دورة حياة الشخص الخائن النرجسي
مسلسل مفترق طرق؛ قصه واقعية تحدث لكثير من الأشخاص، سواء رجال أو سيدات، الدخول فى علاقه مع شخص انانى، خائن لا يرى غير نفسه، وعندما يكون هذا الشخص نرجسي فيكون الموقف أصعب بكثير!
دراما واقعية لزوج شعر بالملل من حياته الزوجية مع زوجته التي افنت حياتها لسعادته، لا يجد فيها خطأ، لكنه مل من الحياة المثاليه التى يتمناها غيره ولكن نستطيع ان نطلق عليه مسمى (التذمر على النعمة او آلفة النعمة).
خان زوجته التى تحبه والتى كانت تثق فيه ثقة عمياء، وعند إكتشاف الخيانة كان رده.. (حبيت اجرب اخرج عن المألوف والحياة المثالية لأنى زهقت انى عمرى ما غلطت)..عايز يجرب يغلط!
الزوجه (هند صبرى) تركت شغلها فى المحاماة بعد التخرج؛ كى تبنى اسرة سعيدة ولم تكن تتوقع مجئ يوم تحتاج دخل خاص بها واستقلال مادى!
وحدث ان الزوج التي تحسده عليها الكثيرات والذي يحب زوجته؛ مل من الحياة السعيده ويريد تجربة مثيره وإن كانت في الوحل، وتمادى فى الغوص أكثر وأكثر بداخل الوحل وتمادى كذلك فى مخالفات جسيمه في عمله حتي تم القبض عليه وفُضح، وهنا تفاجأت الزوجه بالزوج المثالى كما كانت تعتقد، وشعرت بأن الحياة البراقه الفارهه؛ ماهي إلا وهم وانها لا تستطيع قبول الخيانة!
لجأت للعمل مع زميل دراسة سابق في مكتبه، واكتشفت انه كان يحبها منذ سنوات الجامعة ولم يستطع أن يُفصح لها عن مشاعره كونها تزوجت من استاذها في الجامعة.
قاومت مشاعرها التي شعرت بها تجاهه، وتعاملت بإتزان كونها تشعر بمسؤليه تجاه أبنائها، اثبتت نفسها في فترة قصيره داخل عملها، وكان الزوج يراقبها من محبسه ويعلم بحب زميلها لها!
ولأنها تتمتع بالأصل الطيب والإحترام؛ فقد وقفت بجوار زوجها الخائن وصانت الآمانه وحفظت نفسها، حتي خرج الزوج من محبسه وتمت تبرئته ببعض الحيل ومعاونة الفاسدين رغم المخالفات التي ارتكبها والشبهات التي تدور من حوله.
شعرت إنها فعلت ما بوسعها وحان وقت طلب الإنفصال، ولكن الزوج (الخائن النرجسي) لا يحب أن يتركه احد ولا ان يحصل غيره علي ما يخصه؛ فخطط ودبر الحيل الغير مشروعه واستخدم الأولاد كورقة ضغط عليها؛ حتي يضمن بقائها معه كزوجة ونسج حولها خيوط العنكبوت التي تضمن إستمرارها، اعتذر واحق نفسه لها واوهمها بندمه وطلب منها مسامحته عما سبق منه واخبرها بمسامحته لها كذلك عن مشاعرها التي تحركت لزميلها، وبدأ المساومة مع إحكام حصار الشبكة حول منها، استخدم كل الاسلحه ضدها، شوه صورتها واشاع عنها الخيانه؛ لكي يضمن وجودها معه، وتحت ضغط الأمومة والشائعات؛ لم يترك لها أي خيار آخر، غير إنها تبقي معه وتستمر كزوجة له!
نجحت خطة زوجها الخائن، ولكن لأن الكذب يجب أن يأتي وقت وينكشف؛ فلقد عرفت بخطته وأنه من شوه سمعتها وهو من نشر الشائعات عن أم أولاده كي يصل الي أهدافه ولم يبالي بسمعة أولاده مستقبلاً كونها امهم!
عندها بدأت الزوجه تتراجع عن قرارها بالبقاء معه، وشعرت بأحقيتها في الإنفصال اياً كانت النتائج، فقدت إحساس الثقه والآمان والإحترام تماماً لزوجها.
بدأ زوجها بفرض حصار جديد عليها وأصبح أكثر جرأه وتبجح في موقفه، وكذلك الأولاد استمروا في الضغط عليها لتبقي، فرضخت من جديد لتلك القيود، وقررت الإستمرار والتغاضي والتغافل عما حدث من اجل نفسية ابنائها وغلبت مشاعر الامومة علي مشاعرها الخاصه وبدأت تتكيف مع الوضع المفروض عليها، حتي علمت بخيانته لها مع ابنة خالتها!!
