“تيتا زوزو”: رحلة دافئة جمعت الأجيال بعودة إسعاد يونس المبهرة

زوزو": حين يجتمع سحر النص وإبداع الإخراج في ملحمة درامية تمس القلب

أهدي رسالة تقدير واحترام عميق لكل من شارك في صناعة العمل الفني المتميز “تيتا زوزو”، بدءاً من المخرج والمؤلف، إلى الأبطال الذين أضاءوا شاشاتنا بحضورهم المتميز، و تحية حب واعتزاز خاصة للفنانة الكبيرة إسعاد يونس.

كتبت: ريهام طارق 

اسعاد يونس مع صلاح عبد الله
اسعاد يونس مع صلاح عبد الله

عندما يكون العمر شاهداً على عقود من العطاء والتضحيات:

ناقش مسلسل”تيتا زوزو”، في بدايته قضية التغافل عن حق الآباء والأمهات في السعادة بعد سنين العمر التي أُرهِقوا خلالها، وحقهم في البحث عن الونس، يثير المسلسل هذا التساؤل بجرأة، مسلطاً الضوء على موضوع زواج الأهل بعد سن الستين، ليكشف عن نظرة مجتمع يرفض أحياناً الحق في الحب والمشاركة، خاصة عندما يكون العمر شاهداً على عقود من العطاء والتضحيات.

قدم النجم الكبير صلاح عبد الله هذه القصة بروح الأب التي يتأرجح بين الاحتياج للراحة والحاجة إلي الونس، ليصور هذا الحق المسلوب، ليؤكد لنا حق الوالدين في السعادة بأداء مليء بالحياة والاحساس ، الأب الذي يسعى للعيش بسلام مع شريكٍ يفهمه، مؤكدًا أن السعادة لا تتوقف عند عمر معين، بل هي حق مشروع ما دام القلب ينبض، ودعوة لإعادة النظر في نظرتنا التقليدية، ليثبت لنا إن العمر مجرد رقم، وإن كل دقيقة تستحق أن تعاش بسعادة وراحة.

نور محمود مع اسعاد يونس
نور محمود مع اسعاد يونس

صرخة تحت سقف الصمت و مأساة أسرة بين غياب الحب وألم ضياع الأبناء:

اجتمع الفنان المبدع نور محمود والفنانة المتألقة، إيناس كاملة، ليقدموا صورة صادقة و موجعة عن حال الأسرة المصرية.

الأب الذي حمل في قلبه عبء المسؤولية، لكنّه ضل طريقة في فهم معنى المسؤولية الحقيقية و أعتقد أن دوره الوحيد هو كسب المال، وأن قلبه لا يحتاج إلاّ نبضات متسارعة لمواكبة متطلبات الحياة، و غاب عنه أن المال وحده لا يبني بيتاً، وأن الأساس لا يكون متيناً بغير الحب و الاحتواء، كان لهذا الأب جداراً باردا بينه وبين أبنائه وزوجته؛ لم يحاول أن يخترق عالمهم، أو يسير معهم على درب أحلامهم أو يغذيهم بالمشاعر الحنونه.

عائله سيف وشيرين من مسلسل تيتا زوزو
عائله سيف وشيرين من مسلسل تيتا زوزو

أنا أؤمن بك، اختر طريقك وسأكون بجانبك:

عرض سيف بعمق خطورة الخطأ الذي يرتكبه الإنسان بحق نفسه حين يحرمها من متع الحياة و يعزلها عن العالم بدافع كونه “الأخ الكبير”. فقد كان يظن أن هذا التضحية سترضي والدته وتجعله الشخص القوي القادر على تحمل المسؤولية، إلا أنه حين واجه أول صدمة، انهار كالبنيان الهش، نتيجة الكبت والحرمان اللذين عاشهم، لم يدرك الأب، الذي غاب عنه الحوار مع ابنه عمر والذي قدمه أحمد عنان، أن هذه الروح الشابة كانت تتوق لفرصةٍ أن تبحر في بحر أحلامها الخاص، جمع الابن درجاته العالية في الثانوية العامة، وكان يستحق أن يسأل عن ما يحب، وما هي ميوله لكن الأب لم ير إلا “كلية القمة”، رافضا أن ينظر إلى قدرات ابنه الكامنة في مجال آخر قد يروي عطشه للشغف والإبداع، وتحت ضغط هذا التجاهل، كانت مشاعر الابن تمزقها العزلة، وكان قلبه يتوق فقط إلى نظرة حانية، وإلى صوت يقول: “أنا أؤمن بك، اختر طريقك وسأكون بجانبك”.

