أزمة فتوى حرمانية إرتداء الرجال للون الأحمر تشتعل بالكوميديا .. الداعية طلع زملكاوى
أزمة فتوى حرمانية إرتداء الرجال للون الأحمر تشتعل بالكوميديا .. الداعية طلع زملكاوى
أزمة فتوى حرمانية إرتداء الرجال للون الأحمر تشتعل وتثير حالة من الجدل وتوالت ردود الأفعال نحوها وتحول الأمر لتعليقات فكاهية.
كتبت / أميرة شيحة
حالة الجدل اثارها الداعية ا الإسلامي الكويتي، عثمان الخميس، بشأن ارتداء الرجال للون الأحمر. جاءت تصريحاته في سياق النقاش حول العادات والأعراف المتعلقة بملابس الرجال في الإسلام، وقد تسببت تلك التصريحات في ردود فعل متباينة.
تصريح عثمان الخميس حول اللون الأحمر

خلال إحدى خطب الجمعة، أوضح عثمان الخميس أن ارتداء الرجال للون الأحمر ليس من العادات المستحبة في الإسلام، وأكد أن هذا اللون يرتبط تقليديًا بالنساء. استند الخميس في تصريحاته إلى بعض الأحاديث النبوية التي تشير إلى أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لم يكن يفضل اللون الأحمر للرجال، معتبرًا أن هذا الأمر يتناقض مع الفطرة السليمة للرجال.
الاستناد إلى الأدلة الدينية
استند عثمان الخميس في رأيه إلى بعض الروايات التي تم تداولها بين علماء المسلمين حول الألوان التي كانت تستخدم في العهد النبوي، حيث أكد أن الأحاديث تُشير إلى أن النبي محمد لم يكن يرتدي اللون الأحمر الخالص. ويستند في ذلك إلى حديث يُنسب للنبي (صلى الله عليه وسلم): “نهى عن لبس المعصفر”، والمعصفر هو نوع من القماش المصبوغ بالأحمر.
ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي
عقب تصريحات عثمان الخميس، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي حالة من النقاشات والانتقادات. البعض دافع عن رأيه معتبرين أنه يستند إلى تعاليم الدين ويعكس التراث الإسلامي، فيما اعتبر البعض الآخر أن هذا الرأي ليس ملزمًا، حيث أن اللون الأحمر هو مجرد لون ولا يرتبط بالرجولة أو الأنوثة.
الدعم لعثمان الخميس
أنصار الداعية عثمان الخميس دافعوا عن موقفه قائلين إن التصريحات تعكس الرؤية التقليدية للإسلام وأنه يعتمد في آرائه على النصوص الدينية والتفاسير الشرعية الموثوقة. كما أشاروا إلى أن رأيه يهدف إلى تعزيز التفريق بين مظاهر الرجال والنساء في المجتمع الإسلامي، مؤكدين أن هذا لا يتعلق فقط بالملابس ولكن بالعديد من الأمور التي تميز الجنسين.
المعارضة والانتقاد
على الجانب الآخر، عارض عدد كبير من المتابعين تصريحات الخميس، معتبرين أنها تعكس تشددًا في تفسير النصوص الدينية. كما أشار البعض إلى أن الألوان بشكل عام لا يمكن تقييدها بجنس معين، وأن ارتداء الرجال للون الأحمر ليس مشكلة ولا يؤثر على هوية الشخص أو دينه. كما أكدت بعض التعليقات أن هذا الموضوع لا يجب أن يكون محط اهتمام رئيسي في ظل التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه المجتمعات.
تعليقات فكاهية
ولم يخلو الأمر بالطبع من السخرية والتعليقات الفكاهية فقد توالت الكثير من التعليقات عبر وسائل التواصل الإجتماعى وعقّب رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، على الجدل الذي أثارة الداعية الإسلامي الكويتي، عثمان الخميس، حول ارتداء الرجال للون الأحمر، بتعليق فكاهي للغاية قال فيه “غالبا الراجل ده زملكاوي”، وذلك بتدوينة على صفحته الرسمية بمنصة إكس” (تويتر سابقا) وتوالت التعليقات علي ماكتب .
الرأي الوسطي بين التقاليد والحداثة
بعض علماء الدين والباحثين في الشريعة حاولوا تقديم وجهة نظر وسطية في هذا الجدل. حيث رأوا أن الإسلام لم يأتِ ليفرض ألوانًا معينة على الرجال أو النساء، وأنه من الممكن فهم هذا الموضوع في سياق العادات والتقاليد الاجتماعية التي تختلف من مكان لآخر ومن زمن لآخر. وأشاروا إلى أن الدين الإسلامي يشجع على الاحتشام والتميز في المظهر، ولكن دون التركيز على تفاصيل مثل الألوان.
التأثير على الأزياء الرجالية في العالم العربي
بالرغم من الجدل الذي أثير، فإن ارتداء اللون الأحمر بين الرجال في العالم العربي لم يتأثر بشكل كبير بهذه التصريحات. فاللون الأحمر لا يزال جزءًا من الموضة الرجالية في العديد من الدول العربية والإسلامية، سواء في الملابس الرسمية أو الكاجوال. ورغم بعض الآراء المحافظة، يظل الاختيار الشخصي للألوان مسألة ذوقية تعتمد على الثقافة الفردية.
اقرأ أيضاأزمة ضمير. والحكومة هي الحل هذا دورها وقت الازمات
تظل مسألة ارتداء الرجال للون الأحمر قضية نقاش بين الفقهاء والمجتمعات الإسلامية، حيث تتباين الآراء ما بين الالتزام بالتقاليد والموروثات الدينية وبين التكيف مع التغيرات الاجتماعية والثقافية الحديثة. ورغم الجدل الذي أثير حول تصريح عثمان الخميس، يظل اللون الأحمر مثل غيره من الألوان خيارًا فرديًا يعود للشخص ذاته، ويتعلق بالذوق الشخصي أكثر من كونه موضوعًا دينيًا رئيسيًا.
في النهاية، يبرز هذا الجدل أهمية التوازن بين الالتزام بتعاليم الدين وبين الانفتاح على التغيرات المجتمعية التي يشهدها العالم اليوم. ويظل الحوار المفتوح والمتوازن هو الوسيلة الأمثل لمناقشة مثل هذه القضايا بروح من الاحترام والتفاهم.
اقرأ أيضا علماء الأزهر يفتحون النار على ” عارفة عبدالرسول” بسبب الميراث