لم يفرق معه صدماتها المتتاليه فيه ولا محاولاتها للتجاوز عما فعل وعما اكتشفته عن قذارة زوجها ولا كيف ستراه هي ولا فرق عنده في مشاعر أولاده ولا والدته، هو لا يعرف عن المشاعر أي شئ ولا يبالي بالآخرين ولا يضع سوي رغباته ومصلحته في الإعتبار والآخرين هم مجرد أدوات يستخدمها لصالحه وإن كانوا أمه وزوجته واولاده، فالنرجسي اناني وخائن ولا يري غير نفسه، والجميع من حوله تحصيل حاصل!!
الزوجه العاقلة :
لا تتهاون في الحدود وتصون كرامتها، ترسم الحدود المتوازنه لكل من حولها، حتي مع شريك حياتها؛ لأنها تشعر بقيمتها ومتصالحه مع نفسها وتعلم ماتريده من شريكها حتي تستقيم بينهم الحياة، وتحصل علي علاقه صحيه وبيئه سليمه لتنشئة الأبناء.
ابنى نفسك وكونى شخص مستقل ماديًا، زوجك غير مسؤل عن تحقيق أهدافك، لا تضعي أحلامك في فم غيرك، اسعي بنفسك لتحقيقها.
إستقلالك لا يعنى اهانه للزوج، إستقلالك آمانك من تغير الأيام وتحول الزمن وتغير المشاعر.
الحب مش كلام معسول:
الحب آمان نفسي وسند معنوي ودعم حياتي يقدمه الزوج الناضج المتزن الذي يعي مفهوم الحب الحقيقي، من يحبك يدعمك ويساعدك ان تكونى ذاتك فى عملك وفى حياتك وفى علاقاتك، ولا يسعي لجعلك مجرد تابع له.
العشره فاضحة العلاقات:
العلاقات الزوجية السوية تتضح بالعشره الطيبه والمواقف الحياتيه، المشاعر الصاخبه أثناء فترة الإرتباط والخطوبه، تنتهى مع انتهاء حماس البدايات إذا كانت مزيفه!
التغافل مهم فى الزواج:
لكن التغافل عن الإهانة يجعل من الآخر شخص شديد الوقاحه فى المواقف التي تحتاج إلي مواجهه وحدود صحيه واضحه حتى لا تتكرر.
الزواج قائم على مسؤلية مشتركة:
الزواج شراكه وليست مسؤلية طرف واحد، مسؤلية استمرار العلاقة تحتاج زوج وزوجة متصالحين مع فكرة الإختلاف، وكيف نحل تلك الخلافات دون أن ينتصر أحدهم علي الآخر، فهي ليست حرب ولكنها مصلحه مشتركه هي من نغلبها علي كل شئ.
الزواج يحتاج مرونه وليس تهاون فى الخطأ وشتان بين الاتنين، مرونه نعبر فوق الخلافات التي يمكن أن نتجاوزها، لكي تسير مركبنا بسلام وإستقرار، لكن التهاون فى الخطأ يخلق مشاحنات وتراكمات قد تصل للإنتقام على المدى البعيد نتيجه الإحتراق النفسى، ويصبح الأبناء الذين نتحمل من أجلهم ضحايا نتيجة المشاحنات والتوتر فى المنزل، هنا نكون قد وصلنا لنقطه اخطر بكثير وهي (تدمير نفسية الأبناء) وليس البقاء معاً لصالحهم!
اتحمل واتغاضي عندما يكون الطرف المخطئ يبادر بالإصلاح، ويحاول التغيير بالفعل ويقوم بتعديل سلوكه، وليس مجرد كلام ووعود.
ابنى حياة لنفسك، لا تجعل الشريك والاولاد يكونوا هم محور الحياة فقط، ولا أقصد بكلامي عدم القيام بمجهود لراحتهم، ولكن اعمل توازن في العلاقه بجميع اطرافها، اهتم بنفسك، بسلامك الداخلى، بكيانك وذاتك وشغلك، حياة فيها علاقات سوية فيها أطراف آخرى، تخرج بيها من ذاتك، لأن ده هيساعدك تكون شخصيه متصالحة مع نفسك، وليس شخصيه تبذل وتضحى وتبكى من عدم التقدير وتبقى منتظرة رد الجميل!
في النهايه شابوه حقيقى لمسلسل (مفترق طرق)، دراما تُصلح من الأفكار المغلوطه فى العلاقات.
نيفين منصور
اخصائى نفسي