روائع سيد مكاوي على مسرح الأوبرا .. أمسية طربية استثنائية مختلفة ” تغطية خاصة

 

 

روائع سيد مكاوي .. في ليلة طربية تنضح بالوفاء للفن الأصيل، أحيت امس فرقة الموسيقى العربية للتراث، بقيادة المايسترو الدكتور محمد الموجي، أمسية متميزة على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية .

 

متابعة خاصة / ماريان مكاريوس

 

مساء الخميس 24 أبريل، خصصت دار الأوبرا حفل لتقديم باقة من روائع الموسيقار الراحل سيد مكاوي، في ذكراه ضمن فعاليات وزارة الثقافة لتكريم رموز الإبداع المصري.

 

وقد أقيم الحفل على المسرح الكبير بدار الأوبرا، وهو أحد أعرق المسارح المصرية وأكثرها فخامة، ويتسع لـ1086 مشاهدًا، ويضم 4 مستويات للجمهور، بالإضافة إلى منصة تسع 144 عازفًا. ويُعد المسرح وجهة رئيسية للعروض العالمية، حيث تُقدم عليه الأوبرات الشهيرة، وعروض الباليه، والمؤلفات السيمفونية، والأعمال الدرامية الضخمة، والمسرحيات الغنائية، وحفلات الموسيقى العربية.

سيد مكاوي.. فنان الشعب وصاحب البصمة المتفردة في الموسيقى العربية

 

سيد مكاوي، أحد أبرز روّاد الموسيقى العربية، امتلك قلبًا نابضًا بالفن ووجهًا باسمًا لا تفارقه الابتسامة، انعكست على ألحانه التي أحبها الجمهور العربي على امتداد الوطن. ورغم فقدانه للبصر في سنواته الأولى، استطاع أن يثبت نفسه كقامة فنية وثقافية شامخة، فاستحق مكانة لا ينافسه فيها أحد.

 

اتجه في بداياته إلى التلحين الديني، وقدّم ألحانًا خالدة بصوت كبار المشايخ، أمثال الشيخ محمد الفيومي، نصر الدين طوبار، وسيد النقشبندي، واختتم هذه المرحلة بتلحين أسماء الله الحسنى، التي أصبحت من العلامات البارزة في الفن الديني.

 

ومع مرور الزمن، توسع مكاوي في ألوانه الفنية، فلحّن الأغاني الجماعية، والصور الغنائية، والمسرحيات الغنائية، وكان أبرزها أوبريت “الليلة الكبيرة”، الذي يُعد تجسيدًا صوتيًا ووجدانيًا لذاكرة الموالد الشعبية، التي تأثر بها منذ طفولته.

 

أما في مجال الأغنية العاطفية، فقدّم أولى أعماله للمطربة ليلى مراد بعنوان “حكايتنا إحنا الاتنين”، لتتوالى أعماله بعدها مع كبار المطربين. وفي عام 1972، التقى بصوت كوكب الشرق أم كلثوم، فكان لقاؤهما الفني الأول من خلال أغنية “يا مسهرني”، التي أصبحت من روائع الطرب العربي.

 

ظل سيد مكاوي طوال مسيرته مثالًا للفنان الأصيل، الذي غنّى من القلب وللناس، وترك إرثًا لا يُنسى في وجدان المستمع العربي.

أمسية موسيقية تعيد إحياء الذاكرة

 

تضمن برنامج الحفل مختارات من أشهر أعمال مكاوي التي لامست الوجدان الشعبي، من بينها: “ماتفوتنيش أنا وحدي”، “الأرض بتتكلم عربي”.

 

وشارك في أداء الأغاني عدد من الأصوات الشابة المتخصصة في الغناء التراثي، منهم: ياسر سليمان، محمد شوقي، محمد الطوخي، نهى حافظ، حنان عصام، حنان الخولي، ورضوى سعيد، بمصاحبة العازف أحمد عبد الستار (كمان) ومحمود عبد الفتاح (عود)، في تناغم فني أعاد للألحان روحها الأصيلة.

 

تفاعل جماهيري وتكريم مستحق

 

وشهد الحفل حضورًا جماهيريًا لافتًا، تفاعل خلاله الجمهور بحرارة مع الأداء، في أجواء طغى عليها الحنين والتقدير لمكانة سيد مكاوي كأحد أبرز رموز الموسيقى العربية في القرن العشرين.

 

يُذكر أن فرقة الموسيقى العربية للتراث، التي تأسست عام 2004، ترسي مهمة إحياء التراث الغنائي العربي وتقديمه في قوالب أكاديمية أصيلة، حيث يحرص قائدها الدكتور محمد الموجي على المزج بين الأداء العلمي وروح النغم الشعبي، في رؤية فنية تعيد الاعتبار لزمن الطرب الجميل.

 

وتأتي هذه الفعالية في إطار جهود وزارة الثقافة لإعادة تسليط الضوء على رموز الفن المصري، وترسيخ الوعي بقيمتهم لدى الأجيال الجديدة، تأكيدًا على أن الموسيقى الصادقة تظل نابضة بالحياة، عابرة للزمن والحدود.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.