لِنغْمُر أَرْوَاحَنَا في بَحْرِ الحُبِّ الحَقِيقِيِّ، ذَاكَ الَّذِي يَسْتَوْطِنُ القُلُوبَ كَالنُّورِ الَّذِي لا يَخْبُو، هُوَ الحُبُّ الَّذِي يَتَجَاوَزُ ضَجَرَ الأَيَّامِ، وَيَعْبُرُ الأَمَاكِنَ كَفَراشَةٍ تُحَلِّقُ فِي سَمَاءِ اللَّا نِهَايَةِ.
كتبت: ريهام طارق
هو حب يصمد أمام أعاصير الحياة، كالجبال راسخة لا تزعزعها الزلازل ولا العواصف، في دنيا تتهافت فيها القلوب حول حب زائل، تتسابق الأرواح و تنسج خيوط من الأوهام، تنقض عليها آمالها كـ الفراشات التي تحلق نحو شعلة النور، لكنها تجد نفسها في النهاية، تحترق بـ وهج خادع.
لكن، هل تساءلت يومًا عن مدى عظمة هذا الحب البشري إذا ما قورن بحب الله؟ حب الله، الذي يظل لامعاً كنجم في سماء حالكة، لـ يضيء لنا دروب الحياة المعتمة، مهما تلبدت الغيوم،
يتوهمون البشر أنهم قد وجدوا في حب أمثالهم ملاذهم و أمانهم في، حب يضيع مع نسمات الرياح، كأوراق الشجر التي تتساقط في خريف الدنيا.
لكن، هل تساءلت يومًا عن مدى عظمة هذا الحب البشري إذا ما قورن بحب الله؟ الحب الذي لا حدود له، الذي يحتضننا برحمة تتجاوز كل الآلام، حب يُطهر أرواحنا ويمنحها الأمل في أصعب الظروف.. الحب الذي يغسل أحزاننا كالمطر الذي ينزل على الأرض العطشى، فيعيد إليها الحياة.
“تيتا زوزو”: رحلة دافئة جمعت الأجيال بعودة إسعاد يونس المبهرة
إنه حب الله، النور الذي يضيء لنا الظلمات، الدواء الذي يداوي جروحنا، إنه الحب الذي يستمر في الفصول الاربعه ، كزهرة تنمو في أرض صحراء قاسية متوحشة، تحارب قسوة الظروف لتبقى نابضة بالحياة.
في حب، الله نجد العزاء، وفي حضن رحمته، تشعر بلمسة دافئة تحتضن وجدانك وروحك تملؤها السكينة والسلام.
كثيراً ما أقف أمام هذا الحب، أتأمل فيه، وأتساءل: كيف أستطيع أن أعيش حياتي بمقاييس هذا الحب العظيم؟
كيف أستطيع أن أكون أداة لنشره في قلوب الآخرين، لغرس بذور الأمل والطمأنينة فيها؟
اقرأ أيضاً: عودة الثلاثي الساحر: محمدي، المالكي وهاني محروس في تعاون جديد
حبك يا إلهي الله هو الحب الحقيقي الذي مدني بالقوة لكي أواجه تحديات الحياة، هو الذي يعطيني القدرة على الصفح والتسامح، هو الذي يدعوني أن أعطي بلا حدود، هو من يمنحني السعادة.
حب الله هو الأكثر صدقا، النور الذي يهدي قلبي في ظلمات دروب الحياة.. لا يعرف حدودا ولا فناء.. يغمرني برحمته وصفائه، بينما يظل حب البشر عابرا متقلبا كـ أمواج البحر، يتأرجح بين التردد، الظروف والاحتمالات.
اقرأ أيضاً: جنات ومحمدي يعلنوا عن طرح أحدث تعاون لهم أغنية “خلصتني” هذا الأسبوع
الله، إذا أحبَّ عبد من عباده رغم كل خطأ ومعصيه وتقصير وتجاوز، يرعاه، يقف بجواره في كل لحظة، ولا يتخلي عنه ولا يخذله ، هو الذي يحب سماع صوتنا وهي تصرخ وتبكي وتناجيه دون أن يمل أو يشعر بالضيق ، بل يسكب السكينة، في قلوبنا إذا جار علينا الدهر، وهو الذي يمسح على قلوبنا عند كل خيبة أمل، هو الذي يرى دموعنا حين نخفيها عن الناس؟ ويقسم بأنه سيجبر بخاطرنا، ويمسح بيده على الألم ، هو الذي يسمع دعاءنا ونحن غارقين في ابتلاءنا في ظلمات ليلة حزينه، وهو سعيد أننا نلجأ له وليس لنا ملجأ غيره
اقرأ أيضاً: إبداع ساحر يجمع صوت شيرين وألحان أحمد زعيم يشعل الساحة الفنية
وفي عيد الحب، حين يعيش الناس فرحاً مؤقتاً و زائف، أجد نفسي أسأله: “يا الله، اجعل قلبي لا يتعلق إلا بك وبحبك.” دعني أستشعر دفء حبك في كل نبضة، فأنت وحدك الذي لا يتخلى عني، لا يخونني، ولا تهجرني ولا يخذلني.
يارب، اجعلني من المحبوبين لديك، و أغنيتهم عن العالم بحبك، علمني أن أرى بعينيك، أن أحب بيديك، وأن أعيش حياة تجعلني قريبة منك في كل خطوة.
لو أحببتني يا الله، كنت عيني التي أرى بها، يدي التي أبطش بها، و روحي التي أحيا بها، ما أعظم أن أكون قريبه من الله، وما أبهى أن أجد عندك الخلاص.
لا يبقى لنا سوى حب الله، هو النور في العتمة، والأمان في زحمة الدنيا، والسند الذي لا يتزعزع، هو الذي يقف بجانبنا حين تخذلنا القلوب و تخيبنا الآمال، يا الله، اجعل قلبي لا يتوق إلا إليك، ولا أرى الجمال إلا في ركوعي لك، ولا أجد السعادة إلا في سجدة لك
بعد كل هذا أي حب يمكن أن يضاهي حبك؟ أسألك يا الله أن تجعل قلبي لحبك وطناً، وفي روحي حياة، أنت الحب الذي لا يشبهه حب، وأنت الأمان الذي لا يغادر أبداً.