مهرجانات التعري .. رقصة على حافة الهاوية” منصات تتويج الفجور”
مهرجانات التعري .. هذا هو ملخص مايمكن أن يقال عن الكثير من المهرجانات التى أصبحت تقام سواء بداخل مصر أو غيرها من الاقطار العربية والهدف والمغذى واضح للجميع .
بقلم / ياسر عبدالله
ليفرض السؤال نفسه .. هل تحولت المهرجانات و الإحتفالات التي تقام في مصر إلى منصات تروج للفجور وتهدد قيم المجتمع؟
نعم السؤال يفرض نفسه بقوة في ظل الإنتشار المتسارع لهذه المهرجانات وما تصاحبه من مشاهد صادمة تثير جدلا واسعا حول المسؤولية الأخلاقية والإجتماعية لكل من يشارك فيها سواء منظمين أو فنانين أو حتى متفرجين
فقد تحولت أكثر هذه المهرجانات التي كان يفترض أن تكون تعبر عن ثقافة محددة إلى مسارح تعرض فيها مشاهد تسئ للمرأة المصرية وتروج لأفكار منحرفة عن القيم والأخلاق فبدلا من تقديم فن راق يساهم في بناء المجتمع نجد أنفسنا أمام أجساد تتسابق في التعري وإظهار التاتو الذي يظهر في أماكن حساسة مع إيحاءات رخيصة وحركات مبتذلة تسئ للمرأة وتقلل من شأنها وتقدم صورة مشوهة عن الهوية المصرية حيث تصبح النساء في هذه المهرجانات أدوات تستغل لجذب الإنتباه وتقدم كأجساد عارية أكثر من كونها شخصيات ذات قيمة وكرامة.
ضد القيم وضد الأخلاقيات
وليس الأمر مقتصرا على المشاركين فقط بل يتعداه إلى الإعلاميين الذين يتسابقون في الحضور لهذه المهرجانات و يساهمون في نشر هذه الظاهرة ويسعون وراء ما يسمي “الترند” دون مراعاة للقيم الأخلاقية أو للمسؤولية الإجتماعية فبدلا من نقد هذه الظاهرة وفضح ما تمثله من إنحراف عن القيم نجد بعض الإعلاميين يروجون لها ويضخمونها ويساهمون في إنتشارها مستغلين إثارتها للجدل لجذب المشاهدات وزيادة أرباحهم و هذا السلوك يعتبر خيانة للأمانة المهنية ويمثل إستسلاما للإبتذال وتجاهلا خطيرا للآثار السلبية لهذه المهرجانات على المجتمع
هناك سؤال يطرح نفسه بقوة من المسؤول عن هذه الحالة المقلقة؟
الإجابة ليست بسيطه بل تتطلب تحليلا عميقا للأسباب المتعددة التي أدت إلى هذا الوضع الخطير فمن جهة أخري هناك دور مهم للمنظمين الذين يركزون على الربح المادي دون مراعاة للقيم الأخلاقية ويقدمون محتوى مبتذلا لجذب أكبر عدد من المشاهدين ومن جهة أخرى هناك دور مهم للجهات الرقابية التي نراها تخفق في القيام بدورها في مراقبة هذه المهرجانات ومنع ما يسئ للقيم والأخلاق كما أن غياب الوعي المجتمعي وقبول بعض الأفراد لهذه الظاهرة و انسياقهم وائها يساهم في إستمرارها وتفاقمها
يجب مواجهة هذه الظاهرة والتي تتطلب جهدا مشتركا من الجميع.
عقوبات رادعة وصارمة
فمن الضروري أن تشدد الجهات الرقابية على مراقبة هذه المهرجانات وأن تطبق العقوبات الصارمة على كل من يخالف القوانين والأخلاق كما يجب على الإعلاميين أن يؤدوا دورهم في نشر الوعي ونقد هذه الظاهرة وتقديم محتوى إيجابيا يساهم في بناء المجتمع وأخيرا يجب على المجتمع نفسه أن يرفض هذه الظاهرة وأن يطالب بمحاسبة المسؤولين عنها وأن يساهم في بناء ثقافة تقدر القيم والأخلاق .
إن السكوت عن هذه الظاهرة يعتبر تواطؤا ويساهم في تفاقمها فالمطلوب هو وقفة جادة من الجميع لمواجهة هذا الإنحراف وحماية المجتمع من آثاره السلبية المدمرة واستعادة قيمنا الأصيلة قبل أن تدفن تحت ركام الإبتذال والعار فهذه المهرجانات إذا ما أُحسنت إدارتها يمكن أن تكون مساهمة فعالة في إثراء الثقافة المصرية لكنها في صورتها الحالية تمثل تهديدا حقيقيا لهويتنا وقيمنا.