محمد رحيم.. موسيقيٌ شرقي يصل إلى العالمية بإمضاء بيلا حديد

بيلا حديد: سيده فلسطينية مسلمه تفتخر بأصولها العربية

تثبت المرأة العربية دائما أنها شخصية فريدة، تتميز بقوة خالدة وجمال استثنائي، فهي ليست كغيرها من النساء، وكأنها خلقت لتكون رمزًا للإصرار والعزيمة، وقد شهد التاريخ على أسماء سيدات عربية لامعة نسجت بحروف من نور، تروي قصصا من التحدي والإرادة، والنجاح وتحمل بين طياتها سحرًا خالدا يستلهم من أصالة التراث العربي وعظمته.

كتبت: ريهام طارق 

بيلا حديد
بيلا حديد

المرأة العربية.. أيقونة تألق وعنوان للصمود عبر التاريخ:

أثبتت المرأة العربية عبر الزمن أنها أقوى من الصعاب، فهي لا ترضى بالقليل ولا تستسلم أمام العقبات، بل تتجاوزها بشموخ وعنفوان، و كأن جيناتها استخلِصت من ضوء القمر الساطع فوق صحاري الشرق، ومن صلابة الجبال الراسية، حيث ينبض في خلاياها نبض الحرية والشغف اللامحدود.

اقرأ أيضاً: في عيد الحب.. أي حب يضاهي حبك يا إلهي ؟

ومن بين الأسماء اللامعة التي برزت عالميًا، نجد بيلا حديد، الشابة العربية التي حملت ملامح الشرق في عالم الموضة والأزياء، لتصير أيقونة للجمال العربي الحديث.

ظهرت بيلا حديد مؤخرًا في مول دبي تفتتح متجرًا جديدًا بإطلالة مميزة، فكانت إطلالتها كأميرة بين حشود متشوقة لرؤيتها، تألقت بفستان كلاسيكي من تصميم موغلار، وتسريحة شعر ناعمة تفيض بالأناقة.

بيلا حديد
بيلا حديد

ظهور بيلا في دبي لم يكن فقط لتقديم الأزياء، بل كان ليمثل نموذجًا للمرأة العربية القادرة على اقتحام الساحة العالمية، والإثبات أن جمالها يمتد من روح أصيلة تنبض بالحضارة، بيلا، في إطلالتها، لم تكن مجرد عارضة، بل شخصية تعبر عن نجاحاتها وأحلامها التي تعكس جوهر الجمال العربي العصري.

أما خلف الأضواء، فقد خصصت بيلا وقتها لإنشاء علامتها التجارية “أوريبيلا”، مع التركيز على حياتها الشخصية وعلاقتها العاطفية الجديدة مع أدان بانويلوس، تبني بيلا حياتها العاطفية كما تبني مكانتها في عالم الأزياء، في رحلة تجمع بين التحدي والأمل.

اقرأ أيضاً: “تيتا زوزو”: رحلة دافئة جمعت الأجيال بعودة إسعاد يونس المبهرة

بيلا حديد
بيلا حديد

بيلا حديد: قوة المرأة العربية سر جمالها الفريد:

بيلا، التي تحرص على زيارة المنطقة العربية بين الحين والآخر، عبّرت في تصريح سابق لمجلة “هاربرز بازار أرابيا” عندما تصدرت غلافها في أكتوبر 2018 عن إعجابها بالمرأة العربية، قائلة: “أحب النساء العربيات. إنهن قويات و رائعات للغاية، كانت جدتي و عماتي من جهة أبي مثالاً لهذا جميعهن نساء قويات، وأعتقد أن هذه القوة هي ما يجعل المرأة العربية جميلة بشكل استثنائي.”

محمد رحيم وبيلا حديد
محمد رحيم وبيلا حديد

محمد رحيم موسيقي شرقي يصل إلى العالمية بإمضاء بيلا حداد 

في زحمة الألحان وضجيج الأصوات، هناك نغمة مختلفة، نغمة تلمس الروح، و تخترق القلب، تلك هي ألحان الملحن الاستثنائي الجوكر “محمد رحيم”، الذي صنع من موسيقاه لغة عالمية، تجاوزت حدود اللهجات والأوطان، لتمتزج بإحساس الإنسان أينما كان.

الجوكر محمد رحيم
الجوكر محمد رحيم

الجوكر محمد رحيم ليس مجرد ملحن، هو شاعر الأوتار، الذي يحول مشاعره إلى ألحان تلامس وجداننا كأنها نسمات تعبر من القلب إلى القلب.

