محمد رمضان وبدلة الرقص.. كيف أشعل محمد رمضان مواقع التواصل من قلب أمريكا ؟
محمد رمضان وبدلة الرقص.. كيف أشعل محمد رمضان مواقع التواصل من قلب أمريكا ؟
محمد رمضان وبدلة الرقص.. كيف أشعل محمد رمضان مواقع التواصل من قلب أمريكا ؟
في سابقة فنية جديدة، أثار الفنان المصري محمد رمضان موجة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ظهوره بإطلالة اعتبرها البعض «غريبة وغير مألوفة»، وذلك خلال حفله بمهرجان كوتشيلا الموسيقي الشهير في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية. وبين مؤيد ومعارض، تحولت الإطلالة إلى حديث السوشيال ميديا، ودفعت بعض الجهات الرسمية داخل مصر للتحرك والتعليق، خاصة مع تصاعد الانتقادات التي طالت الشكل والمضمون.
كتب: هاني سليم
«تصميم مصري بروح عصرية»
اللافت في تلك القصة أن الإطلالة التي ظهر بها محمد رمضان في كوتشيلا لم تكن اختيارًا عشوائيًا أو مجرد زي غريب كما وصفه البعض، بل كان عملًا فنيًا مصممًا خصيصًا ومصنوعًا يدويًا بكل عناية على يد مصممة الأزياء المصرية الشهيرة فريدة تمرازا، مؤسسة العلامة التجارية العالمية «تمرازا».
فمن خلال منشور عبر الصفحة الرسمية للعلامة التجارية على تطبيق إنستجرام، كشفت تمرازا أن القطعة التي ارتداها محمد رمضان ليست مجرد ملابس مسرحية تقليدية، بل عمل فني مستلهم من جذور الحضارة المصرية القديمة، حيث استخدم فيها الخرز اليدوي لتشكيل رموز ذات دلالة تاريخية عميقة، على رأسها «مفتاح الحياة» رمز الأبدية في الثقافة الفرعونية.
وكتبت في تعليقها:
“محمد رمضان أول فنان مصري يغني في مهرجان كوتشيلا العالمي، ويظهر بقطعة فنية مصنوعة يدويًا من الخرز، مستوحاة من رموز مصرية قديمة ومفتاح الحياة.”
هذه الكلمات وضعت الإطلالة في سياق مختلف، حيث اعتبرها البعض محاولة للترويج للحضارة المصرية بأسلوب عصري يناسب روح المهرجانات العالمية، لكن ذلك لم يكن كافيًا لاحتواء موجة الجدل التي تفجرت بسبب التصميم.

«بين الجرأة والجدل» ردود فعل متباينة على وسائل التواصل الاجتماعي
عقب نشر الصور ومقاطع الفيديو من الحفل، انقسم جمهور السوشيال ميديا بين مؤيدين ومعارضين. البعض رأى في إطلالة محمد رمضان خطوة جريئة تهدف إلى لفت الأنظار والتأكيد على هويته الفنية العالمية، خاصة وأنه أول فنان مصري يقف على هذا المسرح الضخم وسط نجوم عالميين.
أما الفريق المعارض، فقد وصف الإطلالة بأنها «مستفزة» و«تشبه بدلة الرقص»، وهو الوصف الذي انتشر على نطاق واسع بين المستخدمين، حتى أن البعض طالب بمحاسبته بدعوى أنه لا يمثل صورة لائقة للفن المصري بالخارج.
النقابات الفنية تدخل على خط الأزمة
وبالتزامن مع تصاعد الجدل، أعلن سيد محمود، مستشار اتحاد النقابات الفنية الثلاثة، أن الاتحاد بصدد التحقيق مع محمد رمضان بعد التأكد من صحة الصور والفيديوهات المتداولة على منصات الإنترنت. وأوضح محمود، عبر حسابه الشخصي بموقع فيسبوك، أن التحقيق سيُجرى بحضور النقباء الثلاثة للنقابات الفنية المختلفة إلى جانب رئيس اتحاد النقابات الفنية، وذلك نظرًا لكون محمد رمضان شخصية عامة وفنان يمثل صورة الفن المصري أمام العالم.
كتب سيد محمود في منشوره:
“إلحاقًا بما سبق عن محمد رمضان، سيتخذ اتحاد النقابات الفنية إجراءً حول ما قام به الفنان في حفله بأمريكا، عند التأكد من الصور والفيديوهات، والتحقيق معه حول الواقعة، بحضور النقباء الثلاثة ورئيس اتحاد النقابات الفنية، كونه فنانًا ويمثل صورة الفن المصري.”

موقف نقابة المهن الموسيقية
من جهتها، سارعت نقابة المهن الموسيقية برئاسة الفنان مصطفى كامل إلى توضيح موقفها من الأزمة. ففي بيان رسمي صدر مؤخرًا، أكدت النقابة أن محمد رمضان عضو في نقابة المهن التمثيلية، وبالتالي فإنها ليست الجهة المخولة بمحاسبته أو مساءلته على تصرفاته الفنية، سواء داخل مصر أو خارجها.
وأضاف البيان أن النقابة مسؤولة فقط عن الحفلات التي تقام داخل مصر، والتي تخضع لنظام تصاريح محدد يتم منحه للحفل الواحد أو العمل الواحد، وفقًا لبروتوكول اتحاد النقابات الفنية الثلاث، الذي يضم الموسيقية والتمثيلية والسينمائية.
تساؤلات حول الحدود بين الحرية الفنية والمسؤولية الاجتماعية
الموقف لم يتوقف عند التصريحات الرسمية، بل امتد ليطرح تساؤلات أعمق حول طبيعة الفن وحدود حرية التعبير، خصوصًا في ظل الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، والتي حولت كل إطلالة أو تصرف فني إلى مادة قابلة للتداول والتقييم الجماهيري السريع.
هل يحق للفنان أن يقدم ما يشاء من أشكال فنية في المهرجانات العالمية دون مراعاة صورة بلده؟ أم أن الفن، بصفته وسيلة تعبير، يجب أن يتمتع بالحرية الكاملة حتى لو اصطدم مع الذوق العام أو العادات الاجتماعية؟ هذه الأسئلة أعادت فتح النقاش حول الدور الاجتماعي للفنان المصري في المحافل العالمية، خاصة في عصر العولمة.

رمضان والتحدي الدائم: بين الشعبية والإثارة
محمد رمضان، المعروف بإثارته الدائمة للجدل سواء في أعماله الفنية أو إطلالاته، اعتاد المشي على حافة هذا التوازن الصعب بين الشهرة والانتقاد، بين كونه نجمًا جماهيريًا يحب جمهوره أعماله الاستعراضية وبين من يرى أنه يقدم صورة مغلوطة عن الفن المصري.
وربما أراد رمضان، من خلال هذه الإطلالة المستوحاة من التراث المصري القديم، أن يضع بصمة بصرية قوية تتماشى مع الحدث العالمي، خصوصًا أن مهرجان كوتشيلا يعتبر واحدًا من أهم المهرجانات الموسيقية والفنية في العالم، حيث يحضره جمهور متنوع الثقافة والجنسيات.
لكن التلقي الجماهيري لم يكن كما توقع، ما أعاد تسليط الضوء على معضلة متكررة في مسيرة محمد رمضان، والتي تجمع بين الطموح العالمي والارتباط بالجمهور المحلي، في معادلة يبدو أن توازنها يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم.