الإسكان: البناء العشوائي يلتهم الأراضي الزراعية ويهدد أمن المصريين الغذائي
البناء العشوائي يهدد أمن المصريين الغذائي
الإسكان: البناء العشوائي يلتهم الأراضي ال ويهدد أمن المصريين الغذائي
كتبت: مريم سمير البدراوي
أطلق الدكتور شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، تحذيرًا واضحًا بشأن التوسع العمراني العشوائي في المناطق الريفية والقرى، موضحًا أن هذه الظاهرة أسفرت عن تآكل مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، ما تسبب في تداعيات مباشرة على الأمن الغذائي وزيادة الأعباء الاقتصادية على الدولة.
العشوائيات ترفع الأسعار وتضغط على البنية المجتمعية
وأكد الشربيني أن التمدد غير المنظم للمباني أجبر الحكومة على استيراد سلع ومنتجات كان يمكن تصنيعها محليًا، ما انعكس بشكل مباشر على ميزان المدفوعات وزاد من معدلات التضخم.
وأضاف أن الخطر لا يقف عند حدود الاقتصاد، بل يمتد إلى النسيج الاجتماعي، نتيجة ظهور تجمعات سكنية تفتقر إلى معايير الأمان والسلامة، مما يشكل تهديدًا للترابط المجتمعي والتخطيط العمراني.
وفي حديثه لأحدي البرامج التلفزيونية ، أشار الوزير إلى أن الدولة تحركت مبكرًا لمواجهة هذه الأزمة، بناءً على توجيهات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أطلق منذ عام 2014 خطة تنموية شاملة تستهدف إعادة تخطيط المناطق غير الآمنة والعشوائية، وتوفير بيئة معيشية تليق بالمواطن المصري.
وأكد الوزير أن هذه التوجيهات تحولت إلى مشروعات على أرض الواقع، بفضل الرؤية السياسية الواضحة والإرادة التنفيذية القوية، ما ساهم في تحسين مؤشرات جودة الحياة في المناطق التي طالها التطوير.
من مناطق خطرة إلى مجتمعات متكاملة ومُجهزة بالكامل
واستعرض الشربيني أبرز النماذج التي تحققت على أرض الواقع، مثل تطوير مثلث ماسبيرو، وسور مجرى العيون، وتل العقارب، والمدابغ، وعزبة أبو قرن، مؤكدًا أن هذه المبادرات لم تكن مجرد تحسين في البنية العمرانية، بل خطوة استراتيجية نحو بناء مجتمعات حديثة تحتضن مواطنيها في ظروف معيشية آمنة وإنسانية.
وأشار إلى أن الدولة لا تكتفي بإزالة العشوائيات، بل توفر بدائل سكنية عالية الجودة، تُسلم للمواطنين كاملة التشطيب والتأثيث، وتضم مساحات خضراء، وممرات مشاة، وخدمات تعليمية وصحية، بما يضمن تغيير نمط الحياة والسلوك الاجتماعي نحو الأفضل.
“جودة الحياة”… هدف مستدام لرؤية مصر المستقبلية
واختتم وزير الإسكان تصريحاته بالتأكيد على أن خطة الدولة لتطوير العمران تندرج ضمن رؤية مصر 2030، والتي تضع “جودة الحياة” على رأس أولوياتها، بهدف تحقيق بيئة آمنة ومستدامة، تعزز الاستقرار المجتمعي وتحافظ على الموارد الزراعية والغذائية للأجيال القادمة.