وقد جاء دليل جديد ليؤكد هذا التفرد العبقري، عندما لفتت حديد الأنظار، وهي تنغمس في أغنية “مشاعر“، كلمات أحمد مرزوق، وبصوت شيرين عبد الوهاب، لحن محمد رحيم، توزيع أحمد إبراهيم، كان هذا المشهد كافياً ليظهر مدى القوة السحرية التي تحملها موسيقى رحيم، والتي رغم اختلاف اللغة، تجد طريقها إلى قلب أي مستمع.

اقرأ أيضاً: عمرو رمزي وتامر فرج: ثنائي الكوميديا الذكية والفكر غير التقليدي

الجوكر محمد رحيم
الجوكر محمد رحيم

لم تكن بيلا حديد مجرد مستمعة، ولكن كانت تعيش اللحظة، وتسمح لموسيقى محمد رحيم التي تأخذها في رحلة دافئه إلى عالم عوالم من الشجن .

بيلا حديد
بيلا حديد

وفي حفل آخر أقيم في “السركال أفينيو”، وبين تفاعل المعجبين والمؤثرين، ظهرت بيلا حديد وهي مرتدية فستانًا أرشيفيًا من مجموعة إيلي صعب للأزياء الراقية، بلون ذهبي من خريف شتاء 2004، اختارت بيلا أن تضيف خلفية موسيقية لـ جلسة تصويرها، ووقع اختيارها على مقطع من أغنية “مشاعر”، في لحظة تعكس انصهار روحها بموسيقى رحيم، ولحظة تجسد تأثير ألحان محمد رحيم العابر للثقافات، فكان الجميع يشهد على تلك اللحظة، حين نجح رحيم أن يجعل موسيقاه جسراً بين يربط بين الشرق والغرب، و يخاطبهم بلغة الإحساس.

الجوكر محمد رحيم
الجوكر محمد رحيم

تاريخ محمد رحيم ليس مجرد إرث موسيقى، بل هو تجربة وجدانية عابرة للحدود، تتردد أصداؤها في العالم الغربي كما تتردد في الشرق، ويبدو أن ألحان رحيم ليست ملكاً للشرق وحده، بل هي رسالة حب وإحساس، تصل إلى قلوب العالم أجمع، لتبقى موسيقاه نبضًا خالدًا لا ينتهي.

بيلا حديد
بيلا حديد

من هي بيلا حديد:

بيلا حديد: من الفروسية إلى عالم الأزياء العالمية:

إيزابيلا خير حديد، المعروفة باسم بيلا حديد، هي واحدة من أشهر العارضات في العالم، وأيقونة جمال فريدة تجمع بين الجذور الفلسطينية والأردنية والهولندية، وُلدت بيلا في 9 أكتوبر 1996 في واشنطن العاصمة، وهي ابنة محمد حديد، المطور العقاري الفلسطيني الأردني، ويولاندا حديد، عارضة الأزياء الهولندية السابقة.

اقرأ أيضاً: جنات ومحمدي يعلنوا عن طرح أحدث تعاون لهم أغنية “خلصتني” هذا الأسبوع

بيلا حديد في طفولتها
بيلا حديد في طفولتها

منذ بداياتها، أثبتت بيلا أنها تحمل في دمائها قوة وعزمًا يوازيان تلك الإرث العريق الذي يعود إلى الشيخ ظاهر العمر، أمير الناصرة وشيخ الجليل، في عام 2014، خطت بيلا حديد أولى خطواتها نحو عالم الأزياء عندما وقعت عقدًا مع وكالة آي إم جي مودلز، سرعان ما أصبحت واحدة من أبرز العارضات في الولايات المتحدة والعالم، لتنال شهرة واسعة بفضل ملامحها الفاتنة وأسلوبها الاستثنائي.

وفي ديسمبر 2016، توجت بلقب “عارضة العام” في توزيع جوائز Models.com لأفضل عارضة لعام 2016، لتثبت بذلك مكانتها في قمة صناعة الموضة.

بيلا حداد في طفولتها
بيلا حداد في طفولتها

نشأت بيلا في مزرعة بمدينة سانتا باربرا في ولاية كاليفورنيا مع شقيقها أنور وشقيقتها الكبرى جيجي حديد، وكلاهما أيضًا من أشهر عارضي الأزياء، ثم انتقلت العائلة إلى بيفرلي هيلز بعد عشر سنوات. في شبابها، كانت بيلا تمارس رياضة الفروسية، وكان لديها حلم بالمنافسة في الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2016، ومع ذلك، تم تشخيصها بمرض لايم المزمن في عام 2012، وهو المرض الذي أصابها أيضًا مع والدتها وشقيقها.

