مش كل محجبة طاهرة… ومش كل متحررة سيئة!” حقيقة صدمتني في قعدة صحاب
من مذكرات ريهام طارق: مين الست اللي تستاهل تتحب؟
كنا قاعدين سهرة دردشة مع صحابي، وفجأة قلبت المناقشة لساحة معركة: تتجوز مين؟ البنت اللي دماغها منفتحة ومثقفة، ولا البنت اللي لابسة نقاب و مقفولة على نفسها؟
كل واحد فيهم شايف الصح بطريقته… بس أنا شفت كارثة!
يا ترى انت كراجل… إزاي بتختار زوجتك؟
اقرا المقال وشاركنا رأيك
كتبت: ريهام طارق
كنا قاعدين…
ترابيزة طويلة، قعدة صحاب فيها كل الألوان،
اللي قلبه خفيف، واللي تقيل، اللي بيحب النقاش، واللي بيهزر، واللي بيهرب من أي حوار تقيل…
و إحنا بنتكلم… فجأة لقينا نفسنا دخلنا في حوار مالوش كتالوج.
اتفتح باب واسع جدًا… عن “الزوجه الصح”
صديقي الأول قالها ببساطة:
البنات بقت داخلة أي علاقة متحفزة…
حاسه إن الراجل داخل عشان يسيطر، عشان كده بيتعاملوا بنديّة، مع إن لو هي حست إنهم شُركا مش خصوم، كل ده هيختفي.”
لقيت كلامه منطقي…
لكن المفاجأة كانت لما صديقي الملتحي، اللي دايمًا بيُعرف إنه ملتزم دينيا، رد عليه وقال:
“أنا شايف إن الصح إنك تدور على البنت اللي على دين، تكون مش بتدخل في سوشيال ميديا، منتقبة، مامتها منتقبة، عيلتها كلها ناس ملتزمة، هتضمن إنها مطيعة و هادية و بتاعت بيت، و هتريحك.”
ساعتها حسّيت إن في معركة.. بين الليبرالي × السلفي.
التاني رد وقاله:
يعني إيه؟ هو النقاب والحجاب ضمان؟
ما في كتير لابسين الحجاب أو النقاب يمثلو الالتزام والعفه
والمظاهر مش دليل
بالعكس، أنا ممكن أرتبط ببنت لابسة جينز وعندها دماغ منفتحة بس مؤدبة وعندها وعي وثقافة وحب.”
الصديق الملتزم رد برضه:
“دي نادرة…والبنت المقفله و مالهاش في العالم ده… هتبقى أنضف وأنقى.”
وأنا كنت قاعدة ساكتة…سامعة، وبتابع، و متلخبطة، هو امتى بقينا نقيس البنت، بـ اللي لابساه أو باللي مش بتشوفه؟
يعني اللي لابسة واسع تبقى طاهرة، واللي لابسة ضيق تبقى ضايعة؟
هو امتى اتحول الدين لشكليات؟
وامتى الانفتاح بقى معناه فساد؟
المصيبة مش في رأي ده أو ده،
المصيبة إن الاتنين مش شايفين إن “البنت تتقاس بأخلاقها”
بطريقتها، بأهلها، بتربيتها، بأنها اتعلمت تشيل مسؤولية،
إنها تفهم يعني إيه جواز مش سجن، ويعني إيه راجل مش سيد.. المصيبة إن محدش بيقول: أنا عايز واحدة شريكة…
كلهم بيدوروا يا إما على طاعة… يا إما على حرية فيها دماغ تريحهم !
وفي وسط الحوار ده، لقيت بسأل نفسي:
هو انت كراجل… شايف الزوجة المثالية تبقى عاملة إزاي؟
لابسة إيه؟ دماغها عاملة إزاي؟
تعرف تناقشك؟
ولا تسكت وتقول لك حاضر؟
بتدخل سوشيال ميديا؟ ولا مفروض تكون “مش عندها أي اكاونت علي مواقع التواصل الاجتماعي”؟
بنت عندها شخصية؟ ولا كائن ساذج وهادي و مطيع؟
محتاجة حب؟ ولا محتاجة ترويض؟
يا ترى.. لو أنت مكان واحد منهم… هتختار مين؟ وليه؟