إنها وسائد الخريف الحزين.
التي لا ينام عليها إلا ذلك المسكين.
الذي أودى به العشق في تشرين.
وما زال يعاند الدمع وقت ما كان
لا يقاوم الحنين.
وفي تلك الليالي التي باتت لا تقبل
أن تمر بذلك اليقين.
الذي قد أفصحت عنه حقيقة تلك
التي أوهمته بأنهما روحاً واحدة ً
حينها لا روحين.
وها هو يعاني الآن من عذاب ٍ قد
أذاقه ُ الأمرين.
فلا هو كان يستطيع أن يبكي ولا
قد يضحك على حظه ِ اللعين.
لتتمادى هي الحالة به فيصبح على
أمره ِ من غير الصابرين.
وتمر به حالة غريبة من الغربة التي
جعلته ُ قد لا يثق الآن حتى بالمقربين.
ولا يساهم في أي صورة ٍ قد تجعله ُ
يتعايش مع ذلك الوضع الذي بات هو
الآخر لا يرغب بتخطي حالة هؤلاء
الساهرين.
فقد غلب الآن على أمره ِ وما عاد يحتمل
هذا الوضع الذي قد تجاوز وقته ُ الآن حالة
البائسين.
فمن ربيع ٍ كانت به أيامه ُ إلى خريف
الأيام التي ساقته ُ إلى قدر التعاسة التي
أصبحت في ترنيمة المعذبين.
هؤلاء الذين قد أسُقطت خياراتهم ولا شيء
في أيامهم سوى ذكريات ولم يكن لهم فيها
من معين.
فتراكمت كل الأحزان على قلوبهم وما عاد الفرح
قد يطرق بابهم بأي حالة ٍ فهكذا هو حال لربما
الخاسرين
…