بيلا حديد
بيلا حديد

على الرغم من مرضها، لم يثنِ ذلك عزيمتها، بل دفعها للتفرغ لحياتها المهنية، بعد تخرجها من مدرسة ماليبو الثانوية عام 2014، انتقلت بيلا إلى نيويورك لدراسة التصوير في مدرسة بارسونز للتصميم، ومع ذلك، قررت تعليق دراستها لمتابعة حلمها في عالم الأزياء، لكنها أبدت رغبتها في العودة إلى الدراسة لاحقًا والتركيز على تصوير الأزياء، بالإضافة إلى اهتمامها بالتمثيل.

و اليوم تعد بيلا حديد واحدة من أبرز الأسماء في صناعة الأزياء، و اسمًا لا يمكن تجاهله في أي محفل دولي.

اقرأ أيضاً: جنات ومحمدي يعلنوا عن طرح أحدث تعاون لهم أغنية “خلصتني” هذا الأسبوع

بيلا حديد
بيلا حديد

بيلا حديد: مسيرة مهنية مشرقة مع لمسة إنسانية:

بدأت بيلا حديد مسيرتها المهنية في عالم الأزياء في سن مبكرة، حيث كانت في السادسة عشرة من عمرها عندما انطلقت بمشروع تجاري مع شركة أزياء “فلين سكاي”. ومنذ تلك اللحظة، أثبتت بيلا أنها أكثر من مجرد عارضة أزياء، حيث شاركت في مشاريع عرض أزياء بارزة مثل “The Swan Settings” للمخرجة ليزا أمور، إلى جانب الممثل بن بارنز. كما ظهرت في فيلم “Smoking Hot” للمخرجة هولي كوبلاند، لتكشف عن تنوع مواهبها في مجال الفن.

وفي عام 2013، أظهرت بيلا جانبًا آخر من إبداعها من خلال تصميم مجموعة لخريف وشتاء 2013 لصالح هانا هايز. كما عملت في حملة إعلانات لصالح علامة “كروم هارتس” الفاخرة، التي أسستها صديقتها المقربة جيسي جو ستارك.

بيلا حديد
بيلا حديد

انطلاقة كبيرة في مسيرتها الأضواء جاءت في عام 2014، عندما وقعت بيلا عقدًا مع وكالة آي إم جي مودلز، وفي سبتمبر من نفس العام، ظهرت لأول مرة في أسبوع الموضة في نيويورك، حيث سارت على منصة عرض الأزياء لصالح علامة “Desigual”. كما كان ديسمبر 2014 شاهداً على ظهور بيلا لأول مرة على غلاف مجلة “جالوس”، بالإضافة إلى غلاف العدد 27 مجلة “Love”.

بيلا حديد
بيلا حديد

لكن بيلا حديد لا تقتصر شهرتها على عالم الأزياء فقط، بل تشتهر أيضًا بمبادراتها الإنسانية. ففي نوفمبر 2018، بمناسبة عيد الشكر، تطوعت بيلا للمساعدة في إعداد 500 وجبة المستفيدين من منظمة Bowery Mission، التي تقدم المساعدة للمشردين في نيويورك. وفي العام التالي، خلال جائحة فيروس كورونا، أعلنت بيلا عن تبرعاتها لبنوك الطعام المحلية في نيويورك و لمؤسسة “Feeding America” لدعم الإغاثة من الفيروس.

بيلا حداد
بيلا حداد

وفي خطوة أخرى لافتة، أعلنت بيلا في مايو 2020 دعمها لجمعيات خيرية مثل “الحب الوقائي” و”الأونروا” في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تحالف “أطفال الشرق الأوسط” (MECA)، التي تقدم المساعدة للاجئين في مناطق مختلفة. في يوليو من نفس العام، قررت بيلا بيع تصميمات ملابس كانت قد ابتكرتها في منزلها أثناء فترة الإغلاق، حيث ذهبت جميع العائدات إلى المنظمات الخيرية، وفي أغسطس 2020، عقب انفجار بيروت المدمر، أعلنت بيلا عن تبرعها لثلاث عشرة جمعية خيرية في لبنان، لتؤكد مجددًا التزامها بقضايا الإنسانية وتقديم الدعم في أوقات الأزمات.

بيلا حديد: صوت فلسطيني مسلم يفتخر بأصوله العربية :

في عام 2020، خلال عيد الفطر، نشرت بيلا حديد رسالة مؤثرة لأتباعها المسلمين، معلنة عن تبرعها لمجموعة من الجمعيات الخيرية التي تدعم اللاجئين والنازحين من مناطق النزاع، بما في ذلك الأطفال في فلسطين وسوريا والعراق ولبنان، وقالت حديد في منشورها: “إنهم المؤسسات الخيرية يقدمون أيضًا برامج جامعية تساعد الفلسطينيين على النمو ليصبحوا كل ما يمكنهم أن يكونوا عليه، سأدعم هذه المنظمات لفترة طويلة جدًا، أريد أن يعرف هؤلاء الأطفال أنهم مميزون جدًا وأن هناك أشخاصًا يهتمون بهم”.

