزيجاً من خلال الأستاذ الذي يقوم بالتدريس لتلاميذه ، ويرى أن أحد التلاميذ صورة جديدة من تلميذه القديم ” مصطفى كامل ” ، ثم تعود الأحداث إلى الوراء ، لنرى مسيرة الزعيم الثوري … وفي الفترة نفسها أيضاً عرض فيلم « يسقط الإستعمار » ، لـ ” حسين صدقي ” ، وهو أيضاً مكتوب ، وتم إنجازه قبل الثورة ، وعرض في 1 ديسمبر 1952 م .

 

 

وأشار ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :

ومع بداية عام 1953 م ، بدأت السينما تتعامل مع الثورة بكل أشكالها ، وصار موضوع الثورة بارزاً في عشرات الأفلام ، حتى وإن لم تشر إلى يوليو ، ولعل فيلم « حكم قراقوش » الذي عرض في 30 إبريل من هذا العام دليلاً على ما شهدته السينما من تحول للإهتمام بالوقوف ضد الحاكم وإسقاطه ، فهذا الحاكم التاريخي المعروف بطغيانه ، يمارس سلطاته ضد الشعب ، ويفرض قوته على الناس ويدخل معارضيه السجون ، كما أنه يسعى إلى إستمالة قلب فتاة من الشعب ، تعترض على الإرتباط به ، فهي تقف ضده كظالم ، وتحب شاباً آخر … ويسعى الحاكم هنا إلى إستمالة قلب الفتاة ، فيقوم بتعيين أبيها رئيساً للوزراء … وعلى الرغم من ذلك فإن الفتاة لا تغير موقفها ، أما الأب فإنه يستفيد من وظيفته فيقف إلى جوار الشعب ، مما يجعل الناس يحبونه ، ويوغل هذا مشاعر الحقد في قلب ” قراقوش ” ، ليقوم بسجن رئيس وزرائه ، مع إبنته ، وهنا يثور الجيش ضد الطاغية ، ويتم إخراج رئيس الوزراء من السجن ، ويتولى الثائر مقاليد الحكم بعد إسقاط ” قراقوش ” … ” فطين عبد الوهاب ” مخرج الفيلم وجه التاريخ لمناصرة المرحلة الثورية الجديدة التي ولدت مع يوليو 1952 م ، أي أنه على الشعب أن يثور ضد الحاكم ويسقط مثلما فعل الضباط الأحرار … الثورة في هذا الفيلم الذي أنتج عام 1953 م ، تمت في إطار تاريخي ، وقد سقط الحاكم في الفيلم ، مثلما سقط ” فاروق ” في الواقع ، في الوقت الذي ظهرت فيه أفلام أخرى تقدم وجبة وطنية تتفق مع أهداف ورؤية الثورة ، مثل موضوع هزيمة الجيوش العربية في فلسطين بسبب الأسلحة الفاسدة ، وذلك في فيلم « أرض الأبطال » لنيازي مصطفى عام 1953 م أيضاً ، فالإبن الذي أصيب في الحرب هنا يكتشف أن أباه هو السبب في الإصابة ، وأنه يتاجر في الأسلحة الفاسدة ، ويعظم الفيلم مسألة الأسلحة الفاسدة التي أكد الضباط الأحرار أنها سبب الهزيمة في فلسطين ، وفيما بعد بدأت السينما تنتج أفلاماً لمناصرة منجزات الثورة ، خاصة موضوع الإصلاح الزراعي ، وتحديد الملكية الزراعية وتوزيع الأرض على الفلاحين ، حيث رأينا فيلم « الأرض الطيبة » من إخراج ” محمود ذو الفقار ” ، عام 1954 م ، وقد كتب السيناريو والحوار ” يوسف جوهر ” ، الذي قام بنفسه بإنتاج وتأليف فيلم « أرضنا الخضراء » من إخراج ” أحمد ضياء الدين ” عام 1956 م ، ففي الفيلم الأول قامت الفتاة الريفية بتوزيع جزء كبير من أرضها التي ورثتها على الفلاحين ، أما الفيلم الثاني فهو عن إقطاعي يحاول إنتزاع الأرض من أهالي العزبة ، إلا أن أحد الفلاحين يقف ضده ، وينقذ أرض الأهالي بأن يدفع له المبلغ الذي كان قد إدخره لفك رهن فدادينه … إذاً فنحن في أحداث ضد الإقطاع ، وأطماعه ، ويبدو الإقطاعي هنا طامعاً في الأرض والنساء وإنتزاع الملكيات ، بينما يقدس الفيلم ملكية الأرض ، وعدم التخلي عنها … فيلم ” صراع في الوادي ” وكم من أفلام عزفت على مسألة أن مالك الأرض الزراعية كائن شرير ، يطمع في الأرض ، ويمارس المؤامرات ، مثلما رأينا في فيلم « صراع في الوادي » لـ ” يوسف شاهين ” عام 1954 م ، وهي موضوعات لم تكن السينما تناقشها قبل الثورة .

