مافيش اله في الفن وكلنا عبيد الشغلانه.. واخدلي بالك يا فنان
ما فيش إله في الصناعة، وكلنا عبيد الشغلانة
بما أني صحفية في الفن، هسمح لنفسي احيانا أقول كلام “مش مهم خالص” مش عشان الناس ما تهتم، لا بس عشان الكلام ده بيبقى فشة خلق ليا أكتر من كونه نصيحة!
كتبت: ريهام طارق
المهم، خلونا ندخل في الموضوع.. هو: ليه في الوطن العربي عندنا عادة غريبة؟
علي الساحة الغنائية اليوم، نعيش أزمة تفاخر وهمي، كل واحد فاكر نفسه محور الكون الموسيقي، كأن الأغنية الناجحة دي كانت نتيجة عبقريته الفردية وحدها، يا جماعة، خلونا نصحى شوية: الأغنية الناجحة مش بطولة فردية ولا حفلة “ون مان شو”، دي لعبة فريق
وكل عنصر فيها له أهميته: كلمات، لحن، توزيع، صوت
والمشكلة بتبدا لما يتعامل المطرب على إنه سوبرمان، بطل العالم، اللي شايل العمل كله على كتافه، مع إن الواقع غير كده تمامًا.
خلونا ناخد كمثال:
عندنا أربع أطراف مهمين في أي أغنية: اللحن، الكلام، التوزيع، والصوت، لو الصوت حلو جدًا، لكنه واقف لوحده من غير لحن محترم، الأغنية هتبقى زي ورقة “شهادة حلاوة” في جيبك: شكلها جميل لكن ملهاش قيمة! لو جبت لحن طربي رائع وكلام “من زمن الفن الجميل” وصوت مغني قوي، بس الموزع عملها بخلطة طبلة وناي بايظة، بردو الأغنية تطلع ” مش مظبوطة”.
اقرأ أيضاً :محمدي يلتقي مع تامر عاشور في ابداع جديد اغنيه”ياه” قريباً
ومع ذلك، بنعمل إيه؟ نلاقي مطرب طالع يغني أغنية ضربت مع الناس، فجأة يتحول لـ بالونة هوا! ينتفخ وينتفخ، لحد ما ينفجر في وش الجمهور والموسيقيين، ونرجع كلنا نقول: “يا خسارة، كان طيب كان حنين اتاريه بياع كبير”
اقرأ أيضاً: محمود عبدالله: أطمح لكتابة أغنية لأديل وأعشق إبداع أيمن بهجت قمر
المشكلة مش في المطرب بس. لا لا، الموضوع يشمل الجميع. الشاعر الغنائي يكتب أغنية “ضربت”، يقوم فجأة يعيش في دور الشاعر العبقري، بيرم التونسي ، ويعامل الناس كأنهم طلبة في مدرسته، والملحن؟ يا لهوي! ينجح لحن واحد، يقوم شايف نفسه بيتهوفن القرن الواحد والعشرين، وأي موزع موسيقي يعترض على فكره، يرد عليه: “حضرتك فاهم إيه؟ أنا اللي عملتكم!”
اقرأ أيضاً: قلوب بيضاء تحلق في سماء ابديه النقاء.. هُم الضوء وسط العتمة
الأغنية الناجحة مش بطولة فردية، دي لعبة فريق:
لو سمحتوا، فوقوا شوية، الأغنية الناجحة مش بطولة فردية، دي لعبة فريق، كل عنصر له أهميته، وأي خلل في المنظومة يوقع العمل كله، الصوت، الكلام، اللحن، التوزيع: زي العجلة الأربعة، لو واحدة فيهم مبططة، العربية ما بتمشيش.
ما فيش إله في الصناعة، وكلنا عبيد الشغلانة:
وفي النهاية، رسالة بسيطة لكل صناع الموسيقى: ما فيش إله في الصناعة، وكلنا عبيد الشغلانة، فلا تنفخوا البلالين أكتر من اللازم، عشان لما تنفجر، ريحة الهوا بتبقى وحشة!
و بدل ما نتخانق على مين أهم، نشتغل عشان الأغنية تبقى هي البطلة، مش الأسماء اللي بتتحط على الغلاف!، وفي الآخر ارحموا بعض الدنيا مش مضمونه
واخدلي بالك يا فنان.. ريهام طارق