صدى صرخة الابنة:

ومن زاوية أخرى، كانت الابنة، التي تمر بمرحلة المراهقة مليئة بالأحلام المشتتة، تنجرف نحو شواطئ الغرور والنجومية المزيفة كانت مواقع السوشيال ميديا بمثابة المصيدة التي استغلت سذاجتها، تتلاعب ببراءتها وتجعلها تظن أن السعادة في عدد الإعجابات والمتابعين، أما الأم، فقد غفلت عن أن تكون صديقة قبل أن تكون موجّهة، وظلت ترقب الحياة من نافذة بعيدة حتى انفجرت الابنة في لحظة مواجهة، تصرخ بجرحها: “أين كنتِ يا أمي أنتي وأبي من حياتي؟ وقلبي كان يفتقد وجودكم “.

نور محمود
نور محمود

لحظة اعتراف:

وهكذا كان لقاء الأربعة، لقاء كالمرآة الحزينة التي تعكس أحزانهم وتظهر شروخ الأسرة التي لم تلتئم، اعترفت الأم بـ فشلها، وقال الأب كلمات ثقيلة تحمل ذنوب الغفلة، وواجه الأبناء واقعهم المرير بعيون تملؤها الدموع، أدركوا أخيرًا أن الأبناء في هذه السن الحرجة لا يحتاجون إلى نصائح صارمة، بل يحتاجون احتواء، وثقه وأمان و قلوب تفتح لهم المجال للتحليق بحرية.

أسرار التربية الناجحة:

تظهر رسالة مؤثرة وعميقة لكلّ أب وأم في هذه الأسرة أنّ الأبوة ليست حصراً على الإنفاق وتوفير الكماليات، بل هي أمان ورفقة، حب عميق يمنح الأبناء القدرة على المضي بثقة إن لم نصغ لأبنائنا و نفتح لهم قلوبنا، سيتعلمون البحث عن الحنان في أماكن أخرى، وربما تعصف بهم أمواج العالم القاسية.

تحية لتلك العائلة التي أنارت لنا ظلمة الخلافات، و ألقت الضوء على الجروح التي تحتاج إلى شفاء.

حمزه العيلي وسمر علام مع اسعاد يونس
حمزه العيلي وسمر علام مع اسعاد يونس

حمزة العيلي وسمر علام: الثنائي الذي سرق الأضواء وأبدع في رسم لوحة كوميدية ساحرة

برز ثنائي لامع يشد الأنظار بابتسامة متألقة وعفوية متقنة، حمزة العيلي وسمر علام، الثنائي الرائع، يأخذنا في رحلة ممتعة وساحرة، يجسدان شخصيتي الأب البخيل و الأم المتسامحة، ينسجان شخصيات تفيض بروح الفكاهة، لكن تحت السطح يخبئان قضايا اجتماعية خطيرة.

حمزه العيلي
حمزه العيلي

 

حمزة العيلي يثبت بجدارة انه نجم كوميدي من العيار الثقيل:

عرفنا حمزة العيلي كنجم مسرحي يتمتع بموهبة بارزة، خاصة في تقديم الأدوار المعقدة والشخصيات “السيكو”، إلا أنه في مسلسل”تيتا زوزو” يفاجئنا بقدرته على التحول الى الكوميديا بأسلوب فريد يجمع بين العفوية والاحتراف، شخصية الأب البخيل التي يقدمها تظهره ليس فقط كرجل يبخل بالمال على أبنائه، وحرمانهم من كل شيئ، مؤمنًا أن الثروة الحقيقية هي الأمان المالي الذي سيتركه بعد رحيله.

يلقي حمزة الضوء على قضية الأبوة التي تحتاج إلى العاطفة قبل المال، وهذا لخوفه أن يعيش أولاده في فقر كما عاش في طفولته ،ليثير في المشاهدين سؤالًا: أليس الأهم أن نعطي أبناءنا ثروة من الحب والرعاية بدلًا من الأموال فقط؟

سمر علام
سمر علام
سمر علام
سمر علام

سمر علام أيقونة التضحية والحب في دور الأم المصرية:

قدمت سمر علام في هذا العمل نموذج أصيل للأم المصرية المخلصة، التي تقف بجانب زوجها بحب وتسامح رغم الصعوبات والمعاناة في كل مشهد، نرى روحها المتسامحة ومشاعرها الصافية وهي تقدم بلا حدود لأبنائها وزوجها، وتتحمل بصبر عطاء لا ينتظر مقابلا.

سمر علام
سمر علام

يصل الأداء إلى ذروته في حوار مؤثر يجمع سمر علام بوالدتها، التي تجسدها المبدعة إسعاد يونس، حيث تكشف عن جرح قديم ظلت تكتمه طويلاً؛ أنها تحملت مسؤولية إخوتها منذ طفولتها، بعد وفاة والدها، لتصبح الأخت الكبرى التي عانت من حرمان الحب والاهتمام بينما كانت تتولى دور الأم والأخت في آن واحد هذا الاعتراف يضيف عمقًا إنسانيًا للشخصية، ويجعل المشاهد يرى ألمها في ضوء مختلف، مُدركًا أن ردود أفعالها الصعبة ليست نابعة من حقد أو غيرة، بل من حرمان عاطفي نشأ منذ صغرها، وبالرغم من أن قدمت قلب الأم المتسامح والمرأة التي تعطي بلا مقابل، لتصبح رمزًا للتضحية الصامتة والحب غير المشروط.

مصطفى ومني من مسلسل تيتا زوزو
مصطفى ومني من مسلسل تيتا زوزو

صراع الأحلام::الابن العاشق للشطرنج وحلم الأب بكرة القدم

تضيف قصة ابنهم يوسف العاشق للشطرنج في المسلسل بعدا إنسانيا يثري الحبكة، حيث نشاهد طفلاً مبدعا يجد شغفه في عالم الشطرنج ويحقق فيه نجاحات لافتة، لكنه يصطدم بأحلام والده الذي يسعى إلى رؤيته لاعب كرة قدم محترف، محاولا من خلال ابنه تحقيق ما لم يتمكن من تحقيقه شخصيا، يجسد هذا الخط الدرامي واقعا شائعا، إذ كثيرًا ما يعيش الأطفال صراعا بين رغباتهم وتطلعات آبائهم.

من خلال هذه قصه اسره احمد ومنى يوجه العمل رسالة قوية للآباء: الأبوة الحقيقية تكمن في دعم أبنائهم ليعيشوا شغفهم الخاص، وليس في فرض أحلامهم عليهم.

مصطفى ومني من مسلسل تيتا زوزو
مصطفى ومني من مسلسل تيتا زوزو

لماذا أحببنا حمزة العيلي وسمر علام؟

لأنهم نجحا في تجسيد تفاصيل الحياة اليومية بصدق واداء بفضل بارع، ليثبتوا أن الحياة ليست مقتصرة على الحاجة المادية فقط، بل تشمل المشاعر دافئة والروابط الإنسانية سر السعادة والأمان.

عابد عناني مع اسعاد يونس
عابد عناني مع اسعاد يونس
عائله مصطفى وهبه من مسلسل تيتا زوزو
عائله مصطفى وهبه من مسلسل تيتا زوزو

عابد عناني وندى موسى: دراما الألم والشفاء تعكس صدى الواقع

عندما تتابع أسرة الفنان عابد عناني والفنانة ندى موسى في هذا المسلسل، يبدو كأنك تنظر في مرآة تعكس أدق تفاصيل الواقع، حيث تتجسد معاناة عائلة مزقتها الخيانة و الخذلان.

عابد عناني، النجم الذي فرض حضوره بقوة في السنوات الأخيرة، يجسد دور الأب الذي انزلقت قدماه في خيانات متكررة، مما أفقد بيته الأمان وحوله إلى فراغ مظلم بعيناه المعبرة وأداءه المؤثر، ينقل عناني ملامح أب انهارت علاقته بزوجته بسبب أخطائه، واستهتاره تاركًا وراءه ابنة محطمة فقدت حبها واحترامها لابيها. تتلقى الابنة صدمة تزلزل كيانها، كمن اكتشفت فجأة أن العمود الذي يسند عالمه قد انهار.

ندي موسي
ندي موسي

ندى موسى مثال حي للتعافي وإعادة اكتشاف الذات: 

تألقت ندى موسى بأداء استثنائي، يُجسد عمق الصدق والألم في دور شخصية، “هبة”، بمزيج من القوة والهدوء، تُعيد ندى موسى إحياء صورة المرأة التي تقرر بجرأة استعادة ذاتها بعد علاقة أنهكت روحها، جاء دورها يبرز ملامح القوة التي تأتي مع قرارٍ صعب ومصيري ، إذ تعيد بناء حياتها بثقة، وتصب عاطفتها في دعم ابنتها، محاولةً ترميم جراح البيت الذي هدمته الخيانة إنها ليست مجرد حكاية طلاق، بل قصة امرأة تنهض لتعيد اكتشاف ذاتها، وتبدأ من جديد.

ندي موسي
ندي موسي

يقدم المسلسل عبر قصة أسرة مصطفى وهبه رسالة عميقة عن الألم الذي يزرعه زوج مستهتر لا يُبالي إلا برغباته، فيدمر بذلك أمان أسرته ويترك أبناءه في دوامة من الألم.

وفي الوقت ذاته، نجد في “هبة” امرأة اختارت أن تكمل حياتها محتفظة بـ كرامتها وكبريائها، مجسدةً نموذجًا للزوجة التي تفضّل كرامتها على بقاءٍ مهين.

المسلسل يُبرز عبر هذه القصة القوية حقيقةً مؤلمة: أن العلاقات الأسرية ليست مجرد التزام، بل هي ميثاق أمان وثقة يستحق الاحترام، وأن النهايات أحيانًا تفتح الطريق لبدايات جديدة أكثر قوة ونضجًا.

محمد الكيلاني
محمد الكيلاني
محمد الكيلاني مع اسعاد يونس
محمد الكيلاني مع اسعاد يونس

خالد وريم: حكاية حب عابرة تحولت إلى درس في الصدق والوفاء:

يظهر خالد، الابن المدلل، الشاب الناجح في عمله، لكنه ضائع و غارق وسط أمواج مشاعره المتقلبة، ذلك الشاب الذي يجسده الفنان المتألق محمد الكيلاني. يقترب خالد من كل حب كمن يطارد سرابًا، مغامرة بعد أخرى، وكأنّ قلبه يبحث عن ملاذ لا يدوم، كل علاقة هي ظلّ لحظة سعادة مؤقتة، وكل حب يلقيه في دوامة دون مراعاة الجروح التي يتركها في قلوب من أحبوه، كانت كل قصة حب مؤقتة يمر بها تفتح جرحًا جديدًا في أرواح من مررن في حياته، تاركًا خلفه آثارًا من الحزن، والخذلان.

بسمه داوود مع إسعاد يونس
بسمه داوود مع إسعاد يونس

ثم تأتي “ريم”؛ تلك الفتاة التي غيرت مسار حياته،أخذت بيده و أضاءت له معاني أعمق لكلمة “الحب”، فتاة تشبه شروق شمس جديد، تأخذ بيده ليبصر عمق المعاني المخفية في كلمة “الحب”، وتجعله يعيد حساباته من جديد ، لقد أدرك خالد مع ريم أن الحب ليس لعبة تترك متى انتهت المتعة، وليس محطة يغادرها بمجرد إشباع شغفه، بل تعلم أن الحب عهد ووعد، وأن من يدخل قلوب الناس دون نية صادقة يترك خلفه أشلاء من الوجع والألم.

بسمه داوود
بسمه داوود

بأدائها الرقيق ونظراتها العذبة، تُطل علينا بسمة داوود في دور “ريم”، جسدت رقةً مشبعة بالقوة، ريم كانت الوجه الصافي الذي عكس لاحساس خالد شغفًا آخر؛ شغف الالتزام والوفاء، فكشفت لنا أن العلاقات الحقيقية هي تلك التي تبنى على الثقة، وتستند إلى الصدق لا الرغبات العابرة.

 

كانت ريم كالنجمة الهادئة التي تقود خالد نحو التغيروقدّمت لنا درسًا أن الحب ليس لملء فراغ القلب العابر، بل هو نسيجٌ من حكايات الصدق، حكايات تُترك لتكبر كأشجار تُظلل من نحبهم بأمان، اعطونا درسًا خالصًا عن الحب الناضج، الذي يمنح يمنح الأمان والسكينة، وعالمًا من الوفاء يليق بمن يجرؤ على الالتزام.

