ثورة 30 يونيو: صرخة وطن… حين قال الشعب كلمته

ثورة 30 يونيو: صرخة وطن... حين قال الشعب كلمته

ثورة 30 يونيو: صرخة وطن… حين قال الشعب كلمته

 

ليست كل الثورات تطلق الرصاص، ولا كل التواريخ تتكرر. لكن في 30 يونيو 2013، كتب المصريون تاريخًا جديدًا بأيديهم، لا بالحبر، بل بالدموع، والأمل، والعزيمة. لم تكن مجرد مظاهرة، ولا احتجاجًا عابرًا، بل كانت انتفاضة وطن في لحظة فارقة، أعادت صياغة المصير، وأنقذت الدولة من مصير مظلم كان يبتلعها بسرعة مخيفة.

بقلم: هاني سليم

 

في أعقاب ثورة 25 يناير، حلم المصريون بدولة ديمقراطية مدنية تحترم التعددية وتصون الحقوق. ولكن سرعان ما اختُطف ذلك الحلم في عام واحد من حكم جماعة الإخوان المسلمين، التي تعاملت مع الدولة لا ككيان وطني، بل كغنيمة سياسية.


شهد عام حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي:
• إصدار الإعلان الدستوري المثير للجدل الذي ضرب استقلال القضاء.
• تدهور غير مسبوق في مؤسسات الدولة وتفشي “الأخونة”.
• أزمة طاقة خانقة وشلل في قطاعات الخدمات.
• تصعيد خطاب ديني إقصائي، كاد يفتت النسيج الوطني.
• تراجع هيبة الدولة داخليًا وخارجيًا، وانكشافها أمام الإرهاب والفوضى.
وسط هذا المناخ المحتقن، تولّدت القناعة الشعبية أن الثورة تُختطف، وأن الوطن يُغتال باسم الشرعية.

30 يونيو: الزلزال الشعبي الأكبر

خرج ملايين المصريين إلى الشوارع في مشهد غير مسبوق، مطالبين برحيل نظام الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين. لم يكن الحدث مجرد تظاهرة؛ بل كان زلزالًا شعبيًا هائلًا أعاد تشكيل المشهد السياسي المصري.
لقد تحرك الشعب كله: نساء ورجال، شباب وكبار سن مسلمون و مسيحيون ، من كل طبقات المجتمع. لم يكن أحد يدعوهم إلا الوطن، ولم يكن الشارع يهتف إلا باسم مصر.

ماذا بعد السقوط؟

سقوط حكم جماعة الإخوان لم يكن نهاية المعركة، بل بدايتها. جاءت المرحلة الانتقالية صعبة ومليئة بالتحديات:
• مواجهة الإرهاب في سيناء والداخل.
• بناء مؤسسات الدولة من جديد.
• إعادة الثقة بين المواطن والدولة.
• إطلاق مشروعات قومية لإعادة عجلة الاقتصاد.
ثم بدأت مصر صفحة جديدة بانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في 2014، ليقود مرحلة استقرار سياسي ، مع إصلاحات اقتصادية كبرى ،غيّرت شكل البنية التحتية والقدرات العسكرية والاقتصادية للدولة.

30 يونيو لم تكن فقط انتفاضة سياسية، بل كانت لحظة استعادة كرامة وطن.
كانت شهادة ميلاد جديدة لمصر…
لن يُكتب عن 30 يونيو كحدث سياسي فقط، بل كلحظة تاريخية استثنائية قال فيها الشعب كلمته

المزيد: «حياتنا مش لايف».. الوجه الخفي لعصر السوشيال ميديا وتأثيره على حياتنا الحقيقية

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.