ليلة من الخشوع والفن: حفل كنيسة العذراء مريم بوادى حوف يترك أثراً عميقاً
ليلة من الخشوع والفن: حفل كنيسة العذراء مريم بوادى حوف يترك أثراً عميقاً
تقرير_أمجد زاهر
أقيم حفل لكنيسة العذراء مريم بوادى حوف على مسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، والذي شهد مجموعة من الفقرات الروحية والفنية المؤثرة التي تميزت بالأداء الصوتي والتمثيلي العميق ؛ وذلك بحضور الانبا ميخائيل أسقف حلوان و المعصرة والاباء الكهنة.
كورال “كرمال الصليب”: ترانيم متفانية
افتتح الحفل كورال ” كرمال الصليب” الذي قدم مجموعة من الترانيم المؤثرة. بدأت التراتيل بترنيمة “أحبك يا رب يا قوتي” التي امتزج فيها الأداء الصوتي الحماسي مع التأمل الروحي، مما أضفى على الأجواء إحساسًا بالعطاء والتسليم لله.
كما قدموا ترتيلة “وأقوال وعود ومانفذهاش”، التي تناولت الصراع الداخلي بين التزامات الإنسان تجاه الله وواقعه.
هذه الترتيلة عبرت عن التسامح الإلهي وغفرانه، مما أدى إلى تفاعل الحضور مع رسالتها العميقة.
توالت التراتيل مثل “يا اللى خلقت النور” التي تمجد الله كخالق للنور والكون ، و”معرفش ازاي” التي تناولت غفران الله غير المحدود.
وجاءت كل هذه الترانيم بروح تفاعلية أضفت على الحفل جوًا من الخشوع والتأمل، لاسيما حين خُتمت التراتيل بترنيمة “مبارك شعبي مصر”، مؤكدين من خلالها على أن مصر دائمًا في قلب الله.

عرض “البانتومايم”: صراع القيود والتحرر
قدم فريق البانتومايم الخاص بالكنيسة عرضًا قويًا حول فكرة القيود الحياتية.
تناول العرض مفهوم الصراع الذي يعيشه الإنسان في محاولاته للتحرر من قيود الخطيئة والشيطان.
ورغم هذا الصراع، أظهر العرض كيف يتدخل الله لينقذ الإنسان في النهاية من تلك القيود. بأسلوبهم الفني الرشيق وإيقاعهم المتناغم، استطاع الفريق أن يعكس الصراع الروحي الذي يمر به الإنسان بشكل عميق ومؤثر.

كلمة الأنبا ميخائيل: دعوة للعودة إلى القراءة
شهد الحفل حضور الأنبا ميخائيل، أسقف حلوان والمعصرة، الذي ألقى كلمة مؤثرة خلال الفعالية.
طرح الأنبا ميخائيل تساؤلاً لافتًا: “من الذي يقرأ الكتب؟” معبرًا عن دهشته من ندرة القراءة في عصر وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة.
وأشاد الأنبا ميخائيل بالأعمال الفنية الهادفة التي تحمل معاني عميقة، مؤكدًا على أهمية تقديم محتوى فني يثري الروح والعقل.

المسرحية: “اعترف أحسلك”
ثم جاء العرض المسرحي “اعترف أحسلك” لفريق تى بارثينوس الذي قدمته فرق الابتدائي، الإعدادي والثانوي.
تناول العرض بأسلوب رمزي وروحي مراحل من حياة المسيح، وبدأ بقصة غير محددة الزمان والمكان حيث تم استخدام السرد الحواري والتأمل لتسليط الضوء على مشاهد هامة من حياة المسيح مثل ولادته وصليبه المهيب.
الموسيقى المصاحبة للعرض كانت مدهشة، حيث عبّرت عن التحولات الدرامية للحظات العرض، ونجحت في نقل الجمهور عبر رحلة زمنية تحمل آلام المسيح وأوجاعه، مما جعل العرض أكثر تأثيرًا.
كما تناول العرض مواقف اجتماعية متنوعة حول سر التوبة، حيث تم تمثيل مشاهد معاصرة توضح حاجة الإنسان إلى العودة لله من خلال التوبة.
جاء الأداء التمثيلي مميزًا، خاصة في مشهد صلب المسيح الذي أبرز الألم العظيم الذي تحمله من أجل البشرية.
تميز بالأزياء والمكياج
تميز العرض بالإتقان في الأزياء والمكياج، حيث ظهرت الشخصيات الكهنوتية بأزياء متقنة، تضمنت تفاصيل دقيقة أظهرت الاحترافية العالية.
أما الإضاءة فقد تم استخدامها بذكاء لتعكس التنقلات الزمنية وأجواء العرض المختلفة، مما جعل الجمهور يعيش تجربة درامية متكاملة.

ختام الحفل
في نهاية الحفل، تم تكريم أسرة المسرح من قبل نيافة الانبا ميخائيل وسط أجواء من الفرح والتقدير، ليكون هذا الحفل مناسبة تترك أثراً في قلوب جميع الحاضرين.