اقرأ أيضاً: عبد الله عيد يبدأ مشواره بأغنية من ألحانه بصوت فضل شاكر

إسلام إبراهيم
إسلام إبراهيم

إسلام إبراهيم يحمل بصمة لا تُمحى وموهبة تزداد بريقًا مع كل عمل جديد:

حين نتحدث عن الكوميديا ذات الطراز الثقيل، لا يمكننا إلا أن نذكر الفنان الرائع إسلام إبراهيم، الذي جسد دور شخصية “AI” ، أو “رشدي” بمهارة وخفة ظل جعلت الجميع يعشقه ويترقب إطلالته. هذا الدور، بأبعاده الطريفة و اللطيفة، قدمه إسلام بشكل استثنائي، مما جعله قريبًا جدًا من قلوب الجمهور، حيث تفاعل معه الصغار والكبار على حد سواء، و كأن الشخصية قد أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية.

اسلام ابراهيم
اسلام ابراهيم

إسلام إبراهيم فنان موهوب بنمط خاص وطراز متفرد، يبتعد عن التقليد أو محاكاة الآخرين من أبناء جيله في الوسط الفني، في كل عمل يقدمه، يترك إسلام بصمة خاصة تحمل توقيعه، وكأنه يعيد تعريف الكوميديا بأسلوبه الفريد، كان تفاعله في المشاهد الكوميدية التي جمعته مع القديرة إسعاد يونس لحظات من الضحك الحقيقي الذي يخرج من القلب، ورسم الابتسامة على وجوهنا بمواقف ذكية ومواقف بريئة وراقية.

وحتى في المشاهد التي شاركه فيها الفنان محمد الكيلاني، نجح إسلام في تقديم لحظات كوميدية تظل عالقة في الأذهان، حيث اعتمدت على روح الفكاهة الخالية من الابتذال، مما يجعله نموذجا للكوميديا النظيفة التي تنجح في رسم الضحكة دون افتعال أو إساءة.

إسلام إبراهيم  حالة فنية تعيدنا إلى زمن الضحك الصادق، و تذكرنا بأن الكوميديا هي فن راق يحتاج إلى موهبة حقيقية وحساسية في الأداء، ومع كل دور يقدمه، يؤكد لنا إسلام أنه فنان يحمل بصمة لا يمكن أن تمحى، ويملك موهبة تزداد بريقا مع كل عمل جديد.

اسره عمل مسلسل تيتا زوزو
اسره عمل مسلسل تيتا زوزو

محمود البزاوي ويوسف إسماعيل ومجدي بدر: وجوه تتلألأ في عالم الدراما بأداء متفرد وموهبة تترك بصمة لا تُنسى

يطل علينا الفنان القدير محمود البزاوي كعادته بتألق خاص، مجسدًا دور رجل الأعمال الذي يخالف القانون، في شخصية معادية للدكتورة اعتزاز، مقدّمًا تلك الشخصية بحرفية عالية وعمق لا مثيل له، محمود البزاوي، هذا النجم الذي يتميز بموهبة تأسر الأنظار، يعود ليبرهن على أن حضوره في أي عمل هو بصمة لا يمكن تجاهلها، ورمزٌ للتفاني في إتقان الأدوار المعقدة، ليس هناك صعب على البزاوي؛ فكل شخصية يتقمصها تتحول بفضل أدائه الراقي إلى حكاية تستحق التأمل، ليتركنا على الدوام أمام مشاهد تستحق الاحتفاظ بها في الذاكرة.

وفي جانب آخر، يأتي إلينا الفنان الرائع يوسف إسماعيل، بأداء يمتلئ بالحنان والنبل، يعكس صدقًا يجذب المشاهدين من اللحظة الأولى، يوسف، بإطلالته الهادئة، ينجح في منح الشخصية التي يؤديها عمقًا نادرًا، حتى وإن كان يقدم شخصية شريرة، نجد أنفسنا مشدودين لها، مأخوذين بذلك التناقض الذي يخلقه بين صدق الأداء وجاذبية الشخصية، إنه كمن يغزل من الشر خيوطًا من الشفقة والتفهم، يجذبنا إليه ببساطته وواقعيته.

ولنكمل بريق الدراما بوجود النجم مجدي بدر، الذي يُظهر براعة في تقديم أدوار الشر بلمسة كوميدية خفيفة، مزيج فريد يستعرض من خلاله مهارته في التحكم بأدواته الفنية، مجدي بدر، الذي يملك قدرة عجيبة على جعل الشر مضحكًا من دون أن يفقد هيبته، يدخل إلى عالم الشخصية بثقة تجعلنا نتابع حركاته وردود فعله كأنها فصولٌ من رواية نعيشها معه، في كل عمل يشارك فيه، يثبت لنا بدر أن لديه مفتاحًا سحريًا للعبور إلى قلب كل شخصية، مقدّمًا لنا صورة مشرقة للممثل الواثق من أدواته والمتمكن من موهبته.

