ما ينطقه اللسان لا يستقر في القلب!
معاناة وشقاء كلًا منا في الحياة؛ يأتي من البعد المعنوي عن المولى عز وجل، ما ينطقه اللسان لا يستقر في القلب، نؤدي العبادات بدون إستشعار لذتها، نتوجه بالدعاء لله بدون يقين، ندعي الصبر على البلاء ولكن بدون رضي حقيقي عن قضاء الله وقدره فينا واستسلام لمشيئته سبحانه.
من هنا يأتي شعور التعاسه، إن تصرفاتنا لا تطابق مانشعر به من الداخل!
لم يُخلق الإنسان ليشقي والدليل الآيه الكريمه:
قال تعالي: ” طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقي”
استند البشر في الإستسلام للهم والغم على ما اعتقدناه جميعًا لسنوات طوال؛ بأن الحياة دار شقاء وبلاء، وان الإنسان فيها لا يُفترض به أن يكون سعيدا، وهو ما روج لنا طوال أعوام من خلال التفسير الخاطئ لمعني الآيه في قوله تعالى: “لقد خلقنا الإنسان في كبد” وفهم المعنى المقصود بشكل مخالف للمعني اللغوي، و(الكبد) في معجم اللغة العربيه تعني الاستواء والاستقامة وليس المشقة والعناء!
اعبدوا الله كما يحب تلك هي السعاده، عندها يُصبح كل شئ آخر هين ويسير على النفس، عندما تتخذ علاقتك برب العالمين الشكل السليم.
“رضي الله عنهم ورضوا عنه”
هذه الآية تتكون من شقين:
الشق الأول: هو رضى الله عن العبد، وهذا هو ما نسعى له جميعاً.
الشق الثاني: هو الشق الأصعب وهو قول الله تعالى: “ورضوا عنه” ..هل تعرف ما معنى أن تكون راضٍ عن ربك؟
الرضا عن الله هو التسليم والتقبل بكل ما قسمه الله لك، إذا أصابك بلاء امتلأ قلبك باليقين في حكمته وأن ربك أراد بك خيرًا بهذا الإبتلاء، أن تتوقف عن الشكوى للبشر والتذمر من أقدار الله، وتفوض أمرك لله وتبث له وحده شكواك، أن ترض عن ربك إذا أعطاك وإذا منعك وإذا أغناك وإذا أخذ منك، وإذا كنت في صحة وإذا مرضت، أن ترضى عن ربك في كل أحوالك، وأن تشكر عن كل ما أصابك من خير وتحتسب عند الضر، وأن تؤمن بأن الأمر من قبل ومن بعد بيده سبحانه.
رزقنا وإياكم نعيم وسعادة الدنيا في القرب من المولى عز وجل وجعلنا ممن “رضي الله عنهم ورضوا عنه”.
دعاء خطاب