قصة سليمان عيد مع الديون “كنت بهرب من الناس وعادل إمام أنقذني”

قصة سليمان عيد مع الديون “كنت بهرب من الناس وعادل إمام أنقذني”

 

 

سليمان عيد.. تصدر اسم الفنان الكوميدي الراحل سليمان عيد قائمة الأكثر تداولًا على مواقع التواصل الاجتماعي عقب الإعلان عن وفاته وسط حالة من الحزن سادت الوسط الفني وجمهوره العريض نعاه زملاؤه بكلمات مؤثرة مشيرين إلى طيب قلبه ودماثة خلقه وتحدثوا عن إنسانيته التي طالما ظهرت في مواقفه وحكاياته.

ذكريات موجعة من أيام العوز

في أحد اللقاءات التليفزيونية التي أجراها قبل سنوات من رحيله كشف سليمان عيد عن واحدة من أصعب فترات حياته حين غرق في بحر الديون والأقساط بعد توقف العرض المسرحي “جوز ولوز” الذي كان يشاركه بطولته مع الفنان أحمد بدير. هذا التوقف المفاجئ أدخله في دوامة من الضغوط النفسية، خاصة بعد أن صار أصحاب الديون يترددون على منزله صباحًا ومساءً، مطالبين بحقوقهم.

“كنت بتهرب من الناس وبتمنى أي شغل”

يحكي سليمان عيد: “وصل بيا الحال إني كنت بتهرب من أصحاب الديون، والناس بقت تخبط على بابي طول الوقت، ومش عارف أعمل إيه”. وسط هذا الضيق، لجأ إلى صديقه الفنان فتوح أحمد وطلب منه أي فرصة عمل، حتى وإن كانت مجرد ظهور في مشهد ثانوي كمجاميع.

 

وبالفعل، أرسله فتوح إلى موقع تصوير في إحدى القرى، لكن المفاجأة كانت أن معظم العاملين هناك من طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية الذين يعرفونه جيدًا، وهو ما جعله يشعر بالحرج ويغادر المكان دون أن يُكمل يومه، رغم حاجته الشديدة للمال.

لقاء غير متوقع مع الزعيم يغير مجرى حياته

وفي لحظة فارقة، التقى سليمان عيد بصديقه الفنان محمود البزاوي، الذي كان في طريقه لحضور بروفة الجنرال لمسرحية “الزعيم” مع الفنان عادل إمام. طلب سليمان أن يرافقه فقط لإلقاء السلام على الزعيم، دون أن يتوقع أن هذا اللقاء سيكون نقطة تحول في مسيرته.

بعد انتهاء البروفة، اقترب سليمان من عادل إمام وقال له مازحًا: “لو اشتغلت معاك كأني طلعت إعارة.. ياريت تطلعني الإعارة دي”. ضحك الزعيم وسأله: “كنت بتاخد كام؟”، فرد سليمان: “400 جنيه في الشهر لمدة 3 شهور”.

عادل إمام يفتح له باب الأمل

وبدون تردد، نادى الزعيم على أحد أفراد فريق الإنتاج، وقال له: “خده ومضيه خمس سنين على 1500 في الشهر”. لم يستطع سليمان تمالك نفسه من الفرحة، وظل يبكي من شدة التأثر، وهو يقول: “الموقف ده عمره ما هيروح من قلبي”.

تكريم بعد الرحيل.. وذكرى لا تُنسى

برحيل سليمان عيد، خسر الوسط الفني شخصية فريدة من نوعها، أضحكت الملايين، لكنها أيضًا عاشت خلف الكاميرا معاناة حقيقية لم يعرفها الكثيرون. واليوم، وبعد وفاته، يتجدد الحديث عن معدنه الأصيل، ومواقف النجوم الكبار، مثل عادل إمام، الذين لا ينسون زملاءهم وقت المحنة.

 

إعداد: وفاء عبد السلام

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.