ريهام طارق تكتب: سألوني من هو الخائن؟

بقلم: ريهام طارق

سألوني: من هو الخائن؟ 

فأشرت إلى قلبي وابتسمتُ 

وكانت اجابتي:

هو ذاك الذي احتضنته حين كان ضعيفًا

ساندته حين مال،

غفرتُ له حين أخطأ..

 برّرتُ غيابه حين غاب…

من آمنت خوفه..

سمعت حديثه في صمته..

 أحببته رغم ضعفه..

علّقته على جدار القلب أمنية…

رددت اسمه في سجودي كل ليلة..

أودعته عيني، كي أحجبه عن قسوة الحياة، وكأنها أهدابي ستكفيه شرّ العالم…

وحين اشتد ساعده… رماني.

وحين قوي… نسيني.

وحين صعد… تركني وحدي.

وحين ضاقت بي الحياة… دوّن اسمه في قائمة الغائبين.

سألوني: من هو الخائن؟

فأجبت: هو من أحببته أكثر مما ينبغي..

فاستغلّ حبي ومضى…

كنت اظنه وطني..

لكنه نفاني خارج أرضه..

الخائن ليس من خان جسدًا…

بل من خذل قلبًا آمن به.

وعينًا سهرت من اجله..

ويدًا امتدّت بالخير… فلم تجد سوى نكران الخير.

الخائن… هو من أقسم على البقاء، ثم رحل..

من وعد بالأمان، ثم غدر…

فلا تسألوني بعد الآن: من هو الخائن؟

فأنا أعرفه جيدًا…

لأنني أحببته بصدق..

و سامحته بصمت..

و غادرت حياته كما دخلت.. 

لا أبغضه… لا أفتقده.. لا اعرفه 

 تعلّمتُ فقط أن الخيانة لا تأتي من الأعداء..

بل تأتي فقط من أقرب الأحباب.

ريهام طارق
ريهام طارق

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.