هؤلاء الفنانون، يشكلون معًا عالماً فنياً حافلاً بالصدق والبراعة، لتعيد إلينا عشقنا للدراما.

ياسر فرج
ياسر فرج

ياسر فرج يعود ليحيى شغفنا للفن الأصيل:

عاد الفنان القدير ياسر فرج ليملأ شاشاتنا بروحٍ جديدة في مسلسل “تيتا زوزو”، كان في كل جملةٍ ينطق بها، وفي كل مشهدٍ يتألق فيه، يعلن أن الفن الأصيل لا ينطفئ بل يعود في كل مرة أقوى وأكثر عمقا.. شكرًا، ياسر فرج، علي ظهورك المتفرد، ولتكن عودتك وعدا بألا تتركنا ننتظر طويلا مرة أخرى.

اقرأ أيضاً: جنات ومحمدي يعلنوا عن طرح أحدث تعاون لهم أغنية “خلصتني” هذا الأسبوع

احمد عنان
احمد عنان

“تيتا زوزو”: حين يجتمع سحر الشباب وإبداع الإخراج في ملحمة درامية تمسّ القلب:

أطل علينا مسلسل “تيتا زوزو” محمولًا بمجموعة من الوجوه الصاعدة الواعدة، وفي مقدمتهم يأتي الفنان الصاعد أحمد عنان، ذلك الشاب الذي بدأ فنه صغيرا ونراه يكبر أمام أعيننا كل يوم، يكبر ليصبح نجمًا يتألق بوهجٍ خاص، أحمد عنان، بملامحه الرقيقة وأدائه العفوي الصادق، جعلنا نشعر كأنه أحد أبنائنا، وكأننا نراه يكبر ونفخر به يومًا بعد يوم.

وتأتي جوري مسعود هي الأخرى التي قدمت دورًا مميزًا وأعطت للشخصية حضورًا جاذبًا، أما جنة عبد المنعم، فقد جاءت بمشاهدها اللطيفة لتضيف روح الدعابة وخفة الظل التي لا تُنسى، فتثبت أنها تملك تلك الكاريزما التي تضعها على بداية طريقٍ مضيء، يجعلنا نتشوق لرؤيتها في أدوارٍ أكبر وأعمق.

شيرين عادل حولت النص إلى تحفة فنية تحكي حكاية اجتماعية تلمس القلوب:

لكن خلف هذه اللوحة الفنية الراقية، تقف مخرجة من العيار الثقيل، المبدعة شيرين عادل، التي بلمساتها الذهبية جمعت أطراف العمل بحرفية نادره، لتحوّل النص إلى تحفة فنية تحكي حكاية اجتماعية تلمس القلوب، شيرين عادل، هذه السيدة التي تعرف كيف تُخرج الجمال من كل ممثل، جعلت من “تيتا زوزو” مرآةً صادقة لقيم العائلة والتضامن، وقدمت لنا مشاهد نحتت في أذهاننا، وتأتي شركه الإنتاج المتميزة والتي عرف عنها أنها صاحبه علامه بارزه في عالم الإنتاج الفني شركه سينرجي بقياده المنتج تامر مرسي الذي استطاع أن يوفر المناخ المناسب لاظهار العمل بهذا الشكل الراقي.

 

مسلسل “تيتا زوزو”، بما يحمله من بساطة وأصالة، كان رسالة قوية تقول إن العائلة هي جوهر حياتنا، وأنّنا لن نجد السعادة الحقيقية إلا حين نتحد، ونعيش بالقرب مع أحبابنا بعيدًا عن أضواء الشاشات، و دعوة لنا للتحرر من جدران العالم الافتراضي، ونستعيد الحياة ونعيشها كما هي، مليئة بالحب، بدفء العائلة، وأن ندرك حقيقة الخطر الذي يحيط بنا من كل جانب من خلال التقدم التكنولوجي وكيف حولنا إلى كائنات استهلاكية ، كسوله ، وكيف يحاول باستماتة أن يشل تفكيرنا ويدمر عقولنا ، ليصبح هو العقل المدبر ويحول الكائن البشري إلى مسخ بلا عقل.

في النهاية نشكر كل من ساهم في هذا العمل الرائع، الذين أعادوا إلينا الدراما الراقية التي تلمس القلوب و تنير العقول.

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.