بيلا حداد
بيلا حداد

و أكدت بيلا في كلماتها دعمها العميق للإنسانية ومساندتها للمجتمعات التي تعيش تحت وطأة النزاعات، مشيرة إلى أن دعمها لم يتوقف عند مجرد التبرعات المادية، بل كان أعمق من ذلك، فالتزامها بقضايا الإنسانية يعكس تضامنها الفعلي مع الذين يعانون من الصراعات حول العالم.

وكانت بيلا قد نشرت صورة قديمة لها خلال مشاركتها في احتجاج بلندن، حيث سارت أمام السفارة الأمريكية تعبيرًا عن تضامنها مع فلسطين.

وكتبت على منشورها: “أقف مع إخوتي وأخواتي الفلسطينيين، و أحميكم و أدعمكم بأفضل ما أستطيع، أحبكم، أنا أشعر بكم، وأنا أبكي عليكم، أتمنى أن أزيل ألمكم… فلسطين حقيقية، والشعب الفلسطيني موجود هنا ليبقى”.

كانت تلك الكلمات بمثابة تعبير صادق عن دعمها المستمر لدوله لفلسطين وشعبها.

 

لم تقتصر مشاركتها على كلمات الدعم فقط، بل كانت بيلا حديد قد نشرت أيضًا صورة قديمة لحفل زفاف أجدادها في الناصرة، مما يعكس فخرها الكبير بجذورها الفلسطينية، وكتبت بكل حب: “أنا أحب عائلتي، أحب تراثي، أحب فلسطين”.

ومن خلال مشاركتها في مسيرة “لا للحظر، لا للجدار” في نيويورك، تحدثت بيلا عن خلفيتها العائلية المتنوعة وتجاربها التي شكلت رؤيتها العميقة للمساواة والإنسانية، وقالت في مقابلة: “لقد تعلمت أننا جميعًا مجموعة من الناس، ونحن جميعًا نستحق الاحترام والعطف، لا يجب أن نعامل الناس كما لو أنهم لا يستحقون العطف فقط بسبب عرقهم. هذا ليس صحيحًا”.

بيلا حديد، التي قالت بفخر إنها “فخورة بأن تكون مسلمة”، تستمد قوتها من تاريخ عائلتها، حيث كان والدها لاجئًا فلسطينيًا ومسلمًا متدينًا ورجل أعمال ناجحًا في الولايات المتحدة. ورفضت بيلا سياسات الهجرة التي تبناها الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، وانضمت في 8 ديسمبر 2017 للاحتجاجات في لندن ضد قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

وفي وقت لاحق، تواصل بيلا دعمها لفلسطين من خلال منشوراتها، آخرها كانت في أكتوبر 2023، حيث أظهرت تضامنها مع غزة، وفي نفس الوقت دانت هجوم 7 أكتوبر 2023، وهو ما أثار جدلاً كبيرًا بعد تقرير عن تخلي شركة “ديور” للأزياء عنها بسبب تعليقاتها الأخيرة حول الحرب بين إسرائيل وحماس.

ورغم الجدل، تظل بيلا حديد واحدة من أبرز الوجوه التي ترفع صوتها من أجل قضايا العدالة الإنسانية، مظهره التزامها العميق بقضايا فلسطين والشرق الأوسط.

بيلا حديد
بيلا حديد

تظل المرأة العربية عبر الأجيال منارة القوة والجمال:

بيلا حديد ليست مجرد عارضة أزياء عالمية، بل هي أيضًا نموذج يحتذى به في العمل الخيري والتفاعل مع قضايا المجتمع، مما يجعلها أيقونة حقيقية تجمع بين الجمال الداخلي والخارجي، والمرأة العربية عمومًا، ليست مجرد رمز جمالي، بل هي قصيدة حية للأمل والنضال والشجاعة.

بيلا حديد
بيلا حديد

بيلا حديد قصة أنوثة أصيلة تحمل أحلامًا لا تموت، و رؤيةً تتجاوز كل زمن، وهكذا، تظل المرأة العربية عبر الأجيال، منارة من القوة والجمال، وكأنها صيغت من جينات الخلود.

 

 

 

قد يعجبك ايضآ

التعليقات مغلقة.