 

 

وأوضح ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :

كانت الثورة تلوح في الأفق من خلال أفلام عديدة ، مأخوذة عن نصوص أدبية ، وكما قام كتاب السيناريو بإضافة أحداث وطنية مرتبطة بالمقاومة وثورة يوليو ، مثلما حدث في فيلم « أنا حرة » لـ ” صلاح أبو سيف ” ، حيث إن الرواية ليست بها إشارة إلى أن الذي ربط بين ” أمينة ” ، والصحفي هو النضال الوطني لتوعية الناس … وقد ركز الفيلم الذي كتبه ” نجيب محفوظ ” على أن البطلين صارا من الثوار ، والمعارضين للملكية ، وجعل عقد القران الذي تم بين الإثنين في الثاني والعشرين من يوليو 1952 م بمثابة إنتظار ليوم جديد مليء بالإشراق ، كما أن فيلم « في بيتنا رجل » لـ ” هنري بركات ” المأخوذ عن ” إحسان عبد القدوس ” أيضاً ، قد ساند الثورة ، من خلال مجموعة الشباب المناضلين ، الذين خططوا لقتل أحد الوزراء الذين كانوا عملاء للإنجليز ، وكشف الفيلم أن الثورة لم تقم من فراغ ، بل كانت بدايتها هؤلاء الشباب الذين شاركوا أيضاً في عمليات فدائية تفجيرية ضد منشآت الإنجليز ، وقد صار هذا الموضوع بمثابة موضة في سينما الستينيات ، مثلما رأينا في فيلم « الباب المفتوح » لـ ” هنري بركات ” أيضاً ، وفيلم « لا وقت للحب » لـ ” صلاح أبو سيف ” ، وهي أفلام مأخوذة عن نصوص أدبية ، لكتاب عرفوا بمساعدة الثورة .

 

كما أن أهداف الثورة ، أخذت صياغة جديدة من خلال أفلام تم إنتاجها في الستينيات ، ومنها على سبيل المثال تقديس قيمة « العمل » ، وهو الأمر الذي عزفت عليه الثورة في تلك المرحلة ، وهي أعمال مأخوذة كذلك عن نصوص أدبية مثل : « النظارة السوداء » ، و « الأيدي الناعمة » لـ ” محمود ذو الفقار ” .

 

 

وإختتم ” أحمد عبد الصبور ” قائلاً :

ساندت ثورة يوليو الكثير من الثورات العربية في الواقع ، أما السينما ، فإنها ذهبت إلى ثورة الجزائر من خلال « جميلة » لـ ” يوسف شاهين ” عام 1958 م ، وساندت ثورة « اليمن » لتقدم فيلماً بنفس الإسم أخرجه ” عاطف سالم ” عام 1966 م ، مأخوذ عن رواية لـ ” صالح مرسي ” ، وقد كان يمكن للثورة أن تستمر في أن تجد دعماً أكثر من السينما ، لولا هزيمة 1967 م ، حيث تغيرت المفاهيم بشكل ما ، وأعطى ذلك فرصة لإنتقاد الثورة ، وكانت الفترة من 1966 إلى 1967 هي التي شهدت أكبر عدد من الافلام التي تناصر الثورة ومنجزاتها وأهدافها في أفلام مثل : « سيد درويش » و « نادية » لـ ” أحمد بدرخان ” ، و« إضراب الشحاتين » لـ ” حسن الإمام ” ، و « من أحب » لـ ” ماجدة ” ، وكان فيلم « غروب وشروق » وهو آخر فيلم يناصر الثورة ضد النظام الأسبق عليه ، وقد عرض في مارس 1970 م ، وقام ببطولته ” رشدي أباظة ” ، و ” سعاد حسني ” ، و ” محمود المليجي ” وتناولت أحداثه رئيس البوليس السياسي ، ” عزمي باشا ” ، الذي يطمئن بعد إنتهاء حريق القاهرة في يناير 1952 وعودة الوضع تحت السيطرة ، فيما تقوم إبنته الوحيدة التي تعيش معه بخيانة زوجها مع أحد أصدقائه ، دون علمها ، فيقتله ” عزمي باشا ” ، خوفاً من الفضيحة ، ويزوج إبنته لصديق زوجها الذي يتم تجنيده داخل القصر ، لكشف بعض الوثائق السرية … وتسليمها للتنظيم الوطني ، ثم ينتهي الأمر بإستقالة رئيس البوليس السياسي ، بناء على طلب السرايا .

 

لمشاهدة الحلقة :

أحمد عبد الصبور
أحمد عبد الصبور

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.