مي فاروق من قلب الأوبرا: هنا بدأت الحكاية.. وهنا يسكن الغناء الأصيل

مي فاروق من قلب الأوبرا: هنا بدأت الحكاية.. وهنا يسكن الغناء الأصيل

مي فاروق من قلب الأوبرا: هنا بدأت الحكاية.. وهنا يسكن الغناء الأصيل

في لحظات امتزج فيها الحنين بالفن، والتألق بالوفاء، شاركت الفنانة المصرية مي فاروق جمهورها ومتابعيها بعضاً من مشاهد حفلها الأخير على خشبة المسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، مؤكدة أن الغناء في هذا الصرح الفني العريق يمثل لها حالة وجدانية خاصة لا تشبه أي مسرح آخر.

كتب: هاني سليم 

مي، التي ارتبط اسمها منذ بداياتها بدار الأوبرا، لم تُخفِ مشاعر الامتنان والانتماء لهذا المكان الذي وصفته بـ”البيت الأول” الذي شهد ولادة حلمها الفني وتطوره خطوة بخطوة. ونشرت مي عبر حسابها الرسمي على موقع “فيسبوك” مجموعة من الصور التي التقطت لها خلال الحفل، وكتبت معلقة:
“لما تطلّ رجلي على خشبة الأوبرا.. بحس إني راجعة لبيتي الأول، للمكان اللي شهِد على حلمي وهو بيكبر خطوة بخطوة”.

وتابعت الفنانة، التي تميزت طوال مسيرتها بخامة صوتية أصيلة وقدرة استثنائية على أداء الطرب الشرقي:
“إطلالتي كانت مش بس فستان وصوت.. دي حالة حب وغُنا وحنين، بيني وبين جمهور بيعرف يسمع بقلبه”. وأضافت في ختام منشورها:
“شكرًا دار الأوبرا المصرية.. وشكرًا لكلّ عين كانت بتنورني وأنا بغني.. شكرًا فريقي العظيم”.

الأوبرا.. ساحة الإبداع والمشاعر

أقيم الحفل الذي أحيت فيه مي فاروق وصلات غنائية طربية مميزة على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، برئاسة الدكتور علاء عبد السلام، وذلك ضمن سلسلة الفعاليات الفنية التي تنظمها وزارة الثقافة. وقد أتى الحفل هذه المرة بدافع إنساني واجتماعي أيضًا، حيث خُصص ريعه لصالح صندوق نقابة العاملين بدار الأوبرا، مما أضفى عليه طابعًا نبيلاً يُضاف إلى رقيه الفني.

بدأ الحفل في تمام التاسعة مساءً، وسط حضور جماهيري لافت، وجاء بقيادة المايسترو الدكتور مصطفى حلمي، الذي قدّم مع مي فاروق برنامجًا موسيقيًا ثريًا تنوّع بين أغنيات الزمن الجميل وتلك التي عرفت بها الفنانة خلال مشوارها.

مي فاروق.. حضور طربي مميز وتاريخ من الوفاء للأوبرا

لا تُعد مي فاروق مجرد فنانة تقدم عروضًا غنائية بدار الأوبرا من حين لآخر، بل يمكن اعتبارها من “بنات الدار”، فقد تربت فنيًا على يد كبار الموسيقيين بها، وشاركت في العديد من الفعاليات الرسمية الكبرى منذ نعومة أظافرها. وعلى مدار السنوات، استطاعت مي أن تحتفظ بمكانة ثابتة في قلوب جمهور الأوبرا، الذي يعرف جيدًا قيمة الغناء الأصيل ويقدّر الصوت الحقيقي.

تميزت مي فاروق في حفلها الأخير بقدرتها على التواصل الحسي مع الجمهور، فلم يكن أداؤها مجرد تقديم فني كلاسيكي، بل كان أقرب إلى حالة وجدانية مفتوحة، عبّرت فيها عن شوقها للمكان والمستمعين، وذكّرت جمهورها بمكانة الفن الطربي الأصيل في قلوب المصريين.

جمهور الأوبرا.. “بيسمع بقلبه”

وكان لافتًا وصف مي فاروق لجمهور دار الأوبرا المصرية بأنه “جمهور بيسمع بقلبه”، في إشارة إلى الرقي الذوقي والسمعي الذي يتميز به هذا الجمهور، وقدرته على التفاعل الصادق مع الطرب، دون الحاجة إلى مؤثرات بصرية أو استعراضات جانبية.

هذا الوصف يعكس أيضًا عمق العلاقة التي تربط مي بجمهورها في هذا الفضاء الثقافي، إذ تتخطى العلاقة حدود الأداء الفني لتصبح لقاءً بين أرواح تلتقي على محبة الفن والصدق في التعبير.

ختام يليق بروح الفن

اختتمت مي فاروق حفلها وسط تصفيق حار من الجمهور الذي بدا ممتنًا لحالة الطرب التي غمرتهم بها على مدار ساعتين من الزمن، وحرص العديد من الحضور على توثيق اللحظات عبر الصور ومقاطع الفيديو، مؤكدين أن حفلات مي فاروق في الأوبرا ليست مجرد مناسبات غنائية، بل هي تجارب فنية لا تُنسى.

وفي الوقت الذي تمضي فيه بعض الأصوات في اتجاه التجاري والسطحي، تظل مي فاروق إحدى العلامات البارزة في سماء الطرب العربي، صوتًا وأداءً وشعورًا، تُجدد العهد كل مرة مع جمهور الأوبرا أن الغناء الأصيل ما زال بخير.

المزيد: زيزو يرتدي الأحمر.. والكاميرات تترقبه في أول لقاء إعلامي

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.