في يوم غلبت عليه غمامة من الحزن الجمعه الموافق 22/11/2024، توقف قلب الموسيقار محمد رحيم عن النبض، لم يكن مجرد يومٍ عابرٍ في تقويم الزمن، بل كان يوماً حُفِر بالألم في ذاكرة الفن.
كتبت: ريهام طارق
كيف نرثيك يا رحيم؟ وأنت الذي كنت تُلهم الحياة نبضاً بالحانك؟ برحيلك انطفأت الشمس فجأة، تاركةً وراءها صمتاً يُشبه بكاء العود حين تُقطع أوتاره.
محمد رحيم، الذي سبق زمانه، و صنع مدرسة موسيقية منفردة كعصفورٍ يغرّد خارج السرب، نقش ألحانه على صفحات الزمن بريشة من ذهب، حصل على العديد من الجوائز العالمية وصنف على أنك أفضل ملحن علي مستوي العالم ، كتبت لك شركة apple صفحة كاملة على موقعها تشيد بفنك وأعمالك وهذا كان حدث فريد ويحدث لأول مرة.
رحيم من ألبس ألحانه حُلّية لا تبهت مع مرور السنين؟ و جعل لكل جملة موسيقية بصمة لا تُنسى.. لتصبح موطناً نعود إليه عندما تشتد بنا قسوة الأيام.
عشت يا رحيم، بروح طفل عاشق للحياة، ووجه مبتسم، متفائل دائماً، وقلب حساس يحمل الخير للجميع، علاقتك بمن حولك كانت درسا في الإنسانية، لم تبخل يوما بنصيحة ، كنت الماوي لكل من لجأ إليك، كنت السبب في ظهور أكثر من عشرين نجم،
ألحانك كانت المفتاح السحري لإبراز مواهبهم، أنت من منح إليسا لقب “ملكة الإحساس” حينما أبدع في “أجمل إحساس”، وصنعت من شيرين نجمة للرومانسية، وقدمت لها اغنيه “مشاعر، الوتر الحساس” التي نالت العديد على الجوائز العالمية..
ألحان لا تنسى… وإرث خالد:
كانت بداية رحيم مع الهضبة عمرو دياب في اغنية “وغلاوتك”، عام 1998 في ألبوم “عودوني”، حيث أذهل جيلا كاملا بلحن حُفر في الذاكرة، ثم توالت الأعمال، لكن تعاونه مع عمرو دياب مثل ،”حبيبي ولا على باله”، و”لو عشقاني” وصولاً إلى “كل حياتي” عام 2018.
وسحرنا مع نوال الزغبي في اغنية “الليالي”، واغنية ياني من غرامه لبسكال مشعلاني، وايه دا بقي لحكيم ، كما قدم لـ محمد محيي اغنيه “ليه بيفكروني عينيك” و”ياللي بتغيب عليا”، وقدم مع بهاء سلطان، “الواد قلبه بيوجعه”، ومع محمد منير نسج أسطورته الخاصة في “يونس” و”قلبي ميشبهنيش”
كيف ننسى صوت رحيم الذي أسرنا في أغاني مثل: “عارفة من يوم ما قابلتك انتى، حبيبه حبيبك ، ارجع يالا، بخاف من الغروب، بره المقاييس ، انا فيا اللي مكفيني، واخرهم كانت اغنية بنت اللذينا، وقبل رحيله كان انتهى من تسجيل أغنية شعور إنساني وكان من المفترض انها ستطرح يوم وفاته من ألحانه وغنائه ومن كلمات الشاعر علي خلاف وكانت هذه آخر أعماله”.
رحلت يا رحيم لكنك نسيت أن تغادر قلوبنا.. لن تغادرنا ألحانك أبدًا، كل لحنٍ تركته وراءك وكل وترٍ نطق باسمك سيظل يُردد: “هنا مرّ محمد رحيم… هنا عاش، هنا لحن، هنا خلد.”
نم يا جوكر في سلام، واطمئن سيظل إرثك خالدا.. رحل عنا جسدك فقط، لكن صوتك سيظل يتردد في قلوبنا.. كأنك تقول لنا: الموسيقى حياة،وإن غاب ملحنها.
