مثالب الذكريات … بقلم: أحمد بيضون
مثالب الذكريات
بقلم: أحمد بيضون
أيَّما ذكريات!!! ..
ذكريات بادت بين جدائل ماض..
تلفظ أوجاعاً بين أماكن جوفاء..
ودرابيز خرساء معلقة على الجدران..
تشي بروايات ولوعات..
حتى نسيج العنكبوت في ذاك القبو..
تبا لقسوة الأيام..
تلك الألبومات أسمعها تخاطبني..
تصارعني.. تهالني..
يتهدج صوتها عبر الهجير..
لكنِّي زممت أشرعة الرحيل في معركة الوقت.
وأيَّما ذكريات مهلهلة!..
تلك المُثخنة بأعجاز بلوط نفض وريقاته..
في خاصرة الأوقات معاتباً..
وها قد تهاوت عراجين دسر الوصال بيننا..
أي آثرة وأيَما إرثٍ من كنوز تركوها كالأصنام..
صمدٌ من نثار ودِثار مهترئ في ندف ثلج ذائب..
عرق الجدران بهذا القمم شاهد على التخاذل..
نهام البوم وهسيس الخفافيش يتوسد عالمها..
وأنا ما زلت ماثلا على كرسي الوثير أندب حظي..
يا لها من خيانة لمن أملوني انتظار الحظوة..
بين أرتال من كتب تمنطقت عناوينها..
كأنها تنتحب في خريف طال أمده..
لبثت مع أصحاب كهف في سباتٍ..
تتعاقب الفصول عليها بين زمهرير قرٍّ وأتون تنور..
لا أكاد أذكر ربيعاً يواجهني بأنسام ترتشف الحياة..
إلاها لن يبقَ لديَّ تاريخ يؤسطر ملاحم السلف..
إلاها لا وطن ولا هوية ولا بصمة..
إلاها لن تعود حروفي الميتة مع فينيق الرماد..
أما آن أوان نفض الغبار عليها
أما آن أوان معانقة صويحبٍ من محاجر مقلٍ
تروم النور بين السطور لتلقي التحيات..
كلهم مروا من هنا وتركوا عيونهم..
وأنا الوريث الشرعي لتحفتهم التي لا تقلد..
أما آن الأوان كي نستفيق!!!
المزيد من المشاركات