استهان بها… ففهمت قيمتها. ظن أنها ستظل تركض نحوه كلما ابتعد، وستسامح كل مرة يغيب فيها بلا سبب. ظن أن حبها أبدي، لا يُكسر ولا ينضب. كان يعتقد أن ترددها في الرحيل ضعف، وأن صبرها عليه احتياج. لكنه لم يرَ أنها كانت تُعطيه فرصة ليتغير، لتتغير هي.
المزيد من المشاركات
في كل خيبة… كانت درسًا. كل لامبالاة منه… كانت تذكيرًا بأنها تستحق أكثر. كل مساءٍ نامت فيه ودمعتها على خدها… كانت تستيقظ في اليوم التالي أقوى. هي لم تغادر حين تأذّت، بل حين لم يعد للأمل مكان في قلبها. فلا تستهِن بقلبٍ أحبك بصدق.
الأحلام لا تموت بأعمارنا، بل بإرادتنا. فبعضها يولد صغيرًا ويموت حين نيأس، وبعضها يولد معنا، يكبر بصبرنا ويشيخ في قلوبنا لكنه لا يموت. الأحلام ليست ضعيفة، بل قوية ولا تنكسر ولا تستسلم. رجعت قد تزهر فجأة بعد صبر طويل.
العمر قد يقيد الجسد، لكنه لا يقيد الروح. والزمن يحصي السنين، لكن الأحلام لا تقاس بالعمر، بل بالشغف، بالإرادة، وبقوة الإيمان بها. فكم من حلم تأخر حتى ظن صاحبه أنه فاته، ثم جاء حين نضج القلب واستعدت الروح. والعيش من جديد.
الذين يربطون الحلم بالعمر يرون الحياة أرقامًا، أما الحالمون فيرون العمر فرصة لا قيدًا.
المقال السابق
المقال التالى
قد يعجبك ايضآ