السعادة الحقيقية تنبع من الداخل لا الخارج
السعادة .. في عالمٍ مزدحم بالوعود الكاذبة عن سعادةٍ جاهزة، مغلفة في منتج، أو منصب، أو علاقة، أو مكان، تأتي جملة واحدة كفيلة بإعادة ترتيب المشهد الداخلي، “السعادة موجودة داخلكِ، لا خارجه.”
بقلم: جيهان أيوب
تبدو هذه الجملة مثل مرآة صادقة، تدعونا للنظر إلى أعماقنا بدلًا من الالتفات إلى العالم حولنا. لقد نشأنا على فكرة السعي المستمر، على أن السعادة تكمن في “ما هو قادم”، في ما سنحققه من مراكز أو علاقات أو إنجازات. ويمضي العمر بنا في دوامة البحث، دون أن نلتفت للمصدر الأصيل للسعادة “ذواتنا نحن.
السعادة ليست هدية تُمنَح، ولا لحظة ننتظرها؛ بل هي إحساس يولد حين نهدأ، حين نصمت، وحين نقرر أن نتوقف عن الجري وراء الوهم. نحن لا “نصنع” السعادة بقدر ما نكتشفها. كل ما نحتاجه موجود بداخلنا: لمسة صدق، مسامحة مؤجلة، علاقة صادقة تبدأ من علاقتنا بأنفسنا.
قد يكون النظر إلى الداخل صامتًا، بل ومؤلمًا أحيانًا، لكن الحقيقة أن القلب والروح هما الشيء الوحيد الذي لا يخون. روحكِ وحدها تعرف ما يسعدكِ، ما يحزنكِ، وما تحتاجينه لتشعري بأنك بخير.
الطمأنينة أن تعيشي على يقين أن سعادتكِ تبدأ منكِ، وتتحرري من لعبة “السعادة المشروطة”. لا تعلقي قلبكِ، ولا تؤجلي فرحتكِ بشرط أو وعد مؤجل. المرأة التي تعي هذا المعنى، تتحمل مسؤولية سعادتها. لا تطلبها، ولا تتسولها، ولا تؤجلها.
بل تسأل: ما الذي بداخلي ينتظر أن أراه؟
ما الحقيقة التي أحتاج أن أصدقها عن نفسي؟
ما الذي يجب أن أحتضنه في قلبي الآن؟
كل الطرق التي تقود إلى السكينة والسعادة تبدأ بخطوة واحدة أن تؤمني أن كل ما تحتاجينه… معكِ الآن، هنا في قلبكِ وروحكِ.